السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
تعقيباً على ما كتبته الاخت/ سارة عبدالعزيز بالجزيرة بعددها رقم 11163 بتاريخ 20/2/1424هـ في تعقبها على ما ورد في زاوية مستعجل «معاناة المثقفات زوجياً».. الحياة ليست شهادة اياً كان نوعها او درجتها.. الحياة معاملة ولذلك فالدين المعاملة ومهما يحمل الشخص من درجة علمية فهي مجرد دلالة على وصوله الى هذه الدرجة ولكنها لا تحمل شهادة بحسن المنطق وطلاقته كما هي لا تنبئ عن اخلاق من يحملها - اقصد مجرد الشهادة بنفسها - الشهادة ليست ضماناً بحسن خلق حاملها.. نعم المؤمل ان تكون حاملة لكل ما سبق ولكن المعاملة والعشرة هي وحدها التي تنبئ عن مخابر الرجال والنساء.. التعامل والتعايش هي الاختبار الفعلي والمحك الحقيقي للاخلاق. فكم من رجل وامرأة لا يحملون ابسط انواع الشهادات ومع ذلك نجد لهم رصيدا هائلاً بين الناس من حسن الخلق والمعاملة الحسنة وعذوبة المنطق وسلاسة اللفظ وكم من حامل للدرجة العلمية العالية وتجد فيه مالا يرغب من الصفات بل وقد نجده لا يعرف حتى اسلوب اللفظ وفن التعامل مع الآخرين.. اما ان تكون المرأة المثقفة «ايا كانت» هي الاقدر والاعرف والاميز في حياتها الزوجية فهذا اطلاق للحكم والاطلاق هنا غير مقبول لان الايمان باختلاف العقول وقدرات الفهم لدى الناس شيء من الفطرة وكم من الناس نجح بداية ثم كان مآله الفشل بعد ذلك وكم منهم من فشل بداية ثم كان مآله الى النجاح.. والمرأة الثقفة - وهي حديث تلك الزاوية - اذا سخرت ثقافتها لاسعاد نفسها ومن حولها فانها بذلك تملك الحسنيين ولكنها ان نظرت الى ثقافتها فقط فانها ستخرج الآخرين من محيطها فتبقى وحدها.. وكذلك اذا كانت مثقفة ناجحة متفوقة ذكية واعية فانها غالبا لا تفشل اذا عرفت كيفية التعامل مع من حولها اما ان يكون الطرف الآخر هو فقط مكمن الفشل ومصدره فذلك بعيد حيث يوجد الذكي المثقف والذي لا يرضى بذلك، لان المثقفين ينزلون الناس منازلهم والمثقف او المثقفة الناجح هو من يستطيع التكيف مع من حوله فلا يبقى في علوه ويريد الآخرين ان يصعدوا اليه بل عليه ان ينزل هو اليهم بحسب صفتهم لانه يحمل كلا الصفتين وهم يحملون صفةً واحدة وختاما فالفشل بين المثقفة وغيرها مرده او عدمه لذلك.
محمد بن عبدالرحمن الفراج
|