* دمشق - الجزيرة.. عبد الكريم العفنان:
بعد تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي شارون حول لغة الخطاب السياسي السوري، واعتباره يحمل طابعاً عدائياً، فإن مصدر دبلوماسي غربي في دمشق أكد أن السياسة الأمريكية تجاه سورية لن تتدخل في المرحلة الحالية على الأقل في مسألة الرأي الإسرائيلي من دمشق، مستبعداً أي توتر جديد في العلاقات بين البلدين. وقال المصدر في حديث مع الجزيرة أنه من الضروري اليوم التميز بين الخطاب الإعلامي للإدارة الأمريكية وتحركاتها السياسية، وذلك في إشارة إلى ما تحدث به أمس كولن باول من أن واشنطن ستراقب أداء الحكومة السورية للتأكد من تنفيذ مطالبها. وبين المصدر أن الخطاب السياسي السوري لم يتبدل خصوصا فيما يتعلق فإسرائيل، مبينا أن بيان الإذاعة السورية ظهر اليوم يوضح أن دمشق تعتبر أن الالتزام السياسي هو للشرعية الدولية ولقرارات مجلس الأمن، مبيناً أن اللغة السياسية السورية لم تأت رداً على رفض شارون لعرض سوري كما تناقلت التقارير الإعلامية، فالبيان السياسي الذي قدمته إذاعة دمشق أراد أولا:
- إثارة مسألة الحوار مع الولايات المتحدة كطريق أساسي للتعامل بين البلدين، حيث تريد دمشق إيضاح أن مباحثات كولن باول لم تحمل «جدولاً» بطلبات أمريكية، بل كانت بحثاً جداً في كافة المسائل العالقة بينهما حتى قبل الحرب على الخليج.
- إيضاح أن مسألة السلام لا تتعلق بإعلان خارطة الطريق فقط، بل برغبة الحكومة الإسرائيلية بالالتزام بالسلام، والتأكيد على أن الخارجية الأمريكية تتحدث عن سلام شمولي.
واعتبر المصدر أن بيان الإذاعة السورية يرسم صورة العلاقة الحالي بين واشنطن ودمشق، في مقابل حالة إعلامية - تسود الأوساط الإسرائيلية وأشار إليها البيان بشكل صريح، فالحكومة السورية حسب نفس المصدر لن تتسرع بإصدار مواقف تتعلق بالمكاتب الفلسطينية أو حزب الله أو موضوع السلام، لأنها تعتبر أن الكثير من المواضيع فيها التزام مشترك ما بين الإدارة الأمريكية وسورية.
وقال إن التحرك السياسي السوري الحالي يوضح أن هناك مشاورات موسعة مع كافة الفصائل الفلسطينية الموجودة في سورية أو التي تملك تمثيلاً لها في دمشق، فهي التقت وفق ما قال المصدر مع وزير الخارجية السوري فاروق الشرع الذي شرح الوضع السياسي العام. ومن المتوقع أن تلتقي نائب الرئيس السوري خلال الأيام القادمة وأكد المصدر أن التعامل بشأن المكاتب الفلسطينية أو حزب الله لا يتم بإجراء سياسي بالنسبة لسورية، بل بحوار موسع وعلى اتجاهين: الأول مع الوضع الفلسطيني في سورية، والثاني مع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، لأن السلام والتسوية الشاملة كفيلة بإنهاء حالة التوتر الإقليمي.
|