Wednesday 7th may,2003 11178العدد الاربعاء 6 ,ربيع الاول 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

وليدة الغموض والتناقض للأحداث والمواقف وليدة الغموض والتناقض للأحداث والمواقف
الشائعات نتائج سريعة لغياب المعلومة الصحيحة
الإسلام شدد على وجوب التثبت عند سماع الأخبار والتأكد من مصداقية مصدرها

المدينة المنورة - مروان عمر قصاص
تعيش المنطقة العربية في هذه الأيام ظروفاً غير عادية حيث تخيم عليها آثار الحرب المخيفة بما تحمله من سلبيات ومآس قد تجرها على منطقتنا ولقرب بلادنا الغالية من نقطة التماس لهذه الحرب كان لابد من الاشارة إلى أهمية تعزيز امكانيات الجبهة الداخلية حتى تكون قوية لتجاوز سلبيات هذه الحرب، ولعل أخطر ما يواجه الشعوب في حالات الحرب هو الاشاعة وترويجها وهو ما يهدد قوة الجبهة الداخلية مما يستدعي التحذير من هذا الخطر والتصدي له. حول هذه القضية الهامة كان لنا جولة بين المسؤول والمواطن عن الشائعات وكيفية التصدي لها وتجاوز سلبياتها فتوفرت لدينا هذه الحصيلة.
وسائل الإعلام والإشاعة
وبرغم انتشار القنوات الاخبارية الفضائية ووكالات الأنباء وتعدد وسائل الإعلام المتنوعة، وسرعة وصول المعلومة في عصر المعلوماتية، ورغم تطور وسائل الإعلام وتنوعها إلا أنها أحياناً قد تكون وسيلة لترويج الاشاعات خاصة وأن بعض هذه الوسائل تفتقر للمصداقية ويمكن التأثير عليها من أية جهة لاثارة البلبلة في بلد ما، كما أن للإشاعات وسيلة أخرى وهي الاشاعات الداخلية والتي عنوانها - يقولون - ورغم أنها وسيلة بدائية وذات مدى قصير إلا أنها ما زالت تؤدي دورها في تداول ونقل الأخبار والأحداث وتنطوي على جانب هدام يهدد استقرار المجتمع ويساهم في تفشي معلومات غير موثقة يتعامل معها البعض على أنها مسلمات قد يبني عليها تصرفات وآليات معينة تسبب احباطاً وتأثراً على صلابة الجبهة الداخلية لعدم صحة المعلومة التي استندوا إليها ويساهم في انتشار الشائعات غياب المراكز المعلوماتية الموثقة في العديد من الدول أو عدم ثقة المتلقي في بعض هذه المراكز إن وجدت.
ويقول أحد أئمة المسجد الحرام ان الشائعات من أخطر الحروب المعنوية، والأوبئة النفسية، بل من أشد الأسلحة تدميراً، وأعظمها وقعاً وتأثيراً، وليس من المبالغة في شيء إذا عدت ظاهرة اجتماعية عالمية، لها خطورتها البالغة على المجتمعات البشرية، وأنها جديرة بالتشخيص والعلاج، وحرية بالتصدي والاهتمام لاستئصالها والتحذير منها، والتكاتف للقضاء على أسبابها وبواعثها، حتى لا تقضي على الروح المعنوية في الأمة، التي هي عماد نجاح الأفراد، وأساس أمن واستقرار المجتمعات، وركيزة بناء أمجاد الشعوب والحضارات.
وقد عانت وتعاني الشعوب والدول كثيراً من سلبيات الشائعات وانتشارها خاصة في أوقات الحروب والأزمات والكوارث حيث يتجاهل المواطنون الجهات الرسمية التي تقدم المعلومة الصحيحة ويبحثون عن الشائعات التي تنتشر ويبنون تصرفاتهم عليها وعندها تكون الخسارة كبيرة جداً، وأحياناً يكون غياب المعلومة من الجهة المختصة سبباً مباشراً في تشجيع مروجي الشائعات حيث لا تقوم بعض الجهات باصدار بيان حول حقيقة ما حدث وبالتالي قطع الطريق على من يحاول إثارة البلبلة حتى أن بعض الصحف تقع أحياناً وفي ظل هذا الغياب في ترويج بعض الشائعات دون قصد.
