Wednesday 7th may,2003 11178العدد الاربعاء 6 ,ربيع الاول 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

معظم العوانس هن السبب والأمثلة تساهم في حل مشاكل المجتمع معظم العوانس هن السبب والأمثلة تساهم في حل مشاكل المجتمع

رغم أن بعض التعقيبات تكون ناتجة عن فهم خاطئ لما يكتبه صاحب المقال أو بسبب اختلاف في الرأي والفكرة التي يتم طرحها. إلا أن هذه التعقيبات بين القراء أو بين الكتاب وقراء الجزيرة شيء جيد ومفيد للجميع من حيث التعبير عن الرأي بشكل موضوعي بعيد عن الانتقادات الشخصية مما ينتج عنه تعزيز فكرة ما، أو طرح أفكار جديدة يستفيد منها الآخرون.
ولقد أسعدني تعقيب الأخت نورة عبدالله العبدالعزيز من محافظة شقراء في العدد 11166 وتاريخ 23/2/1424هـ على مقالة كتبتها عن «العنوسة» في تعقيب مني على مقالة الأخ عبدالله الكثيري في صفحة «شواطئ» في أعداد سابقة ورغم أنها اتهمتني شخصياً بالاساءة إلى العوانس رجالاً ونساء وذلك بسخريتي منهم في ضرب الأمثلة وأن هذا الذي حصل لهم هو «قضاء وقدر» وأنني جرحتهم بذكر أضرار عنوستهم عليهم.
ومن قراءتي لمقالة الأخت نورة عرفت أنها لم تفهم المقصود من تعقيبي السابق والهدف منه ومن ضرب الأمثلة من واقع الحياة بأشخاص غير معروفين ودون أسماء حيث يقال «لا غيبة لمجهول» وأوضح لها وللقراء بعض النقاط الهامة على هذا الموضوع الهام أيضاً في مجتمعما وهي:
أولاً: أنا لم أقل إن العنوسة عيب ولم أكتب ذلك في مقالتي ولكنني حذرت من انتشارها مستقبلاً في حالة استمرار البعض من الجنسين في التهاون في الاسراع بالزواج بحجج غير مقنعة تكون نهايتها العنوسة ولا يتم تعويض ما فات من العمر بعد أن يبدأ الشيب في الرأس.
ثانياً: كون هذه العنوسة قضاء وقدراً فكل شيء في الحياة مقدر ومكتوب من الصغر من آجال وشقاء وسعادة وزواج وعدمة والصلاح والصحة وغيرها مما يقدر على الإنسان.
فهل نتوقف عن النصح ونقول كل شيء قضاء وقدر؟
فمثلاً حوادث السيارات قضاء وقدر ولكن نحاول عن طريق وسائل الاعلام بالصور والكتابة التعريف بما حصل لهؤلاء وننتقدهم في سرعتهم وتهورهم أحياناً وتفريطهم في أحيان أخرى.
كذلك المخدرات والتدخين وضرب أمثلة بأشخاص كانوا ضحايا تفريطهم حتى وصلوا إلى مراحل مميتة قاتلة تسببت في فشلهم في الحياة مادياً ومعنوياً وصحياً ودينياً ومع ذلك نضرب بهم الأمثلة حتى يحذر الآخرون من سلوك مسلكهم.
ولا نقول قضاء وقدراً ونكون في موقف المتفرج. بل يجب علينا فعل الأسباب أولاً ثم يبقى لهم منا الدعاء بالهداية والصلاح.
ثالثاً: عندما كتبت عند السبعيني الذي أهمل نفسه خمسين عاماً بعد أن تزوجت من يقول إنه يحبها وهو لا يدري لأنه مراهق في تلك السنة ولا يعرف معنى الحب وقد بقي بدون زواج فإنه مفرِّط في حق نفسه فلديه الصحة والمال والفتيات موجودات ولكنه بتصرفه الجائر على نفسه أساء إليها وحرمها من متعة السكن إلى الزوجة وكذلك متعة الأولاد وتربيتهم وما بهم من الأجر وكذلك متعة الحلال التي فرضها الله لنا من خلال الزواج. بل وشجع ديننا الإسلامي في حالة القدرة والعدل على تعدد الزوجات لما فيه من مصلحة للمجتمع.
ولم أذكر في مقالتي من يكون فهو كالقصص التي تروى عن بعض العادات الاجتماعية التي تم الترغيب فيها أو النهي عنها لمعرفة الآخرين فلنا في قصص من سبقونا من تجارب مفيدة لنعمل بها أو ضارة لنتجنبها.
رابعاً: في طرح الأمثلة عن العنوسة وتخويف الفتيات والشباب منها أمر مهم لأن السبب في أيديهم.
شاب أمامه الآلاف من الفتيات يختار إحداهن كغيره ممن تتوفر فيها الدين والخلق الحسن ثم يتم الزواج بسعادة إن شاء الله مع العشرة الحسنة واتباع القواعد الشرعية الإسلامية في بناء الأسرة.
وفتاة يتقدم لها الكثيرون على مدى خمس أو ست سنوات ثم ترفض دون سبب أو يرفض ولي أمرها هؤلاء الأزواج دون سبب فيهم ثم تبدأ مرحلة العنوسة ونقول «قضاء وقدر» فمن تسبب في هذا القدر المؤلم لهؤلاء الفتيات والشباب؟
ويجب أن يقدم الشاب تنازلات لمواصفاته الخيالية في الزوجة.
وكذلك الفتاة أن ترضى بمن تقدم لها دون أن تحدد مواصفات تعجيزية يصعب وجودها في شخص واحد.
وأمور أخرى لا مبرر لها وليست من متممات الزواج ولكنها حائل دون إتمامه.
خامساً: المسلم مرآة أخيه المسلم وأتمنى من أخي المسلم أن يبين عيوبي لإصلاحها وأن يقوم بنصحي حتى لا أقع في الخطأ، فصديقك من يصدقك.
قال تعالى: {وّتّعّاوّنٍوا عّلّى البٌرٌَ وّالتَّقًوّى" وّلا تّعّاوّنٍوا عّلّى الإثًمٌ والًعٍدًوّانٌ}.
فمن واجب كل مسلم أن يقدم النصح لأخيه المسلم حتى لا يقع في الخطأ الذي وقع فيه غيره وتستمر التجارب دون أن نستفيد منها بشيء. ورحم الله أمرأً عرف قدر نفسه ثم قدر الناس بما قدم لهم وللمجتمع من نصح أو كلمة طيبة على قدر استطاعته وعلمه.

محمد عبدالله الحميضي مكتب شقراء

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved