زيادة الشعر في مناطق متفرقة من الجسم والوجه من المشاكل المؤرقة للغاية عند النساء والفتيات، نظراً لآثارها السلبية لمظهر المرأة والفتاة، لذا تتعدد الشكوى من زيادة نمو أو كثافة شعر الجسم في مراحل معينة من العمر أو نتيجة لمرض معين أو الاستخدام الخاطئ لبعض العقاقير الطبية، وفي بعض الأحيان تكون زيادة الشعر طبيعية.
ويبقى التساؤل الذي يتردد على ألسنة أعداد كبيرة من النساء هو: كيف يمكن التغلب على هذه المشكلة، وما هي أفضل طرق علاج الحالات المرضية منها؟
د. عز الدين عبد الله محمود استشاري الأمراض الباطنية والغدد الصماء بمستشفى الحمادي بالرياض يجيب على هذه التساؤلات فيقول من الملاحظ أن زيادة الشعر خصوصاً حول الوجه عند النساء من الشكاوى الأكثر وجوداً في عيادات الغدد الصماء، وهي إما زيادة مطلقة أو تجعد وكثافة هذا الشعر، والمعروف أن زيادة الشعر عند النساء تتم بواسطة هرمون الذكورة التستوتيرن ومشتقاته، وأن 60% من عملية إفراز هذا الهرمون تتم عن طريق المبايض والباقي (40%) يصنع بالجسم من مشتقات هذا الهرمون التي تفرزها الغدة الكظرية والمبايض أيضاً.
ويمكن تقسيم أسباب زيادة الشعر إلى طبيعية مثل زيادة الشعر في بعض الأجناس وخصوصاً جنوب أوروبا ومنطقة البحر الأبيض المتوسط والزيادة الفسيولوجية عند النساء بعد انقطاع الدورة وأسباب مرضية ناتجة عن حالة المبيض متعدد الكيسات، ومن الأسباب النادرة في زيادة الشعر أورام المبيض ومرض كوشينغ وأورام الغدة الكظرية والنقص الخلقي في الأنزيمات التي تساعد في صنع الهرمون (21HYDROXYLASE) التي لا تظهر أعراضها إلا مؤخراً أحياناً، ومن الأسباب النادرة جداً مرض الغدة النخامية، وبعض أمراض الجهاز العصبي كالتهابات المخ وإصابات الرأس.
وهناك سبب مهم جداً وهو بعض العقاقير، مثل بعض علاجات الصرع والهرمونات التي تستعمل لبناء الجسم والعضلات وهرمون البروجسترون وخلافها.
وحول أفضل طرق علاج زيادة الشعر يضيف د. عز الدين كما أسلفنا فإن معظم الحالات لا تنتج عن مرض خطير، والطبيب عند تقييم كل حالة يراعى وجود أعراض أخرى كتغيرات الدورة والصوت وسقوط الشعر وضمور الثديين مثلاً، وعموماً كلما زادت نسبة هرمونات الذكورة استوجب هذا تدقيقاً وفحصاً أكثر والمشكلة الأساسية أنه لا تظهر نتيجة لأي علاج قبل 6 أشهر إلى سنة، وعليه يجب إزالة الشعر في هذه الفترة موضعياً بالأساليب المعروفة كالحلاقة والشمع وبعض المستحضرات الطبية، مشيراً إلى وجود اعتقاد شائع بأن إزالة الشعر تؤدي إلى زيادته رغم عدم وجود دليل علمي على هذا.
من طرق العلاج المتبعة لعلاج زيادة الشعر أهمها الهرمونات التي تقلل هرمونات الذكورة، وهي موجودة في حبوب منع الحمل، وهناك علاجات أخرى مضادة لمفعول هرمونات الذكورة، وإذا وجد أحد الأسباب النادرة من الأورام لا سمح الله فالعلاج يكون جراحياً.
لكن يجب التأكيد على أن زيادة الشعر عند النساء أغلبها لا ينتج عن مرض خطير، ولكن يجب استشارة الطبيب لاستبعاد الأسباب النادر كما يجب عدم توقٌّع نتائج سريعة للعلاج ( لمدة عام) وإزالة الشعر موضعياً في هذه الأثناء.
وحول إزالة الشعر بالليزر تقول د. ايفونا استشارية الأمراض الجلدية بمستشفى الحمادي بالرياض: خلال فترة عملي قابلت عدداً كبيراً من السيدات يشتكين من الآثار الجانبية بعد استخدام وسائل متعددة موضعية لإزالة الشعر الزائد مثل تبييض أو تصفير الشعر باستخدام مادة الهيدروجين بيروكسيد أو بعض الطرق المنزلية مثل استخدام السكر المنصهر لكن الحقيقة أنه في بعض الأحيان يكون نمو الشعر الزائد نتيجة للإصابة ببعض الأمراض التي يجب علاجها، وفي معظم الحالات تأمل هؤلاء السيدات في إزالة هذا الشعر الزائد لأنه يسبب مظهراً غير مرغوب فيه.
وتضيف د. ايفونا: الوسائل الجديدة والحديثة الممكنة لإزالة هذا الشعر الزائد العلاج بالليزر، وهو متاح في مستشفى الحمادي منذ فترة، ويعتمد هذا النوع من العلاج على تدمير بكفاءة عالية بصيلات هذا الشعر فينتج عنه فترة طويلة من عدم نمو الشعر وهذه الطريقة غير جراحية ومناسبة لمساحة كبيرة من الجلد وأيضاً مناسبة لأي نوع من أنواع الجلد.
وعن كيفية إجراء هذا العلاج تقول د. ايفونا: نحن نعلم أن الشعر يمر خلال فترة نموه بثلاث مراحل، في مرحلة واحدة فقط من هذه المراحل يستطيع الليزر بكفاءة أن يقلل أو يزيل الشعر غير المرغوب فيه، وهي المرحلة التي ينمو فيها الشعر في اتجاهين متضادين ( إلى الخارج والداخل ) وتكون فيه بصيلات الشعر قريبة جداً من سطح الجلد ففي هذه اللحظة المناسبة يستطيع شعاع الليزر أن يصل إلى بصيلات الشعر ويدمرها، ويحتاج العلاج بالليزر إلى عدد من الجلسات تقريباً كل 46 أسابيع حتى يزيل الشعر من معظم المناطق في الجسم، وأثناء العلاج يشعر المريض بسخونة في الجلد مع إحساس بوخز الإبرة وهو ما يمكن التغلب عليه باستخدام مخدِّر موضعي يوضع على المكان الذي يرغب في إزالة الشعر منه حوالي 90 دقيقة قبل العلاج بالليزر، أيضاً يمكن استخدام نظام الهواء البارد، وهو أيضاً متاح ومتوفر في مستشفى الحمادي، وهذا النظام يسمح بمرور تيار متواصل من الهواء البارد على المكان الذي يرجى علاجه ليقلل الإحساس بشعاع الليزر لكن يجب معرفة أن المريض الذي يريد العلاج بالليزر لابد أن يتجنب التعرض للشمس أو اللوسيونات والكريمات التي تلوِّن الجلد بعد تعرضه للشمس لمدة شهر قبل العلاج وخلال فترة العلاج كلها لأن ذلك يقلل كفاءة الليزر في العلاج ويزيد من فرصة حدوث مضاعفات.
كما يجب الحماية والوقاية من الشمس شهراً قبل وبعد العلاج بالليزر وذلك عن طريق استخدام الكريمات الواسعة المدى والواقية من الشمس كذلك عدم استخدام المستحضرات الكيميائية لإزالة الشعر أو استخدام جهاز إزالة الشعر بالكهرباء 30 يوماً قبل العلاج.
بالنسبة للأفراد ذوي البشرة الداكنة اللون يمكن أن يستخدموا قبل العلاج بالليزر كريمات موضعية مبيضة للجلد لمدة 24 أسبوع قبل العلاج بالليزر وأسبوعين بعد العلاج وعما كانت توجد موانع للعلاج بالليزر تقول استشارية الأمراض الجلدية بمستشفى الحمادي
* التعرض للشمس قبل العلاج، والجلد المصبوغ أو الذي تغييرّ لونه نتيجة استخدام الكريمات التي تعطي الجلد اللون البرونزي، كذلك المرضى ذوو الحساسية للضوء خصوصاً (لمنطقة الموجات تحت الحمراء) أو استخدام بعض الأدوية والعلاجات المعروفة بأنها تزيد من حساسية الجلد للضوء، وفي حالة وجود احتمال حدوث تشنجات عند تعرض المريض للضوء كل هذه موانع للعلاج بالليزر.
|