يقول أحد الخبراء حول الشائعة وأثرها: ان الشائعة وليدة الغموض والتناقض للمواقف والأحداث الأمر الذي يتيح الفرصة لاطلاق التفسيرات المشبوهة في ظل عدد من المؤشرات التي تؤيد أو تعارض الواقعة ومما يزيد من حدتها ضبابية رؤية الحدث وانعدام الثقة في مصدر الخبر، ويضيف أنه ومن خلال دراسة أعدها ونفذها خلصت كثير من الدراسات الى أن 70 بالمئة من التفاصيل تسقط خلال خمسة أو ستة تنقلات من فم إلى فم حتى وإن لم يكن هناك فترة زمنية فاصلة في النقل فمعدل سقوطها يتبع اتجاهاً هبوطياً مطرداً وإن كان أكبر معدل لسقوط التفاصيل يتم في الاستعدادات الأولى حتى تنتهي الواقعة الى خبر مقتضب يضاف إليه كثير من المبالغات والأقاصيص.
ويضيف أن الإنسان ينطلق بناء على منظومة المواقف والتصورات للعالم الخارجي ومجريات الأحداث من خلال بناء معرفي لبشر على شبكة الواقع الاجتماعي يرتكز على علاقات وقيم معقدة وهي عوامل تؤثر على بناء المعرفة ورؤية الأحداث والوقائع، إذ ان مسيرة البناء المعرفي عند الإنسان تنمو عبر وسط اجتماعي ومصدر ثقافي ومناخ ذاتي وليس فقط بين الذات والموضوع.
ومن هنا فإن البعد الإنساني يقوم بدور ابداء التصورات والمواقف وفق منظومة الانفعالات والمشاعر التي تؤثر بدورها على موضوع الإدراك الحسي للشائعة فقد يظهر المرء ما يرغب فيه ويسقط ما يخالف هواه، ولذلك يدخل الشعور بالنقص، والتعصب والتحيز والعوامل الشخصية من حب وبغض وكره بين طيات الشائعة المحمولة.
ويقول الباحث ان الاشاعة تنفيس داخلي حيث تتحول القصة إلى مناسبة جيدة للتنفيس والتفريج عما يلج في النفس وفرصة مواتية لتهدئة التوترات الانفعالية الحادثة أو للضغوط الفكرية أو الانفعالية وكما يتدخل التعصب في عملية الاشاعة فإن العوامل الذاتية أو الاسقاط أو عامل التميز له تأثيره أيضاَ.
فالحقد يسرد أقاصيص الاتهام والافتراء والكذب، والطموحات والآمال تكمن وراءها الاشاعة الحالمة، والقلق هو القوة الدافعة الى أقاصيص الكوارث، وحب الظهور يجعل سرد القصص المضحكة مجالاً للهيمنة على المستمعين، والتشنيع والتجريم وسيلة للتنفيس عن مشاعر الضعف والحق.
ويؤكد أن الإشاعة أحياناً تحدد اتجاهات الرأي العام ويقول إن الغموض الذي يكتنف الاشاعة الواحدة يجعلها تنتشر وتتوالد بطريقة مركبة وغالباً ما يصدر من شائعة واحدة اشاعات تنشر الأكاذيب الضخمة بصورة أكثر من انتشار الحقائق الصادقة وكلما كانت الشائعة تدور حول حديث هام ومثير يزيد تأثيرها ارتباطاً من حب الاستطلاع المعرفي ويكون أثرها عميقاً في نفوس الناس حيث تكثر الأقاويل المتعارضة.
ويضيف أن للشائعة قدرة في أحداث صنوف البلبلة في المجتمع الواحد وأحداث الواقيعة بين الفرق وتحطيم وشائج القربى وعرى الصداقات، فهي معول هدم لجسور الثقة بين الأفراد ومشوش عظيم لرؤيتهم تدفعهم للتحزب بين مصدق ومكذب ومشكك حول واقعة لربما الأصل فيها خيال.
فالاشاعة تنجح في تكوين نسق من الاتجاهات مشحونة فيما بينها حيث تكون تصورات غير حقيقية مشوهة للوقائع يتأثر الرأي العام بانعكاساتها.
ثم يتحدث عن كيفية محاربة الاشاعة ويؤكد على أن المبدأ الأخلاقي الذي يتمثل بالتربية السليمة والصدق والانصراف عن الغيبة والنميمة أمور تقوي الأواصر والتماسك الاجتماعي مؤكداً على أن تعاليم الدين الإسلامي تعتبر الاشاعة كذباً وافتراء وخداعاً وتضليلاً ووسيلة الانتهازيين الذين في قلوبهم مرض، ومن هذا المنطلق شدد الدين الحنيف على وجوب التثبت عند سماع الأخبار والتأكد من مصداقية مصدرها.
