إذا كانت الحسابات المالية تتطلب مراجعة دورية لمعرفة ميزان الارباح والخسائر فإنه من الاولى بالإنسان الذي يمتلك عقلاً ادراكياً ان يستوقف نفسه ويسألها ان هو اوجس منها خيفة او ريبة، او رآها تلوح له بارتكاب سوء أو أمرته بممارسة معصية مساءلة المحاسب لها عن اي توجه يسبب له خسارة في سمعته او يؤدي به الى تهلكة تكون بداية الانطلاق ونحوها الخوض في الاوحال والتسامح في ارتكاب الفواحش والآثام.
والعاقل هو الذي يلزم الحذر من نفسه حتى لا تنقله من سمو الاخلاق وفضائل الاداب الى مواقع الشرور ومواطن الفسوق.
والعاقل ايضا هو الذي يدرك ان الشيطان يزين له الافعال المشينة ويستحثه على ممارستها بأساليب معسولة ووعود مغرية.
* ونجد في الشعر الواقعي النابع من النصح الصادق تحذيرات من الغواية التي هي ثمرة من ثمرات هوى النفس والشيطان يقول الشاعر محمد طاهر الجبلاوي من قصيدة له عنوانها «الغواية».
فهذا امرؤ قد غوى بعد عقل
فيا بؤساً للعاقل المستهام
اضلته اهواؤه والصحاب
فجاءت سجاياه عكس المرام
اذا ما نهى النفس عن منكر
يعود وفيه اليه اوام
ومازال يخبط هذا الفتى
بعمياء سالكها لا يرام
وفي كل يوم له لا قف
من الموبقات شديد الغرام
وهاهو ذا جالس بعد ما
تصادم والدهر اي اصطدام
|
ومنها قوله:
ومن اخذت نفسه دفعة
نصيب لذائذها والوئام
جدير به ان يعيش الحياة
ولاحظ بعد له في الانام
|
|