* دبي - موفد الجزيرة - سعد العجيبان:
اعتبر سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير الاعلام والثقافة بدولة الامارات العربية المتحدة توقيت استضافة دبي لمعرض سوق السفر العربي لا يشكل تحديا لظروف الحرب على العراق او لموجة مرض الالتهاب الرئوي اللانمطي «سارس» التي اجتاحت العديد من الدول.
وقال سموه ردا على سؤال للجزيرة» بهذا الصدد عقب افتتاحه معرض سوق السفر العربي بدبي امس .. قال ان للمعرض دورة سنوية تعقد في نفس الفترة من كل عام.. ولم يكن لدينا اي تخوف من ظروف الحرب على العراق التي انتهت.. او من مرض السارس الذي تعد المنطقة خالية منه حتى الآن.. وأضاف سموه قائلا: لا اتصور ان يعيقنا عن العمل اي من العوائق الطبيعية عن تنظيم مثل هذه التجمعات .. وكيفية التعامل مع الظروف كالتي ذكرتها فلذلك تعامل آخر.. والعمل لابد ان يستمر بأي حال من الاحوال.. ونحن نبذل قصارى جهدنا لاتاحة فرص اكبر للاستثمار وهذا ما نسير عليه كدول بغض النظر عن الظروف التي تحيط بالمنطقة او بالدول الآسيوية في الوقت الحالي.
وثمن سموه مشاركة المملكة للمرة الاولى في المعرض واعتبرها مشاركة متميزة وتدل على اهتمام الدولة متمثلة بالهيئة العليا للسياحة لترويج السياحة السعودية وهي ماضية للاستفادة الاقتصادية من القطاع السياحي.
من جانبه قال صاحب السمو الملكي الامير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز الامين العام للهيئة العليا للسياحة ان مشاركة المملكة في هذا المعرض تعد الاولى لمؤسسة حكومية هي مظلة للقطاع الخاص.
وعبر سموه عن شكره وتقديره للشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان على افتتاحه جناح المملكة في المعرض.
وألمح سموه في معرض رده على اسئلة الاعلاميين ان اللقاء القادم للهيئة سيكون في مدينة جدة ويحمل عنوان «الملتقى السياحي الوطني الاول».. مشيرا الى انه يهدف للتسويق السياحي للمنتج المحلي للمواطنين والمقيمين.. ولدينا في الهيئة برنامج ثري للتسويق بميزانية جدية.. فالى تفاصيل لقاء سمو امين عام الهيئة العليا للسياحة بالاعلاميين.
* هل تعني مشاركة المملكة في هذا المعرض بداية لمشاركات خارجية أخرى؟
- نحن نستخدم المعارض كأدوات لتنفيذ الاستراتيجية التسويقية التي تتركز على التسويق الوطني من مواطنين ومقيمين داخل المملكة.. والدول الخليجية والاسلامية والعربية.. فهذه فرصة للقاء المنتجات السياحية السعودية من فنادق ووسائل نقل وغيرها بأقرانهم في الدول الاخرى للاستفادة من تجاربهم.
* وماذا عن تجاوب القطاع الخاص مع الهيئة؟
- بلاشك.. القطاع الخاص يتجاوب بشكل كبير وكما هو معلوم بدأنا في الهيئة بتوجيهات من سمو سيدي صاحب السمو الملكي الامير سلطان بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام رئيس مجلس ادارة الهيئة العليا للسياحة.. بدأنا باعتبار ان السياحة مشروع وطني لتنمية الاقتصاد ولا يمكن تحقيق ذلك دون القطاع الخاص.. ونحن عملنا منذ البداية في توثيق شراكة كاملة.. ونأمل خلال الخمس سنوات القادمة في انهاء ما نسميه بخطة العناية المركزة لتنمية السياحة الوطنية التي تهدف لاحداث نقلة كبيرة في التنظيمات السياحية والتنظيمات المؤسساتية.. حيث ينتقل هذا النشاط بثقله الضخم الى القطاع الخاص.
ويكون دور الدولة هو المساندة.. وهذه النظرة تتوافق مع ما تنتهجه الدولة في توجهاتها الاقتصادية.. لان دور الدولة يتمثل بتأسيس النشاط ومن ثم تفعيل مشاركة القطاع الخاص لادارته.
* هل لمستم انسجاماً ما بين الاهداف السياحية للمملكة وبين نظيراتها في الدول الاخرى خاصة وان المملكة تركز على ما يسمى بالسياحة الدينية.. وان صح التعبير نستطيع القول بأن هناك تضارباً بين الاهداف السياحية للمملكة واهداف الدول الاخرى.. كيف تعلقون سموكم على هذا الامر؟
- ليس لدينا في المملكة ما يسمى بالسياحة الدينية.. نحن ننظر للسياحة المرتبطة بالفعاليات او الشعائر الدينية كالعمرة .. لكن ليس لدينا كأن يأتي السائح لزيارة اماكن دينية.. وانما لتأدية فريضة او القيام بشعيرة من شعائر الاسلام ثم يتاح له الوقت للتجول بين المقومات السياحية في المملكة.
المملكة تقوم الآن بتهيئة اقرار نظام يقضي ببقاء المعتمرين لفترة اطول في المملكة.. ليس لاستهدافهم كسياح وكسب المال منهم.. بل يكون ذلك استجابة لمطالبات المعتمرين انفسهم الذين وصلوا من مسافات طويلة جدا لبلد يعزونه والمملكة بلد محبوب لدى المسلمين والهيئة تقوم ببرنامج «العمرة بلاس» استجابة لرغبة المعتمرين وليس استهدافا كسوق سياحي.
* ألا ترون سموكم أنَّ المقومات والقاعدة السياحية لدى المملكة تعاني من الهشاشة مقارنة بالدول الاخرى؟
- بلاشك .. استطيع القول بأنها ليست هشاشة وانما هي عدم تنظيم.. فالسياحة في المملكة نمت نمواً عشوائياً.. وهو نمو فرض نفسه باعتبار ان السياحة هي اكبر صناعة قائمة في العالم اقتصاديا.. وهي ثالث صناعة تساهم في الاقتصاد الوطني.
* ماذا عن البوليس السياحي؟
- لا يسمى بهذا الاسم وانما هناك الامن السياحي.. وكما نعلم ان الامن في المملكة مستتب .. وهناك دول تبادر بانشاء شرطة سياحية بمجرد بدء انشطتها السياحية.. والمملكة بها قطاع امني قوي.. ونحن نعتبر السائح كمواطن.. فما ينطبق على المواطن ينطبق على السائح.. ولذلك نحن ننظر للشرطة السياحية كأداة .. وللأمن السياحي كهدف.
ونحن نعمل الآن بشكل وثيق مع وزارة الداخلية.. على تحقيق الأمن السياحي بأساليب حديثة.. كهدف مهما كانت الادوات..
* الى أي مدى تركز الهيئة على اهمية التوعية الاعلامية لتنشيط نشاطاتها؟
- نحن نعتبر ايجاد وعي اجتماعي داعم للسياحة احد التحديات التي تواجهنا.. فالمواطن في نهاية الامر هو سائح المستقبل ومضيفه وهو الذي يجب ان ينخرط في الوظائف التي سنوفرها مستقبلا في السياحة والصناعات الجديدة.. نحن استحدثنا ثلاثة برامج اساسية احدها يركز على تفعيل سياحة المجتمع والمدارس، وبرنامج تنمية الموارد البشرية السياحية ويهدف الى توفير 3 ،2 مليون وظيفة يوفرها القطاع السياحي في المملكة خلال العشرين سنة القادمة.. ليشغلها مواطنون.
* سمو الأمير.. تعلمون ان ابرز معوقات انضمام المملكة لمنظمة التجارة العالمية هو اشتراط تخليها عن بعض الثوابت.. تندرج تحت مظلتها السياحية في المملكة.. بحيث يسمح للسائح الاجنبي مزاولة ما يزاوله في بلاده من طقوس دينية وانشطة يومية.. كالسماح بشرب الخمور وما شابه.. كيف تعلقون على هذا الامر؟
- المملكة قامت على العقيدة.. ولن تتنازل في اي ظرف عن الامور والثوابت الدينية مهما كان الامر.. حتى لو احتاجت للمال والدعم.. المملكة ثرية ولديها خيرات بتمسكها بالعقيدة والاسلام.
ولم يكن لها لاي سبب سواء كان للسياحة او للتجارة اي تنازلات تمس هذا الجانب.. وهذا ليس كلامي وانما كلام مؤسس الدولة وقيادتها.. وابنائها جميعهم.. بحيث يكون الدين والعقيدة على رأس هدف الدولة.
وموضوع انضمامنا للمنظمة يأتي في وقته ولا اعتقد ان هناك ضغوطاً تفرض على الدولة تغيير دينها وثوابتها وثقافتها لمجرد انها ترغب بالانضمام للمنظمة..
فهناك دول غير اسلامية لديها ثوابت لا ترغب بتغييرها بانضمامها لمنظمة التجارة.
|