قال الله تعالى: {يّا أّيٍَهّا الّذٌينّ آمّنٍوا إن جّاءّكٍمً فّاسٌقِ بٌنّبّأُ فّّتّبّيَّنٍوا أّن تٍصٌيبٍوا قّوًمْا بٌجّهّالّةُ فّتٍصًبٌحٍوا عّلّى" مّا فّعّلًتٍمً نّادٌمٌينّ}، كما أكد على عدم الخوض في الاشاعات التي يتعذر التحقق من مصدرها أو المشكوك في صحتها. قال تعالى: {وّلا تّقًفٍ مّا لّيًسّ لّكّ بٌهٌ عٌلًمِ إنَّ السَّمًعّ وّالًبّصّرّ وّالًفٍؤّادّ كٍلٍَ أٍوًلّئٌكّ كّانّ عّنًهٍ مّسًئٍولاْ}، مشدداً على أهمية الالتزام بالموضوعية في سياق الرد المنطقي المدعم بالوقائع مع التقبل للنقد البناء والاعتراف بالخطأ لتجنب الانحراف للعوامل الشخصية.
مصدر قلق اجتماعي
وحذر الأستاذ الدكتور محمد سالم بن شديد العوفي أمين عام مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة من ترويج الشائعات خاصة في الأوقات الحرجة، وقال: إن الشائعات وُجدت حيث وُجد الإنسان، وعاشت وتكاثرت في أحضان كل الحضارات، ومنذ فجر التاريخ والشائعة تمثل مصدر قلق في البناء الاجتماعي، والانتماء الحضاري لكل الشعوب والبيئات، وقال العوفي إن الشائعات آفة اجتماعية خطيرة تعاني منها الكثير من الأمم والشعوب منذ فجر التاريخ، والمواطن المسلم والصالح والمنتمي الى دينه ووطنه هو من يكون لديه الوعي الكامل بدوره كفرد في مجتمع يجب أن يكون متماسكا وقويا للتصدي لكل المحاولات التي قد تنال من الجبهة الداخلية ويحرص على ان يجنب نفسه ووطنه خطر وسلبيات الشائعات المغرضة والأفكار الهدامة التي تهدد أمن الوطن والتي يسعى بعض المغرضين من أعداء الأمة لترويجها وبثها ليتولى المواطن نشرها دون شعور منه بخطرها وآثارها السلبية على المجتمع، وطالب العوفي بالحد من ترويج الشائعات ونشرها وقال انه لا يجب ان يردد الإنسان كل ما يسمع دون تمحيص او تدقيق ودلل على كلامه بحديث نبوي شريف يقول فيه الرسول صلى الله عليه وسلم: «كفى بالمرء كذبا أن يحدّث بكل ما يسمع» ويقول أحد أئمة الإسلام «أعلم أنه فساد عظيم أن يتكلم الإنسان بكل ما يقال».
وقال العوفي: إن الإسلام كدين لكل زمان ومكان اتخذ موقفا حازما للتصدي لهذه المشكلة ومروجيها لما لها من آثار سلبية بين أفراد المجتمع تتمثل في التأثير على تماسك المجتمع المسلم، وتلاحم أبنائه، وسلامة لُحْمته، بل لقد عدّ الإسلام ذلك سلوكا مذموما ومنافيا للأخلاق النبيلة، والسجايا الكريمة، والمثل العليا، التي جاءت بها وحثت عليها شريعتنا الغراءمن الاجتماع والمحبة والمودّة والإخاء، والتعاون والتراحم والتعاطف والصفاء مؤكداً ان الشائعة كظاهرة ما هي إلا معول هدم لتلك القيم والمثُل.
ويقول الدكتور عبدالمحسن بن محمد عراقي مدير عام مركز تلفزيون المدينة المنورة: ونحن نعيش في هذه الظروف لا بد من الانتباه الى خطر الشائعات وقال إن على المسلم ان يترفع عن الخوض فيها لأن الدين الإسلامي يحثنا على ذلك خاصة وان الشائعات مبنية على سوء الظن بالمسلمين، والله عز وجل يقول: {يّا أّيٍَهّا الذٌينّ آمّنٍوا اجًتّنٌبٍوا كّثٌيرْا مٌَنّ الظَّنٌَ إنَّ بّعًضّ الظَّنٌَ إثًمِ } وقد أخرج الشيخان في صحيحهما ان رسول الله قال: «إياكم والظن، فإن الظن أكذب الحديث»، كما نهى الإسلام اتباعه ان يطلقوا الكلام على عواهنه، دون تحكيم لعقولهم عند كل شائعة، ويشحذوا تفكيرهم عند كل ذائعة، أو ينساقوا وراء كل مروج للشائعات، ويصدّقوا قول كل دعيّ مارق.
وقال إن الشائعات من أخطر ما يواجه المجتمعات وخاصة في مثل هذه الظروف مؤكداً على انه علينا ان نتكاتف جميعا للحد من انتشار الشائعات والأفكار الهدامة التي تهدد استقرارنا وأمننا وعلينا الاعتماد بعد الله في هذا الجانب على ما يصدر من ولاة الأمر ومن وسائل الإعلام المحلية الرسمية حول كل ما يقال حتى لا نقع في مصيدة نشر شائعات قد تكون كاذبة، وقال: إن في دستورنا الخالد القرآن الكريم آية كريمة تحضنا على عدم ترديد كل ما يسمع واعتقد انها منهج لكل مسلم حيث يقول الحق سبحانه وتعالى {يّا أّيٍَهّا الذٌينّ آمّنٍوا إن جّاءّكٍمً فّاسٌقِ بٌنّبّأُ فّّتّبّيَّنٍوا أّن تٍصٌيبٍوا قّوًمْا بٌجّهّالّةُ فّتٍصًبٌحٍوا عّلّى" مّا فّعّلًتٍمً نّادٌمٌينّ} ومن هنا نستفيد درسا هاما في الحد من ترويج الشائعات دون تحقق من مضمونها حتى لا نقع في المحظور، وأكد العراقي ان للشائعات آثاراً سلبية كبيرة وينتج عنها آثاراً أخرى قد تكون اسوأ منها وعلينا ألانساهم في ترويجها وخدمة أهداف المغرضين الذين يقفون خلفها ويبطنون الشر لبلدنا وأمتنا ومجتمعنا.
ويقول فضيلة الشيخ عبدالرحمن بن علي المويلحي مدير عام فرع وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والارشاد بمنطقة المدينة المنورة: علينا ان نتذكر ان الدين الإسلامي يحذر من كل ما من شأنه اضعاف الأمة والتأثير على صلابتها وقوتها والشائعات تسبب بلبلة في المجتمع، وقال: إن الإسلام حذر من الغيبة والوقيعة في الأعراض، والكذب والبهتان والنميمة القالة بين الناس مبينا ان الشائعة وقود ذلك كله، وقد أمر الإسلام بحفظ اللسان، وأبان خطورة الكلمة، وحرّم القذف والإفك، وتوعّد محبي رواج الشائعات بالعذاب الأليم:{إنَّ الذٌينّ يٍحٌبٍَونّ أّن تّشٌيعّ الفّاحٌشّةٍ فٌي الذٌينّ آمّنٍوا لّهٍمً عّذّابِ أّلٌيمِ فٌي الدٍَنًيّا وّالآخٌرّةٌ } واضاف المويلحي ان الله سبحانه أخبر أن الإنسان مسؤول أمام الله عز وجل ومحاسب عن كل صغير وجليل: {مّا يّلًفٌظٍ مٌن قّوًلُ إلاَّ لّدّيًهٌ رّقٌيبِ عّتٌيدِ}. {وّلا تّقًفٍ مّا لّيًسّ لّكّ بٌهٌ عٌلًمِ إنَّ السَّمًعّ وّالًبّصّرّ وّالًفٍؤّادّ كٍلٍَ أٍوًلّئٌكّ كّانّ عّنًهٍ مّسًئٍولاْ} وشدد على أن الشائعات من الأسلحة الخطيرة الفتاكة والتي تستخدم في الحرب والسلام وهدفها خلخلة المجتمع وأضعافه وهي آفة مدمرة للمجتمعات والأشخاص وقال ان تاريخ الإشاعة قديم جدا قدم الإنسان وقد ذكر القرآن الكريم نماذج في قصص الأنبياء حيث أشار الى أثر الشائعات التي أثيرت حولهم من قومهم.
صفات مروجيها
وطالب الأستاذ بهجت بن محمود جنيد مدير عام التعليم بمنطقة المدينة المنورة بالتصدي بقوة وحزم لكل من يحاول ترويج الشائعات وخاصة في مثل هذه الظروف مؤكداً ان مروّج الشائعة عضو مريض في مجتمع صالح وقال انه لئيم الطبع، مريض النفس، منحرف التفكير، عديم المروءة، ضعيف الديانة، يتقاطر خسّة ودناءة، قد ترسّب الغلّ في احشائه، فلا يستريح حتى يرى المجتمع في قلق دائم.
وقال إن الشائعات تصدر من فئات حاقدة من البشر وهي فئة مريضة وأرواحها ميتة وليس لديها ذمة أو خلق ولا تخشى الله عز وجل وهذه الفئة امتهنت نشر الشائعات موضحاً ان الفراغ من أسباب بروز مثل هذه الفئات التي تنخر في المجتمعات كما ان من مسبباتها الحقد والحسد والبغض والكره وهي من الوسائل التي يستخدمها ضعاف النفوس لسد عجز يشعرون به وينالون من خلاله من النجاح وهم من أعداء النجاح.
وحث على التصدي لهذه الآفة الخطيرة بتوعية ابنائنا وبناتنا في المنازل والمدارس بأخطار الشائعات ونحذرهم من السقوط في هوتها حتى لا ينجح مروجوها من المغرضين لتسخير الشباب لترويج شائعاتهم وخدمة أهدافهم القذرة وحذر الآباء وأولياء الأمور من التهاون في متابعة هذا الأمر خاصة وان شباب الأمة دائما مستهدفون من المغرضين الذين ينشرون أفكارا هدامة للنيل من صلابة الجبهة الداخلية.
من جانبه يرى مدير عام الشؤون الصحية بمنطقة المدينة المنورة الدكتور عبدالقادر بن أحمد الطيب ان محاربة الشائعات مسؤولية جماعية بصفة عامة وتكون مسؤولية وطنية في أوقات معينة.
وقال إن اهم الأسس في محاربتها هو إحسان الظن مع عدم ترويج كل ما يقال وما يسمع كما ان على من يسمع أي شائعة ان يتحرى الدقة فيها ويطالب بالبرهان الذي يدعم قول الراوي ثم علينا تجنب الخوض في نشر ما نسمع لأننا نعلم انه لو لم ننقل ما نسمعه لماتت الإشاعة في مهدها وفوتنا على مروجيها تحقيق أهدافهم كما علينا ان نرد امر ما يشاع الى المسؤول ونسمع رأي ولي الأمر ونتابع وسائل الإعلام وقد تعودنا ولله الحمد من وسائل الإعلام المحلية متابعة دائمة لكل حدث يشبع رغبتنا في المعرفة حول كل ما يقال وهذه الوسائل محل الثقة ولله الحمد.
ونوه الأستاذ عبدالرحمن بن محمدالمنير وكيل اماراة منطقة المدينة المنورة بطرح «الجزيرة» لهذه القضية مؤكداً ان الشائعات آفة خطيرة تهدد استقرار الأمم والشعوب وخاصة في الأوقات والظروف غير العادية واعتقد جازما ان الشائعات يجب ان تزول من المجتمع في ظل وسائل الإعلام وانتشارها بشكل كبير ولكن هذه الوسائل تحتاج الى المعلومة الموثقة من جهة الاختصاص حتى تعلنها عن أي حدث يحظى باهتمام الشارع حتى لا ندع فرصة لمروجي الشائعات ان ينشروا معلوماتهم الخاطئة وتصوراتهم المريضة التي تجد مع الأسف آذانا صاغية ويؤكد انه في ظل غياب المعلومة الموثقة تكون الفرصة مواتية لمروجي الشائعات ويطالب بضرورة توفير أجهزة خاصة كغرف عمليات تشرف عليها جهات رسمية في كل منطقة للتصدي للشائعات ودحضها في حينها اذا كانت الشائعات تهم منطقة او تتولى وسائل الإعلام الرسمية ايضاح الحقائق اذا كانت الشائعات عامة وبهذه الآلية سنحد بمشيئة الله من انتشار الشائعات.
من جانبه يرى الأستاذ نزار النعمان أمين عام الغرفة التجارية الصناعية ان الشائعات في المجال التجاري تنتشر بسبب عدم تعاون رجال الأعمال والتجار مع

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved