Wednesday 7th may,2003 11178العدد الاربعاء 6 ,ربيع الاول 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

المشرف العام على مستشفى الملك سعود في عنيزة في حوار لا تنقصه الصراحة: المشرف العام على مستشفى الملك سعود في عنيزة في حوار لا تنقصه الصراحة:
الشائعات تحرم المواطنين من خدمات المستشفى
تنافس الشركات جاء على حساب مستوى الخدمة
انتشار المستوصفات الخاصة ظاهرة صحية وليست دليلاً على تقصير المستشفى

حاوره: فيصل عبدالرحمن الواصل
قد ترتفع وتيرة النقاش وحرارة المواجهة حول نقطة محددة، وربما أخفق كأس ماء بارد في الحفاظ على الهدوء الذي كان يسود الموقف وإعادة الحوار إلى مساره المرسوم له.
الدكتور عبدالرحمن بن عبدالله كركمان المشرف العام على مستشفى الملك سعود بمحافظة عنيزة التقته «الجزيرة» وحاورته حول العديد من المسائل التي تهم الخدمة الصحية والأدوار التي يؤديها المستشفى في هذا المجال.
وقد اتسم الحوار بالشمولية والصراحة، وتم تناول كافة الأمور التي تهم المواطن والتي تحتاج تنويراً يكشف الحقائق ويوضح الخلفيات، وقد جاءت التفاصيل كمايلي:
جسد واحد
* يقيم المستشفى بشكل دوري حملات للتبرع بالدم. مامدى نجاح هذه الحملات، وهل استطعتم من خلالها توفير احتياطي دم كاف للحالات الطارئة؟
- حفاظاً على صحة المواطنين وتنفيذاً للقرار السامي المتضمن عدم استقبال عينات دم من خارج المملكة نستقبل تبرعات الدم من ذوي المرضى لأي عملية جراحية، كما أننا نقيم في كل عام عدة حملات بالتعاون مع المؤسسات الحكومية والأهلية، وكذلك المدارس، ولذا فإنه يتوفر لدينا كميات كبيرة ومناسبة هذا من جهة.. أما بالنسبة لفصائل الدم النادرة فإن لدينا قائمة بأسماء أشخاص يحملون هذه الفصائل وقد وجدنا منهم تعاوناً وتجاوباً منقطع النظير فهم على استعداد للتبرع في حال أي طارئ لاسمح الله وتعاون المواطنين يأتي تجسيداً لقوله صلى الله عليه وسلم (مثل المؤمنين في توادهم وتعاطفهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى).
ولعل أكبر شاهد على نجاح هذه الحملات ماحدث خلال الحملة الأخيرة بمناسبة قرب موسم الحج من إقبال كبير على التبرع استطعنا من خلاله إيجاد كميات هائلة من فصائل الدم المختلفة وتم إرسال الجزء الأكبر من هذه الكميات إلى المستشفيات والمراكز الصحية في المشاعر المقدسة.
تنافس محموم
* ماهي معوقات عقود التشغيل والصيانة التي تعترض عمل المستشفى؟
- مع بداية تشغيل وزارة الصحة للمستشفيات عن طريق ابرام العقود مع الشركات الخاصة كانت الشركات تتنافس للظفر بهذه العقود بأسعار مناسبة جداً لتأدية الخدمات الصحية المميزة إلا ان تنافس الشركات قلل من قيمة العقود، ومن هنا تأثرت الخدمات الصحية التي تقدمها هذه الشركات تأثراً سلبياً، وكنا نتمنى إيجاد قيمة ذات حد أدنى وحد أعلى للعطاءات.. وتداركاً لهذه المشكلة اتخذت الوزارة إجراء جيداً تم بموجبه تصنيف الشركات إلى عدة مجموعات بناء على السعة السريرية لكل مستشفى فتتدرج الشركة تصاعدياً، وقد جاء هذا الإجراء بنتائج إيجابية تجلت في السنوات الخمس الأخيرة إذ لم تعد تتقدم للمنافسة سوى الشركات القادرة على تشغيل هذه المستشفيات، ومن بين معوقات أو سلبيات عقود التشغيل ان مدة العقد لاتتجاوز ثلاث سنوات، وهذه فترة قصيرة جداً وكذلك عدم الاستمرارية.. بالإضافة إلى تناقص قيمة العقود.
وقد شرعت الوزارة منذ سنتين أو ثلاث ببرنامج التشغيل الذاتي للاستغناء عن عقود الشركات، وقد بدأ العمل به في بعض المستشفيات وهو ناجح جدا.. ولأننا نتطلع للأفضل فإن ذلك يدفعنا للتفاؤل بالوصول إلى مرحلة التشغيل الذاتي.
تضاؤل الخدمات
* باختصار.. هل نفهم من ذلك أن التنافس المحموم للشركات جاء على حساب مستوى الخدمة المقدمة؟
- لاشك ان تضاؤل قيمة العقود سيؤثر على مستوى الخدمة خاصة وان هذا التناقص أوجد فرقاً كبيرا وشاسعاً من سنة لأخرى.. فعلى سبيل المثال نجد ان قيمة عقد التشغيل هذا المستشفى قبل أحد عشر عاماً بلغت 330 مليون ريال، أما الآن فإن قيمة العقد لاتتجاوز 170 مليون ريال.
تطلع للاستمرار
* وماذا عن تجديد عقد الشركة الحالية؟
- بعد انتهاء العقد السابق للشركة قامت بدخول المنافسة الجديدة وفازت بالعقد ونحن نتطلع لهذا الاستمرار.. إذ إن استمرار الشركة لمدة ست سنوات يمنح العاملين فيها إحساساً بالاستقرار والاستمرارية ولايفقدنا التوازن في العمل، الأمر الذي يخدم المستشفى والمستفيدين من خدماته الصحية في تقديم مستويات أفضل وأرقى.
طموح مشروع
* هل يؤكد هذا رضاكم عن مستوى أداء هذه الشركة؟
- نحن طموحون ويجب ان نكون كذلك لتقديم الخدمة الصحية بشكل أفضل، فكما نعلم بأن هذه الخدمات مكلفة للغاية ورغم ذلك فإن حكومة خادم الحرمين الشريفين تدعم الخدمات الصحية بما ميزانيته من 10 إلى 12% كمستقطع من ميزانية الدولة.. ولذا يجب علينا نحن العاملين في القطاع الصحي ان نكون على مستوى المسؤولية ولو قلنا : إننا راضون كل الرضا عن أداء الشركة فقد نتوقف عند هذا الحد.. وأعتقد ان المستوى العام جيد من خلال عدة معايير لقياس مستوى الخدمة ومن أهمها المراجعون واللجان التي تتفقد المستشفى من مديرية الشؤون الصحية أو من الجهات الأخرى.. كما ان هناك معايير فنية تعطينا انطباعاً بأن الخدمة لدينا أفضل مما كانت عليه سابقاً.
ضوابط العقود
* هل تخضع مسألة تجديد عقود الأطباء إلى ضوابط مهنية أم أن قيمة العقد هي المقياس في ذلك؟
- دائما مانحرص على بقاء الكفاءات الجيدة التي تأقلمت مع ظروف العمل وتعرفت على تقاليد وعادات البلد والمجتمع وذابت بينها وبين المرضى كل الحواجز لتقديم المستوى الجيد للخدمة.
وكل الكفاءات التي نتوقع ان تؤدي عملها بشكل جيد فإننا نحرص عليها ونوصي بها.. وقد التزمت الشركة بالقائمة التي قدمت لها عن طريقنا أو عن طريق مديرية الشؤون الصحية وتم التجديد معهم.. وأذكر بأن هناك من الأطباء من تم التجديد معهم للمرة الثالثة.
مشروع عملاق
* ماذا عن وحدة الكلى وغسيل الدم التي تبرع بها أبناء الشيخ أحمد الجفالي؟
- إن هذه التوسعة تأتي في إطار التفاعل والتواصل بين المستشفى والمجتمع، فالوقائع والدلائل والأرقام تثبت ذلك بتعاون المجتمع معنا، وليس في ذلك أدنى قدر من المجاملة ونحن نقدر لهم ونشكرهم على تعاونهم المادي والمعنوي سواء عن طريق لجنة أصدقاء المرضى أو عن طريق أشخاص يأتون للمستشفى للبحث والتبرع لأنهم يجدون الخدمات الجيدة التي تعطي انطباعاً يبعث على التفاؤل بأداء أفضل إذا ما تم تعزيز بعض جوانب القصور والنقص في الإمكانات.
