تقول عبلة والحسرة في عينيها: ما بال أقوام «تهرف بما لا تعرف» كما تقول العرب؟
لم أنطق...
تقول عبلة بألم في نبرتها: ما بالهم مع الخيل يا شقراء كما هو مثل دارج في ألسنتهم؟
لم أنطق...
وتقول عبلة، ولا أنطق...،
وتقول عبلة، ولا أتحرَّك...،
وتقول عبلة والصَّمت يخيِّم...، تارةً تتحدَّث بصوتها، وتارةً تتحدَّث بأطراف يديها، وتارةً بحركات وجهها...، و... أخيراً يخيِّم الصَّمت المطبق.... بعد صرختها...!
لا هي تقول...
ولا أنا أقول...
عبلة عندما قالت وتحسَّرت...، وعندما قالت وتألَّمت...، وعندما قالت وغضبت...، وعندما قالت واستاءت...، وعندما قالت وصرخت، وعندما قالت وتهدَّج صوتُها...، وعندما قالت وانفعلت معها حواسُّها...، وعندما قالت وشهقت...، وعندما قالت وبكت...، وعندما صمتت... بعد دويِّ صرختها...
ظللتُ صامتةً...
والصَّمت صامتٌ...
وتحدَّثتْ التَّفاصيل...
والقوم لا يزالون «يهرفون بما لا يعرفون»...، «ويقولون ما لا يعلمون»... وفي ركب شقراء هم يركبون.
وبكلِّ سكناتها «قطعت جهيزة قول كلِّ خطيب».
|