Wednesday 7th may,2003 11178العدد الاربعاء 6 ,ربيع الاول 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

حرب العراق وماذا بعد؟! حرب العراق وماذا بعد؟!
مثال عبدالله المطيري /جامعة الملك سعود كلية العلوم الإدارية قسم العلوم السياسية

تعتبر الحرب التي شنتها الولايات المتحدة وحلفاؤها على العراق، احد اهم التغيرات التي بدأ النظام الدولي يشهدها، فالشرعية الدولية غابت عن هذه الحرب، والدعم الدولي لم يوجد على النحو الذي وجد فيه خلال حرب تحرير الكويت، إلا ان هذا لم يؤثر في موقف الولايات المتحدة وحليفتها بريطانيا، وذلك باعتبار ان الشرعية الامريكية موجودة ولا تحتاج الى تصويت، والدعم ايضاً موجود كما اعلن وزير الخارجية الامريكية من ان اغلب دول العالم تؤيد الحرب ولم تنس الولايات المتحدة ان ترفع شعاراً طالما وجد قبولاً الا وهو «حرية العراق» خاصة في ظل نظام عراقي بلغ من الاستبداد والطغيان مبلغاً جعل اغلب ان لم يكن جميع دول العالم ترحب بإزالته سواء بالموافقة الصريحة على هذا الامر او الضمنية، وبالفعل أزيل النظام وتحرر العراق وفقاً للمصطلح الامريكي ولكن السؤال المطروح هنا: هل الولايات المتحدة تريد بالفعل حرية العراق؟ هل أصبح الهم الأول لها تحرير الشعوب الخاضعة للاستبداد؟ ام ان هناك أبعاداً خفية لهذه الحرب؟
لابد لنا هنا ان ندرك ان هذا الهدف وان كان مشروعاً امريكياً فهو يحتوي على ابعاد خفية اريد لها ان تختفي ولو مؤقتاً في اجندة الادارة الامريكية، خاصة اذا ما نظرنا الى هذه الادارة النفطية باعتبار ان معظمها هم من الفريق السابق الذي خاض حرب تحرير الكويت بنفس الشعار المطروح حرصا على تأمين مصالحه الحيوية «النفطية» اما الجانب الآخر والاكثر اهمية هو اسرائيل التي تحظى بدعم قوي من المحافظين الجدد في الادارة الامريكية» ومن الواضح انها لن تقبل اي سلام مع العرب مالم يكن هناك «استسلام عربي» للسلام الاسرائيلي المراد تحقيقه، خاصة ان هذا الاستسلام قد يحدث حال وصول الدول العربية الى مرحلة من الضعف تسمح بفرض الشروط الاسرائيلية، ولعل نزع اسلحة العراق اولاً ومن ثم سوريا كما تظهر المؤشرات هو خطوة نحو هذا الامر، برغم اعتقادي بأنه مالم يكن هناك توازن عسكري عربي اسرائيلي فمن الصعب الوصول الى سلام يرضي الطرفين، ومن خلال هذا الفرض نستطيع ان نصل الى نتيجة مفادها ان العالم العربي بصدد نمط جديد من الرؤيا الامريكية تجاهه.
قد لا يكون هناك استعمار لهذا الوطن وللعراق وبالتحديد ولكن بالتأكيد هو ليس «بتحرير» ولعل القادم من الايام يوضح صدق هذه الآراء من عدمها.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved