حول مرور عام على ترشيح الرئيس جاك شيراك لعهدة رئاسية جديدة وبعنوان «سنة من الحوادث» كتبت الصحيفة تقول: في سنة واحدة وصل جاك
شيراك إلى الإليزيه للمرة الثانية على التوالي بعد صدمة داخلية كادت تؤدي الى انهيار الجمهورية الخامسة على أيدي أشد الأحزاب الفرنسية تطرفا.. في سنة واحدة. دخل شيراك الى الحرب ضد الأمريكيين. استطاع أن يكسب تأييد سبعين بالمائة من الفرنسيين.واستطاع أن يكون رجل أوروبا الأول في حملته الكبيرة ضد البيت الأبيض.. في سنة واحدة خسر شيراك رهان السلام في العراق. وخسر « تأييد» الأمريكيين له.. خسر «الموقف» البريطاني الرسمي منه. لكنه كسب احترام الشعبين الأمريكي والبريطاني.. الرئيس شيراك فعل الكثير. كي يكون «شارل ديغول» ثاني على رأس الفرنسيين. فديغول هو الشخص
الوحيد الذي دفع الباب بقوة في وجه «الناتو» يوم قرر الخروج منه معتبرا إياه أمريكيا أكثر من اللازم.
شيراك قال في قمة أثينا الأخيرة إن أوروبا الجديدة لن تكون مجبرة على طأطأة رأسها لأحد. ربما تلك الكلمات التي رنت بشدة في بهو البيت الأبيض. كشفت في الأخير أن شخصا مثل «جاك شيراك» رئيس جمهورية فرنسية عجوز. في السبعين من العمر. ليس أكثر من قبعة كان يضعها ديغول على رأسه..
وتضيف الصحيفة: المشاكل التي انفجرت مؤخرا داخليا في فرنسا. أعادت الفرنسيين إلى براغماتية اليوميات التي عليهم مواجهتها الآن. دون أن يضطروا إلى القول إن موقفهم من الأمريكيين إبان الأزمة العراقية هو الذي أسس جبهة من الأزمات الفرنسية ربما سيجد الفرنسيون أنفسهم في عزلة حقيقية لمواجهتها من دون أن يكون لهم الحق أو القدرة على طلب المساعدة من الاتحاد الأوروبي الذي يعد نصف أعضائه من الموالين لأمريكا!.
لوفيغارو
تعود للحديث عن الانتخابات المحلية البريطانية وبعنوان «الهزة الأرضية» تقول: رئيس الوزراء البريطاني توني بلير لم يتعرض إلى خسارة سياسية في بلاد الغال فقط. بل إلى رسالة واضحة من البريطانيين أنفسهم الذين كانت لهم فرصة التعبير عن رفضهم لكل ما فعله توني بلير باسمهم.. ليس من السهل على رئيس الوزراء البريطاني أن يعترف بمسؤوليته في «النكسة» السياسية الداخلية.
لكن الكثيرين في حزب العمال يرون السبب الرئيس في تراجع شعبية حزبهم اسمه: توني بلير !
و تضيف: انتصار الأمريكيين والبريطانيين في الحرب على العراق لم يغط على عدم شرعيتها وبالتالي اعتبار البريطانيين أن «الخطر» لم يكن من الخارج بل في التسيير غير المنطقي الذي أدى بتوني بلير الى صرف المليارات من الدولارات في حرب بينما أكثر من 31 بالمئة من الشعب يعيش في حالة من التهميش الحقيقي داخل تفاقم البطالة والعنف..
وتختتم الصحيفة بقولها : المشكلة التي ربما سوف يضطر توني بلير الى مواجهتها تكمن في موقعه المقبل في الاتحاد الأوروبي. وبالتالي مراحل الدعم الأوروبية له لن تكون متاحة مستقبلا بالشكل الذي كانت عليه في السابق. فبعد الآن يمكن لدول مثل فرنسا وألمانيا وبلجيكا وروسيا أن تقول له ببساطة : هذه مشكلتك أنت !
|