في مقالي السابق قبيل مباراة الهلال والنصر كتبت أن المباراة ستكون محكاً حقيقياً لبرنامج «صافرة».. واقترحت عليهم أو بالأحرى نصحتهم أن يقدموا مسحا كاملاً لقرارات الحكم والابتعاد عن الأسلوب الانتقائي لأن هذا لا يجدي في مثل هذه المباراة.. ولكن عاندوا فوقع ما حذرنا منه!.. ويبدو أن أعضاء البرنامج من مخرجهم إلى مقدمهم إلى الحكمين سقطوا ضحية التصريحات التي تشن على البرنامج لاستقطابه و«تدجينه» وتوجيهه في مسار محدد!..
فالحكمان الناصر والزيد حاولا تحاشي مسح قرارات الحكم والاكتفاء بلقطة وحيدة للاعب الهلال الغامدي كاستجابة غير مباشرة لهذه التصريحات.. ولأن قرارات الحكم الأخرى كان فيها مجاملة لأكثر من لاعب نصراوي.. أما بالنسبة لكون اللقطات متفقا عليها فهذا شيء طبيعي فمن البديهي أنها لا تعرض إلا بعد تنسيق وترتيب واختيار من فريق البرنامج.. ولكن المخرج والمقدم كسرا الاتفاقية في مجاملة فجة للنصر وعرضا لقطة أخرى للغامدي تصنف كخطأ عادي بينما لم يعرضا أي خطأ للاعب نصراوي رغم أنها أوفر وأعظم خشونة!.. لو أراد البرنامج الدفاع عن الحكم لعرض الأخطاء من الجانب الآخر لأن هذا سيبرئ ساحة الحكم أمام من هاجموه ولكن!.. المهم مازلت أكرر ما قلته سابقاً عن ضرورة تخصيص حلقة خاصة عن المباراة تعرض فيها كافة قرارات الحكم وبدون تحيز وانتقائية وتعتيم..
السجل المفترى عليه!!
الابتعاد القسري للنصر عن البطولات في الأعوام الأخيرة.. جعل منسوبيه يعتنون بسيرة مباريات الفريق الخاصة مع الفرق الكبيرة الأخرى للبحث عن نقطة تفوق يمكن التباهي بها وإشغال الجمهور بها عن عقم البطولات.
وبالطبع كان لسجل مباريات النصر مع الهلال عناية خاصة وفائقة الجودة خصوصا بعد انحسار التنافس «البطولي» وبقائه كتنافس خاص بين جارين لدودين.. هذا السجل الذي أشغلوا أنفسهم به وأولوه جل اهتماماتهم حتى أنهم من فرط العناية به دأبوا على تحبيره وتجميله ولو بتلفيق ا لمباريات فيه.. ثم يأتون ليثيروا ضجيجاً صاخباً انهم الأكثر فوزاً على الهلال.. في محاولة لتعويض مركب النقص.. وترويج ما يسمى بالعقدة! والتخصص.. وانهزامية الهلال!..
فبعد خسارتهم الأخيرة وللتقليل من فوز الهلال قالوا إنه «دفعة بلاء وزكاة» عن تفوق النصر في المباريات التسع الماضية!.. فهل هناك تفوق يستحق كل هذا الهيلمان وإدعاء البطولات الفارغة؟! جوابنا من خلال النقاط التالية:
- إذا أردنا التاريخ الموثق الأمين وتقصينا آخر تسع مباريات لعبها الفريقان «على مستوى الكبار» سنجد أن الفريقين تعادلا في خمس مباريات وفاز كل فريق مرتين.. فأين هذا التفوق الذي يستحق زكاة؟!.. هل التعادل مع الهلال في خمس مباريات هو الإنجاز؟! مع العلم أن النصر كسب مباراتين إحداهما لعبت بدون الدوليين.. والأخرى في المربع كسبها النصر بضربة جزاء عقب طرد الصويلح وكان حكمها أخونا «العقيلي»!.. أما محاولة دس مباريات فئة «تحت 23 سنة» في السجل فهو اعتراف بهشاشته ومحاولة دعمه ولو بالتلفيق.. أما تبرير احتساب مباريات «فئة 23 سنة» بحجة أن لها مشاركة خارجية.. فبطولة الناشئين «تحت 16 سنة» لها أيضاً مشاركة خارجية.. فلماذا لا تضاف مباريات الناشئين والشباب في سجل الفريقين!.. لو كان النصر متفوقاً في تلك الفئتين لأضيفت قطعاً للسجل!..
- في الأعوام الخمسة عشر الأخيرة لعب الفريقان عدداً كبيراً من المباريات بدون لاعبي المنتخب الدوليين وكان المتضرر الأكبر الهلال.. وبهذا حافظ النصر على تفوق طفيف في إجمالي المباريات.. ولو حذفت هذه المباريات التي جرت بظروف غير عادلة لتفوق الهلال بشكل واضح.. والدليل أن الهلال يتفوق في الفوز بمباريات الدوري منذ 27 عاماً.. والتي يكون غياب الدوليين فيها أقل.
- مؤخراً ذكر المؤرخ الرياضي عبدالله المالكي أن فريقي الأهلي والاتحاد يفوقان النصر في مرات الفوز.. أي لا صحة لمزاعم أن النصر يتفوق بالفوز على جميع الأندية!.. وذكر المؤرخ أن النصر يتقدم على الهلال بفارق ثلاث مباريات فوز..
- ولكن ما قصة هذه المباريات الثلاث؟!.. قبل أيام ذكر قلم أصفر أن الهلال لم يذق طعم الفوز على النصر بين أعوام 87هـ و 92 هجري.. وهو صدق إلى حد ما وإن كان مبالغاً فالهلال كسب بعض المباريات.. وهذه الفترة الزمنية التي تلت ضم الهلال لكأس الملك مع بطولة ولي العهد صادفت فترة الانحطاط للكرة الهلالية وانهيار معنوي ونفسي شامل للفريق لا تعرف أسبابه!.. خلال تلك الفترة أذكر أن النصر تقدم بفارق يصل إلى ست مباريات فوز على الهلال حتى تاريخ النقلة النوعية للكرة السعودية من الملاعب الترابية إلى الكرة الخضراء ومسابقات الدوري الممتاز.
- حسب المعطيات السابقة وكون الفارق الآن ثلاث مباريات فهذا يعني أن الهلال هو الأكثر فوزاً في مباريات الفريقين منذ ما يقارب الثلاثين عاما.. وهذا نتاج تفوق الأجيال الهلالية منذ ثلاثة عقود حتى الآن.. وهذا لا ينفي تقدم النصر بشكل عام إلا أنه نتاج تفوق جيل نصراوي سابق على جيل هلالي منقرض.. ولا علاقة للاعبين الحاليين من الفريقين به.. فمثلاً لاعبون كبار كالجابر والثنيان والجمعان فازوا أمام النصر أكثر مما خسروا.. كما أن لاعبا كبيراً كماجد عبدالله ورمزاً نصراوياً خرج خاسراً أمام الهلال أكثر مما كسب وأثبت ذلك في مقال قديم.. فمن العدل والإنصاف المحافظة على حقوق كل جيل وإنجازاته ولا يحمل إخفاقات جيل آخر.. ولو لم نفعل ذلك لحملنا مثلا ماجد عقم النصر البطولي رغم أن ماجد وجيله أهدوا للنصر ما يقارب الاثنتي عشرة بطولة وليسوا مسؤولين عن إخفاقات الجيل الأخير.
- ما سبق لا يصادر تقدم النصر بهذه المباريات الثلاث ولو كانت من بقايا الرصيد الترابي.. لكن ينبغي التعامل بعقل واحترام للقارئ والمتلقي.. فهي لا تستحق كل هذا الضجيج والضوضاء وكل هذه النفخة الكاذبة ونفش الريش معتقدين أنها يمكن أن تعادل بطولة من فارق البطولات العشرين.. وترويج ما يسمى بالعقدة والتخصص ووصف الهلال بالانهزامية.. فليس الهلال الذي يلعب بطرق دفاعية.. وليس هو من يحاول تعكير أجواء المباراة لمحاولة اصطياد فوز رخيص.. وليس هو النصر الذي يعزز سجله مستغلا غياب الدوليين ليصمد أمام التفوق الهلالي.. الأكثر فوزاً منذ ثلاثة عقود.. والأكثر فوزاً بمباريات خروج المغلوب طوال تاريخ الفريقين.
أبو خالد يبرئ ساحة الحكم
فوجئ مشاهدو برنامج الصافرة بسمو رئيس النصر وهو يطل عليهم من خلال الشاشة بآرائه المثيرة للجدل وشخصيته الإعلامية المميزة.. ظهر عليهم مزيحا الناصر والزيد ليقوم بالنيابة عنهما بتقييم الحكام في تجربة غير مسبوقة.. المهم أن أبا خالد أتى ليدين حكم مباراة فريقه مع الهلال فزكاه.. فاللقطات التي رأها أخطاء تحكيمية بحق النصر اتضح أن الحكم طبق عليها القانون وعاقب مرتكبيها.. ولم يبق سوى خطأ للغامدي قد يستحق إنذارا.. ورغم أن أبا خالد أتى بنفسه للبرنامج إلا أنه لم يقدم للنصر أكثر مما يقدمه الزيد والناصر اللذان كثيرا ما شن عليهما الحملات.. ولأننا على مشارف المربع ومنافساته الساخنة وحيث أن مباراة الهلال والنصر لم تسعفه في نقد التحكيم فأبو خالد بدهائه المعهود استعان بلقطات من مباراة الهلال والاتحاد! لدعم هجومه على التحكيم.
|