عندما سئل رامسفيلد عن القبض على «صدام» قال: ليس مهما المهم ان النظام قد أزيل وما كان يدري انه بهذا الجواب كان يكشف عن جانب أساسي في السياسة الأمريكية تجاه «الرموز» لايريدون القبض على «صدام» مثلما هم أيضاً لايريدون البحث عن «بن لادن» لأن بقاء هذه الرموز ضرورة للحملة الأمريكية من أجل تصدير الحرية والديمقراطية القبض على بن لادن سيعني انتهاء الحرب على الإرهاب ولن يكون هناك مبرر للوجود في أفغانستان وأماكن أخرى من العالم وصدام لابد ان يبقى مختفيا وحياً وحتى لو مات لكي تعلق على شماعته أشياء كثيرة تحدث وستحدث في العراق.
كان الاستعمار القديم يترك في كل دولة يرحل عنها مسماراً يثير المشاكل والاستعمار الأمريكي الجديد يحافظ على رموز الأنظمة التي يزيلها بالقوة ليثير بها الرعب من هاجس عودتها أو ظهورها مرة أخرى كان الانجليز يصنعون القيادات التي تحكم بعد خروجهم والأمريكان اليوم يصنعون القيادات التي تؤدي إلى دخولهم وما صدام إلا من ثمار الدعم الأمريكي لحزب البعث تحت شعار محاربة الشيوعية في عهد عبدالكريم قاسم وبن لادن تلقى تأييدهم لطرد الروس من أفغانستان.
وهكذا هم يدقون المسامير في أدمغة الشعوب ويتركونها تسيل دماً دون اقتلاعها!!
|