وبالنسبة لهذا المشروع فسيكون بإذن الله نقلة جيدة لهؤلاء المرضى وسيصبح جاهزاً خلال الشهور السبعة القادمة.. والسعة السريرية لهذه الوحدة هي عشرون سريراً وستكون متكاملة بجميع الاحتياجات الطبية بالإضافة إلى أماكن لراحة المرضى وأخرى للتغذية وأماكن للأطباء وصالة للمحاضرات والندوات ومكاتب للسكرتارية ومكتب للخدمة الاجتماعية.. وأنا هنا أشكر أبناء الشيخ أحمد الجفالي على تبرعهم بهذا المشروع.
دور مغيب
* بمناسبة ذكر لجنة أصدقاء المرضى، وبما أنكم أحد أعضائها، فإن هناك من يقلل من جهود اللجنة ولاسيما وان أعمالها تقتصر على الدعم المادي دون ان نرى لها دورا اجتماعياً واضحاً فما رأيك في هذا؟
- إحقاقا للحق فإن اللجنة بتشكيلها الجديد والمطعم بعناصر جديدة أعتقد أنها قائمة بدورها على الوجه الأكمل، وأتوقع أنها من اللجان الفرعية المميزة على مستوى منطقة القصيم.. ويتم التواصل بين اللجنة والمستشفى شهريا من خلال الاجتماعات التي يتم فيها منافسة جميع مايتعلق بالخدمات الصحية.، ومن ذلك أنهم يقومون بنقل الملاحظات لنا -نحن إدارة المستشفى- حتى نبحث عن مصدر قصور الخدمة بشكل معين.. ولست أقولها مجاملة ولكننا في الحقيقة نجد منهم كل مانطلبه.
قصور إعلامي
* لم تجب على سؤالي بدقة. ولكن دعني أبحث في جانب آخر وهو أن تواصل اللجنة ودورها المشترك مع المستشفى يحتم إيجاد مقر لها في المستشفى من أجل القيام بدورها الاجتماعي بالشكل المطلوب إلا أننا نرى أن دورها اقتصر على المساعدات المادية فما هو تعليقكم؟
- هناك قرار من المقام السامي ينظم أعمال هذه اللجان ومن بينها المساعدات المالية والاحتكاك بأبناء المجتمع وغيرها ولكن دورهم يتمثل في تقديم المساعدات المالية والعينية ونحن في المستشفى لدينا دور اجتماعي ممثلا بمكتب الخدمة الاجتماعية حيث يقوم الإخوة والأخوات بالتعرف على احتياجات المرضى ودراستها ومن ثم نقوم برفعها إلى اللجنة التي تؤدي دورها كاملاً في هذا الجانب.، وقد يكون هناك قصور في الجانب الإعلامي في إبراز دور اللجنة ولكننا نحن في المستشفى نعي ان دورهم مميز.
غير حقيقي
- هناك من يشتكي من تدني مستوى النظافة في المستشفى..
- (قاطعني قائلاً): لو سألتني غير هذا السؤال لأجبتك بنعم ولكن مستوى النظافة من النواحي التي يتميز بها مستشفى الملك سعود بشهادة المراجعين والمسؤولين الذين قاموا بزيارته.. فلا أعتقد أن سؤالك هذا حقيقي بكل صراحة.
استقالات مفاجئة
* ولو تحدثنا عن التمريض فماذا سيكون ردك؟
- نحن لا ننفي وجود القصور والنقص في الخدمات وذلك أننا نعتمد على عنصر غير سعودي ونتمنى في مستقبل الأيام أن يصبح جميع من يخدمون المرضى هم من أبناء المجتمع.
وعندما يأتي عنصر التمريض الأجنبي بعادات وتقاليد جديدة أو نوعية دراسة مختلفة، فإن اللجان المشكلة في المستشفى لهذا الغرض تقوم بتقييمه ثم تدريبه ثم التأكد من مستواه ثم تدريبه على العادات والتقاليد ثم تعليمه اللغة.. فربما يكون القصور أحياناً في عامل الاتصال بين المريض والممرض.
ومع ذلك فنحن لانتهاون في محاسبة أي مقصر ثم محاسبة البعض وتم استبعاد آخرين إلا ان المشكلة الأكبر تتركز في عدم استمرارهم. فبعد سنتين أو ثلاث يقومون بتقديم استقالاتهم للعمل في البلدان الأخرى حتى الأوروبية منها.
