Wednesday 7th may,2003 11178العدد الاربعاء 6 ,ربيع الاول 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

أنت تسأل ونحن نجيب أنت تسأل ونحن نجيب

1- أشك بإصابة أحد أطفالي بمشكلة في العين، فماذا علي أن أفعل، وكيف يمكن اكتشاف المشاكل التي تصيب العيون في الأطفال، وهل مثل هذه المشاكل ينعكس سلباً على أدائه في المدرسة؟
بداية نقول انه يجب فحص المواليد وصغار الأطفال لتقصي إصابتهم بمشاكل العين الشائعة، مثل الحول والغمش (العين الكسولة) أثناء مواعيد المراجعة المنتظمة لعيادة الأطفال، مع العلم بأن الأطفال قد لا يشكون بالضرورة من مشاكل في الإبصار لديهم، فقد لا يلاحظ الطفل أية مشكلة لديه إذا كان الإبصار ضعيفاً في عين واحدة فقط، وذلك ببساطة لأنه يبصر بالعين الأخرى التي تعوض النقص في الإبصار في العين الأولى، ومع أن الطفل قد لا يشكو من ضعف الإبصار في الكثير من الحالات، إلا أن أداءه قد يكون سيئاً في المدرسة، وقد يطرف الطفل عينيه بصورة متكررة في حالات أخرى، أو أنه قد يحكهما كذلك، أو قد يعاني من صداع معاود. وهذا يفسر أهمية فحص الإبصار والكشف المبكر على مشاكل العين.
وفي الحقيقة فإن مشاكل الإبصار ليست بغير شائعة عند الأطفال، على سبيل المثال، قد يعاني طفل من كل 25 طفلاً من العين الكسولة (الغمش)، وبكلمات أخرى، قد يعاني طفل في كل صف دراسي من كسل العين، وفي حالة عدم اكتشاف كسل العين لدى هذا الطفل، فإنه قد يكبر وهو يعاني من ضعف الإبصار في عين واحدة لأنه لم يتم اكتشاف الكسل في العين، وهذا الكسل يمكن علاجه بصورة كاملة في حالة اكتشافه في سن مبكرة، ولهذا يوصى بفحص الإبصار لدى الأطفال ابتداء من سن حوالي 3 سنوات ونصف.
تجدر الإشارة إلى أن معظم الأطفال والمراهقين قد يملكون إبصاراً سليماً، ولكنهم يظلون بحاجة للعناية بالإبصار لديهم من خلال ارتداء واقيات للعين أثناء مزاولة الرياضة، أو المشاركة في نشاطات يمكن أن تسبب إصابة في العين، وتحدث الإصابة بقصر النظر عموماً بصورة متكررة أثناء سن المراهقة، فتسبب ضبابية في المشاهدة عن بعد.

الدكتور/ ألبرت خوري استشاري طب وجراحة العيون
زميل الأكاديمية الأمريكية لطب العيون
قسم طب العيون - مستشفى المملكة/ العيادات الاستشارية
2- هل يمكنكم تعريف معنى الحول، وأسبابه، والفئات العمرية التي قد تتعرض للإصابة به، وخصوصاً الأطفال، وكيف تتم معالجته وأفضل وقت لذلك؟
عزيزي السائل، فيما يتعلق «بالحول» فهو عبارة عن حالة تكون فيها العينان غير مستقيمتين، بمعنى أن إحدى العينين تكون منحرفة إلى الداخل أو الخارج. والسبب الدقيق للحول غير مفهوم بالكامل، ولكن من المعروف أنه قد يكون ناتجاً عن عوامل وراثية، أو الحاجة لنظارات مصححة للبصر، أو الإصابات الرضية، أو الالتهابات، أو الأورام أو عملية جراحية في الرأس، أما أكثر أنواع «الحول» شيوعاً (الوراثي/ الحاجة للنظارات) فيحدث خلال الفترة العمرية من بضعة أسابيع إلى خمس سنوات، بيد أن الإصابة الرضية والأورام يمكن أن تكون سبباً للإصابة بالحول في أي عمر، وعند ولادة طفل، يكون بصره غير ناضج، ولا يملك حدة البصر التي يملكها شخص بالغ. وحتى يتطور البصر بصورة طبيعية، فإن العينين يجب أن تكونا مستقيميتين. وفي حالة عدم تصحيح «الحول» في وقت مبكر، فسينتهي الأمر بالطفل بحيث يكون له في هذه الحالة عين جيدة ذات بصر طبيعي، وأخرى غير جيدة (عين كسولة)، حدة الإبصار فيها ناقصة.
ويشار إلى هذه الحالة باسم الغمش، وهو المصطلح الطبي يطلق على العين التي يكون الإبصار فيها سيئاً، ولا يمكن تصحيحه باستخدام النظارات.
ومشكلة الغمش أن هناك نافذة زمنية للعلاج المناسب، تصبح الحالة بعدها ميئوساً منها، إذ لا يمكن علاج الغمش بعد سن السابعة، ولكن يجب علينا أن نتذكر أن هذا الرقم لا يعتبر قاعدة مطلقة.
فبعض الأطفال الذين يعانون من الغمش يستجيبون للعلاج في سن 8 سنوات، والبعض الآخر لا يستجيب للعلاج حتى في سن الخامسة، وحيث إن الغمش ينتشر بين الأطفال بنسبة 1% - 2%، فإنه يعتبر السبب الأكثر تكراراً لإصابتهم بخلل الإبصار الدائم، وتقل احتمالات الحصول على نتائج جيدة للعلاج (استقامة العينين، الإبصار الجيد)، كلما تقدم الطفل بالعمر. ولذلك، يجب علاج الطفل في أقرب وقت ممكن، فعلاج الغمش بسيط كمفهوم، وفعال من حيث تحسين الإبصار، ولكنه يحتاج إلى عمل جاد من الأسرة في المنزل. ويعالج الغمش بواسطة تغطية العين الأقوى بواسطة «لزقة» مخصصة لهذا الهدف. ويعتمد مبدأ علاج الغمش على أنه كلما ازداد استعمال العين الكسولة خلال النهار، كلما قل الغمش وتحسنت الرؤيا في العين الأضعف، ومن هنا فإن علاج الغمش يعتمد على تغطية العين الأقوى خلال النهار.
ثمة ناحية أخرى يجب أخذها بعين الاعتبار عند اتخاذ قرار بمعالجة «الحول»، وهذه الناحية تتمثل بالراحة النفسية للطفل. فقد أظهرت الدراسات أن ترك «الحول» دون علاج يؤثر على الحالة النفسية للمصاب. فأداء الأطفال المصابين بالحول يبدأ بالتحسن في المدرسة وفي النواحي الاجتماعية بعد علاج مشكلة «الحول».
واعتماداً على سبب الإصابة بالحول، يمكن أن يكون العلاج بسيطاً ببساطة تغطية العين بلزقة خاصة لبضع ساعات في اليوم، أو استخدام النظارات، أو القطرة، وإجراء عملية جراحية في عضلات العين في نهاية المطاف. ويمكن أن يشتمل العلاج أيضاً على جميع العلاجات الواردة أعلاه في نفس الوقت حتى تصبح العين مستقيمة.
الدكتور/ علي شغري
اختصاصي طب العيون
مستشفى المملكة/ العيادات الاستشارية

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved