كثيراً ما يتردد على عيادة المسالك البولية المراجعون ويساورهم القلق والخوف أحياناً من وجود مرض في غدة البروستات، ويتساءلون هل من تأثير لهذا المرض إن وجد على حياتهم الجنسية أو على مستقبل حياتهم بشكل عام؟.
بداية فإن غدة البروستات هي الغدة الأهم في الجهاز التناسلي عند الذكور، وتوجد عند مخرج المثانة حول القسم الأول من الإحليل (مجرى البول الخارجي)، ووزن هذه الغدة حوالي 20غ وتقوم بإفراز مواد متعددة تدخل في تركيب السائل المنوي عند الرجل، كما أنها ذات أهمية في إفراز مواد مقاومة للانتان (الإلتهاب ) البولي.
وللتبسيط نستطيع أن نقسم أمراض غدة البروستات إلى قسمين : الضخامات والالتهابات وحيث أن الضخامات هي مرض يحدث عند كبار السن (عادة فوق الستين من العمر)، فإن الالتهابات في أغلب الحالات تحدث عند الشباب بين سن ال 20 وال 45 سنة، أي في سن النشاط الجنسي، أما عن ضخامة الموثة (البروستات) فقد تكون سليمة أو خبيثة، ولذلك فإن الفحص الدوري لكل الأشخاص فوق عمر ال50 سنة هو ضروري ويجب الالتزام به من أجل الكشف المبكر عن سرطان البروستات وقد زادت نسبة الكشف المبكر عن هذا السرطان بعد توفر التحاليل الدموية العالية التقنية (عيار ال PSA في الدم) والمتوفرة في مستشفى الحمادي بفضل الله وحمده، والذي يستطيع أن يكشف عن وجود سرطان مبكر في غدة البروستات قبل أن يظهر سريرياً بعدة سنوات، إضافة لإجراء الفحص بالأمواج فوق الصوتية عن طريق المستقيم، والذي قد ساهم بشكل فعال في زيادة نسبة الكشف المبكر أيضاً عن سرطان البروستات.
أما الضخامات السليمة، وهي الأكثر شيوعاً، فتتظاهر بأعراض صعوبة التبول مع ضعف وتقطع رشق البول ووجود زيادة في عدد مرات التبول في النهار وفي الليل، وقد يتطور الأمر إذا لم يعالج مبكراً، فيحدث الأسر البولي التام، وما ينجم عن ذلك من تأثير سيء وضار على وظائف الكليتين وإمكانية الإصابة بالفشل الكلوي في المراحل المتقدمة من المرض، لذلك فإن معالجة ضخامة البروستات في مراحلها الأولى تحمي المريض من حدوث هذه الاختلاطات السيئة والمؤثرة على حياة المريض، وبفضل تطور الصناعة الدوائية فقد تم استحداث أدوية فعالة ومفيدة في معالجة المراحل الأولى والمتوسطة من هذا المرض بشكل ناجح مما يجعل عملية التبول ورشق البول جيدة عند المريض وبفضل الله تعالى فإن هذه الأدوية متوفرة، وأما الحالات المتقدمة من ضخامة البروستات فيتم علاجها بالجراحة عبر التنظير، ويعرف باسم TURP أو بالجراحة المفتوحة وتتم هذه الجراحات بكل سهولة ودون أية اختلاطات.
أما التهابات البروستات فهي تحدث في سن الشباب وتنجم عن جراثيم أو أشباه الجراثيم التي تصل إلى غدة البروستات عن طريق الإحليل (مجرى البول الخارجي) أثناء الجماع مع الشريك الجنسي، وهذه الجراثيم قد تحدث التهاباً حاداً يتظاهر بحرارة وعرواءات مع حرقة وألم أثناء التبول وزيادة عدد مرات التبول وصعوبة رشق البول، أو التهاب مزمن في البروستات يتظاهر بتكرر الأعراض البولية بين وقت وآخر مثل آلام أثناء التبول وتعدد مرات التبول، وآلام أسفل البطن أو في كيس الصفن، ويتم تشخيص هذه الحالات بالفحص السريري لغدة البروستات مع إجراء الفحوص المخبرية والشعاعية اللازمة، ويجب البدء بالعلاج المناسب في أبكر وقت ممكن حتى نتجنب حدوث اختلاطات سيئة مثل تسمم الدم والذي ينجم عن التهاب البروستات الجرثومي الحاد أو حدوث بعض حالات العقم والذي قد نصادفه في حالات التهاب البروستات المزمن.
د.وائل سلمون
أخصائي المسالك البولية
|