تجارب وهمية
* قام المستشفى مؤخرا بتنفيذ حالة طوارئ فرضية وقد صرحتم للجزيرة بأن هذه لم تكن التجربة الأولى. فما مدى نجاح هذه التجربة من وجهة نظركم؟
- نحن نقوم بتجارب وهمية بشكل دوري وقد تم ايجاد لجنة في المستشفى اسمها (لجنة الطوارئ والكوارث) يتركز عملها على مثل هذه التجارب، وأنا شخصياً أقوم في أوقات مختلفة من المساء بإعلان الشفرة الزرقاء لأقيس مدى تجاوب الأطباء والتمريض لحضورهم في وقت محدد جداً ووجدنا أنها ناجحة ولله الحمد والتجارب الوهمية تتم أيضاً بالتعاون مع الجهات الأخرى كالسجون والمدارس والدفاع المدني حتى نتأكد من تجاوب العاملين معها وتقوم اللجان المختصة بتقييمها.
تجمهر المواطنين
* شاهدنا وقوفكم شخصياً على التجربة الأخيرة فما هي الملاحظات التي خرجتم بها؟
- تأتي الملاحظات على جانبين الأول من قبل المجتمع وهو من خلال تجمهر المواطنين أثناء التجربة مما يعيق العمل بشكل جيد.. أما الجانب الآخر فيتمثل بالملاحظات الداخلية من استقبال المريض وكيفية انزاله من سيارة الإسعاف.
تأخير المواعيد
* رغم أهمية دور إدارة العيادات الخارجية إلا ان الكثير من المراجعين يلحظون عدم قدرتها على التفاعل مع الشكاوي والملاحظات ومن ذلك تأخر مواعيد المراجعة. ماهو ردكم؟
- لقد تم إيجاد مكتب للتنسيق في العيادات الخارجية وأنيط العمل به بأحد الإخوة السعوديين ونتمنى ان يكون على قدر من المسؤولية ويقوم بدوره بشكل جيد كما تم تكليف أحد الأطباء للعمل على النواحي الفنية في العيادات الخارجية لاستقبال الحالات وتوزيعها حسب الأولوية.
قنوات التواصل
* من خلال معرفتي بكم سعادة الدكتور عبدالرحمن لمست اهتمامكم وتجاوبكم مع الآراء والملاحظات والاقتراحات إلا ان المواطن لم يعد يثق بصناديق الاقتراحات والشكاوي والوصول لمكتبكم دون تنسيق سابق أمر صعب. فماهي القنوات التي ترونها للتواصل بينكم وبين أفراد المجتمع؟
- أولاً: أشكرك على ما قلت ونحن لا نقبل الملاحظات فقط بل نشتريها ولو كانت بثمن لأنها سوف تعود لصالح المريض.
والقنوات موجودة منها صناديق الاقتراحات، وإن كنا لانجد فيها تلك الاقتراحات المميزة ومع ذلك فهي تفتح عن طريقنا شخصياً... ثم إننا قمنا باستحداث بريد اليكتروني لاستقبال الملاحظات من مجلس عنيزة وهو: ksh@onaizah.com.
كما أن الاخصائيين الاجتماعيين لديهم نموذج للاقتراحات والملاحظات يتم رفعه لإدارة المستشفى.. ونتمنى ان نجد اقتراحات هادفة بناءة تخدم المريض وتسخر الإمكانات الموجودة.
وبالإضافة إلى ذلك فإن مكتب خدمات المرضى يقوم باستقبال أي ملاحظة أو شكوى ومع هذا كله فمكتبنا مفتوح دائماً للجميع من أجل التواصل بالحضور أو الاتصال الهاتفي أو الفاكس.
توقيع إقرار
* تظل المعاكسات الهاتفية في المستشفى هي المرض الوحيد الذي لم يوجد له من علاج، ولعل المستشفى قد خطا أول خطوة في طريق التصحيح وهي الاعتراف بوجود المشكلة من خلال اللافتات التحذيرية. فماهي الخطوات التالية في هذا الإطار؟
- ليست هذه هي مشكلة مستشفى الملك سعود وحده وإنما هي مشكلة العديد من المستشفيات بالمملكة مع ضعاف النفوس، وأنا لا أبرئ أحداً ولا أتهم أحداً من داخل المستشفى أو خارجه.، وقد قمنا ببعض الإجراءات للحد من هذه الظاهرة ومنها:
أولاً.. القيام بدور توعوي للمرضى بالتحذير من إعطاء أي معلومة قد يستغلها بعض ضعاف النفوس.
ثانياً.. تقوم الاخصائيات الاجتماعيات بالمرور يومياً على المنومات حديثاً لتوعيتهن وتوقيعهن على إقرار بألا يعطين أي شخص معلومات عنهن عبر الهاتف ما لم يكن أحد أقاربهن خشية مما يترتب على ذلك من أضرار.
ثالثاً.. نحن لدينا في المستشفى 25 خطا هاتفيا ولا نستطيع ان نتحكم بها أو نتعرف على مصادرها ثم اننا نقوم بإغلاق جميع الخطوط بعد الساعة العاشرة مساء لنمرر المكالمات عن طريق السنترال.
والآن هناك نية بالتنسيق مع الشركة المشغلة لتركيب جهاز إظهار رقم المتصل سواء كان هذا المتصل من خارج المستشفى أو من داخله.. كما يعمل الجهاز على طباعة قائمة بجميع الأرقام المتصلة بالتاريخ والساعة وذلك يأتي لضمان ألا تكون هذه المعاكسات من داخل المستشفى ولكي نقضي على هذه الظاهرة.
صناعة الأطراف
* هل لكم أن تقدموا لنا نبذة عن مركز التأهيل الطبي بالمستشفى؟
- مركز التأهيل الطبي بالمستشفى يخدم جميع المرضى في منطقتي القصيم وحائل ويضم كل التخصصات اللازمة.. ونجد ان ثمرة هذا المركز بات يجنيها المواطن سواء من خلال قسم التخاطب وتصحيح النطق أو العلاج بالعمل لذوي الاحتياجات الخاصة وتعليمهم كيفية استخدام أدوات المطبخ ودورات المياه وكيفية الاعتماد على أنفسهم في أمور كثيرة.. كما ان المركز يقوم بتصنيع وتركيب بعض الأطراف أو الأعضاء.
برامج متنوعة
* ذكرتم ان من بين أقسام المركز قسم التخاطب وتصحيح النطق، فهل هناك تنسيق مع مراكز التأهيل الأخرى بالمحافظة في هذا الإطار؟
- لقد تم التنسيق مع مدرسة التربية الفكرية فيما يتعلق بمشاكل النطق ونحن نقوم بقياس قدرات الأطفال على النطق لتحديد ما إذا كان بإمكانهم الالتحاق بالمدارس الحكومية أو الدراسة في مدرسة التربية الفكرية.
كما قمنا بالتنسيق مع مركز التميمي للتربية الخاصة لتنفيذ برامج متنوعة واطلاعهم على الإمكانات المتوفرة لدينا بهدف الاستفادة منها في حالة نقص إمكاناتهم ونحن على استعداد لذلك.
وبالنسبة للحالات التي تراجع المستشفى فهي غالباً ماتأتي عن طريق المستشفيات الأخرى مثل بعض الحوادث أو الجلطات وماينتج عنها تأثيرات ليتم إعادة تأهيل المريض لممارسة حياته بشكل طبيعي.
عدم استقرار
* شهدت إدارة خدمات المرضى في السنوات الأخيرة حالة من عدم الاستقرار فهل لذلك تأثير على مستوى الخدمة؟
- لاشك في أن الاستمرارية والاستقرار في العمل أمر مهم جداً بحيث يدرك الموظف ما له وما عليه ويتعرف على السياسات والإجراءات التي يتطلبها العمل، ولكن للأسف نجد ان الاخوة الذين يعملون في خدمات المرضى لايستمرون لفترة طويلة بسبب حصولهم على فرص وظيفية أفضل في جهة أخرى وهذه احدى سلبيات العمل غير الحكومي.. أما الآن فقد تلافينا هذه المشكلة بتعيين أحد منسوبي وزارة الصحة بإدارة خدمات المرضى ضماناً للاستمرارية.
ظاهرة صحية
* برأيكم ماهي أسباب انتشار المستوصفات الخاصة في عنيزة بشكل لافت؟
- دائماً ما نعتبر أن القطاع الخاص مكمل لدور القطاع الحكومي وبما أن المرحلة القادمة هي مرحلة الخصخصة فإن ذلك يعني ضرورة مشاركة القاطع الخاص بأكبر قدر من المشاريع الحكومية للقيام بدوره كما يجب.. وأنا أعتقد ان هذه هي ظاهرة صحية إذا ما توفرت فيها المتطلبات الأساسية للعمل في هذا المجال.
خدمات «فندقية»
* ألا يدل ذلك على قصور الخدمة الصحية في المستشفى؟
- لا. ليس قصوراً ولكن هناك فئتين من الناس احداهما تزور المستوصفات الخاصة، ولاسيما من لديهم تأمين حكومي كالعاملين في بعض الشركات وهذا من حقهم.
والفئة الثانية لاترغب في مراجعة المستشفيات الحكومية حتى لاتضطر للانتظار وربما تبحث عن خدمات «فندقية» قد لاتتوفر في المستشفيات الحكومية.
شح الأدوية
* يشتكي الكثير من المراجعين للمستشفى من اكتفاء الأطباء بصرف عقاقير مسكنة للآلام فقط (كالأدول والفيفادول) دون الأدوية الأخرى، ولاسيما مرتفعة الثمن فما الأسباب في ذلك؟
- على العكس من ذلك فالأدوية متوفرة لدينا عدا نوعين هما علاج مرض السكري وارتفاع ضغط الدم إذ اننا نقدمها للمراكز الصحية الأولية بناء على تعميم مديرية الشؤون الصحية لتوفر قائمة لدى هذه المراكز بأسماء المرضى وسجلاتهم الطبية ومراجعاتهم للأمراض المزمنة.
أما بقية الأدوية فهي متوفرة أو على الأقل يتوفر لها بديل يفي بالغرض وأعتقد ان وزارة الصحة قد تحسنت خدماتها في السنوات الأخيرة من ناحية توفير الأدوية والعلاجات اللازمة.
واستبعد ان يكون هناك تقصير في هذه الامكانات ولذا فإن ميزانيات المستشفى المتعلقة بالأدوية في ازدياد يصل إلى 20% سنويا وجميعها تصل في وقتها.
قائمة الطلبات
* إذاً ما الداعي لقائمة المستلزمات الطبية التي يطلبها المستشفى ممن يحتاج إلى عملية جراحية؟
- نحن لا نطلب من المريض سوى في حالة إجراء جراحة المناظير فمستلزماتها غيرمتوفرة في مستشفيات المملكة عموماً وليست في قائمة وزارة الصحة.
* وكم تبلغ قيمة هذه المستلزمات المستخدمة في جراحة المناظير؟
- مابين 800 إلى 900 ريال.
* ألا ترى أن ثمة مرضى لايحتمل وضعهم المادي دفع هذا المبلغ؟
- من لايستطيع ذلك فإن لجنة أصدقاء المرضى تساهم في توفير هذه المستلزمات بعد ان نجري بحثاً اجتماعياً عن حالة المريض ونحيله إلى اللجنة.
* ألن تستغرق عملية البحث هذه وقتاً طويلاً؟
- لا. فالاخصائيون الاجتماعيون لدينا يقابلون المريض ويبحثون في حالته ويتعرفون على ظروفه وحالته الاجتماعية وإذا ما ثبت لدينا عدم قدرته على تحمل هذه الأعباء المالية فنقوم بتوريد هذه المستلزمات في اليوم التالي ومن ثم نرفع المعاملة إلى لجنة أصدقاء المرضى.
مواكبة التطور
* يضم المستشفى مكتبة الكترونية حديثة، فما انعكاسات هذه التقنية على مستوى الأداء؟
- لاشك ان عملية التعليم والتدريب ذات أهمية كبرى ليواكب الطاقم الطبي والتمريض متطلبات العصر الحديث والمستشفى يولي هذا الجانب أهمية كبيرة لأننا في عصر التطور المذهل.، فبالإضافة إلى المكتبة المقروءة التي تستحدث مائة وعشرين كتاباً طبيا سنوياً فإن هناك مكتبة الكترونية للاستفادة من خدمة الانترنت في دراسة الحالات النادرة أو التعرف على كل ماهو جديد في مجال الطب.
* هذا هو المتوفر ولكن السؤال الأهم يتمحور حول انعكاس هذه التقنية على مستوى الكفاءة لدى العاملين بالمستشفى.
- لابد ان يستفيد الأطباء من ذلك فأي مستشفى لايتوفر لديه مرجعية علمية فإن من الصعب جداً على منسوبيه مواكبة التطور الحاصل في المجال الطبي.
تقارير إحصائية
* هل لديكم إحصائيات دقيقة لمراجعي العيادات الخارجية والمختبر وغيرها من أقسام المستشفى المتعددة؟
- لدينا إحصائية نرفع بها لمديرية الشؤون الصحية شهريا وقسم العلاقات العامة بالمستشفى يقوم بدور بارز في هذا الجانب بالتعاون مع وسائل الإعلام لتقديم إحصائيات المستشفى.، كما نصدر نهاية كل عام دليلا إحصائيا متكاملا وقد أصبح هذا التقرير مرجعية للمستشفى.
استحداث الأجهزة
* لاحظنا في السنتين الأخيرتين تحسناً ملموساً في أداء المستشفى.. فماهي معطيات ذلك؟ وماهي خططكم المستقبلية؟
- أولاً.. أحمد الله تعالى على ماتحقق ونحن لا ننكر دور مكتب الإشراف بمديرية الشؤون الصحية دورالشركة المشغلة التي توفي بجميع متطلبات العقد القائم وهذا هو العامل الرئيسي.
ثانياً.. ان جميع الإخوة العاملين في مكتب الاشراف يعملون كفريق عمل واحد للقيام على تنفيذ العقد والاستفادة مما هو موجود في المستشفى لرفع مستوى الكفاءة.. كما ان الشركة تتجاوب معنا في تصحيح الملاحظات التي تردنا من المواطنين.
ثالثاً.. لاننكر تعاون المواطن برفع الملاحظات للإدارة ونحن ندرك تماماً أهمية التواصل بيننا وبين المتلقين للخدمة لتلافي جميع السلبيات والأخطاء لضمان عدم تكرارها وهذا مايعطينا مؤشراً بتحول الخدمة من حسن إلى أحسن.
أما ان المستقبل فقد تم استحداث أجهزة طبية خاصة بقسم العناية المركزة للأطفال وحديثي الولادة وكذلك مايتعلق بقسم العناية القلبية بمبالغ مالية كبيرة تصل حتى 5ملايين ريال، وهذا دعم من حكومة خادم الحرمين الشريفين حفظه الله أضف إلى ذلك مبلغ مليوني ريال قيمة أجهزة غير طبية سيتم استحداثها في المستشفى وأتوقع ان يكون هذا عاملاً في ارتفاع مستوى الانتاجية ومن لا يجد في نفسه هذه العوامل فليس له مكان في مستشفى الملك سعود.
شائعات مغرضة
* ماهي كلمتكم الأخيرة لقراء الجزيرة؟
- أتمنى من المراجعين رفع جميع الملاحظات لإدارة المستشفى أو لمكتب خدمات المرضى.. وكونوا على ثقة بأنها ستدرس بعناية ونعد كل من يدون رقم هاتفه بالاتصال به وإفادته بما تم حيال ملاحظاته.
كما أرجو منهم عدم تداول الشائعات التي قد تحرم غيرهم من الاستفادة من خدمات المستشفى فالشائعات المغرضة لها أضرار كبيرة على المجتمع. وأتمنى من أبناء محافظة عنيزة عدم مراجعة قسم الطوارئ إلا في الحالات الطارئة لأن هناك 14 مركزاً صحياً تخدم المرضى خط أول وسيتم تحويله إلى المستشفى إذا ما استدعت حالته ذلك. فنحن نجد ان هناك عدداً كبيراً جداً من مراجعي قسم الطوارئ ولكن عند تناول حالات هؤلاء المراجعين نجد ان 5% فقط هم من تستدعي حالتهم مراجعة قسم الطوارئ.. فيما يصل عدد المراجعين إلى مايزيد على ألف مراجع.
سؤال مستدرك
- دعني استدرك سؤالا.. ألا يدل هذا على قصور في خدمات المراكز الصحية؟
- لا أعتقد ذلك ولكن واقع التجربة يؤكد ان بعض المراجعين يفضل المستشفى لوجود أجهزة طبية ومختبرات وأطباء استشاريين وهذا مايفتقده المراكز الصحية.. إلا ان علينا ان نعي دور المراكز الصحية الأولية في استقبال الحالات غير الطارئة وتدون زيارته في السجل الطبي للمريض.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved