* القاهرة - مكتب الجزيرة - صابر حمد:
ما يمر به العالم الإسلامي والمنطقة العربية من تحديات خطيرة في الشهور الأخيرة الماضية كانت محل حوار مع الدكتور حامد طاهر نائب رئيس جامعة القاهرة وأستاذ الفلسفة الاسلامية والفكر الاسلامي الذي تحدث عن الحضارة الاسلامية التي تراجعت كثيراً أمام التحديات التي تواجهها مثل العولمة والأمركة والحضارة الغربية وتطرق إلى الحديث عن السفارات العربية والاسلامية في الخارج ودورها في تغيير الصورة النمطية للمسلمين .
وللدكتور حامد طاهر العديد من المؤلفات منها الفلسفة الاسلامية والخطاب الأخلاقي في الحضارة الاسلامية والمدينة الفاضلة بين أفلاطون والفارابي وأخيراً مدخل صدر له إلى دراسة الفلسفه الاسلاميه.
* على الرغم من قصر الفترة التي ظهرت فيها الحضارة الغربية الا انها تفوقت على الحضارة الاسلامية، لماذا؟
ظهرت الحضارة الغربية منذ ثلاثة قرون وازهدرت ازدهاراً كبيراً في ظل ضعف الحضارة الاسلامية وبدأت في نفس الوقت الحضارة الغربية في الازدهار خاصة ان التاريخ يقول لنا ان في كل عصر حضارة واحدة فقط هي التي تهيمن على جميع الحضارات الصغيرة التي تأخذ منها ما تريد فقط.
وما أخذته الحضارة الغربية من الحضارة الاسلامية لا يعد ولا يحصى وهم يخفون ذلك ولا يريدون الاعتراف به ويبررون ذلك قائلين ان الحضارة الغربية أخذت من التراث اليوناني والروماني والمسيحية فقط دون الاعتراف بفضل الإسلام وعلماء المسلمين خاصة في الخلافة الأموية والعباسية. لو بحثنا في الحضارة الغربية والامريكية لوجدنا فيها الكثير والكثير من حضارتنا لكن التقصير من المسلمين والعرب يريد لهذا الوضع ان يستمر كما هو ولكن يجب دراسة هذا الوضع وإظهار الحقيقة.
* وما هي أمثله ما أخذه الغرب من الحضارة الاسلامية؟
هناك أمثلة كثيرة ولكن أبرزها نظام التعليم الجامعي والبريد والوزارات وغيرها الكثير لكنهم أضافوا عليها قشرة غربية.
* كيف نرى صورة العرب والمسلمين بعد الأحداث التي شهدتها المنطقة مؤخراً؟
(أجاب بانفعال شديد) ان المسلمين حالياً في ضعف شديداً ولا يستطيعون إصلاح أحوالهم مما يجعلهم محل سخرية من الآخرين الذين لا يضعون لهم أي اعتبار بسبب الخلاف الدائم بين المسلمين حتى أبسط الأمور التي اتفق عليها جميع العالم.
* وكيف يتم تصحيح هذه الصورة ؟
لكي نستطيع مخاطبة الغرب باللغة التي يفهمها وتصبح مؤثرة فيه لا بد أن تتحلى بالسلوك الذي يفهموه جيداً وهو أسلوب التأثير المباشر على الجماهير التي تؤثر بدورها على حكوماتها واستخدام أسلوب الضغط النفسي والاجتماعي لأننا معنا الحق ولكن كيف ندعم ذلك هو الذي نجهله وسوف يعود الغرب آجلاً أو عاجلاً للتعامل مع الدين الاسلامي وبدأ ذلك بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر لكن ليس بصورة كبيرة في محاولة لفهم هذا الدين.
* وهل للترجمة دور في محاولة فهم الآخر ؟
المسلمون أهملوا الترجمة منذ زمن بعيد وهناك إحصائية تشير إلى ان ما تترجمه الدول العربية مجتمعه عن كل مجالات المعرفه أقل مما تترجمه اسرائيل وحدها لذلك نحن ننادي بعودة الترجمة التي تنقل لنا خلاصة العلوم بعد ان كان الغرب يترجم عنا أصبحنا نبحث عمن يترجم لنا.
* دور الشعوب العربية والمسئولين في محو هذه الصورة؟
إن كل فرد في العالم الاسلامي مسئول عن دوره ولو قام كل فرد بواجبه كما ينبغي لتغيرت الصورة وأصبحنا في تقدم مذهل لكن للأسف فان الغالبية العظمى لا تتقن عملها.
* وهل للعرب والمسلمين الموجودين في الدول الغربية دور في تحقيق معادلة تغيير المفاهيم ؟
لنتحدث بصراحة العرب الموجودون في اوروبا كل اهتمامهم بجمع الدولارات فقط وغير متفرغين لنشر أي معلومة عن الإسلام وحضارته رغم انهم محاسبون أمام الله على تقصيرهم هذا لأن لديهم القدرة على مخاطبة الغرب لأنهم أقرب المتعاملين معهم.
* ما هو دور السفارات العربية والاسلاميه في الفترة القادمه؟
نتمنى ان يقوموا بدروهم الحقيقي بعقد الندوات والمؤتمرات لمحاولة نشر المعلومات الصحيحة عن الدين الاسلامي وهناك نقطة أخرى وهي المكاتب السياحية في السفارات دورها في إعداد رحلات للمفكرين الأجانب لزيارة البلاد العربية ليروا زيف ما ينقل لهم عن الإسلام وتخلف المسلمين وإظهار الأمن والأمان الذي يعيش فيه المسلمون.
|