وضاع الحلم
طيف أحمد /الوشم ثرمداء

حلم طالما حلمت به حلم وادع يأسر مخيلتي، تحلق أطياره الجميلة صوب سماء أفكاري حلم طالما عانق الحب وآخى الأمل حلم هدهدته في الصغر ورعيته في الكبر حلم عانق للسحب وصاحب القمر، وغنّى بأهازيج الفرح.
نعم لقد ضاع هذا الحلم في زمن ابتزاز المشاعر وتدنى الوفاء في زمن طغت المادة فيه على الحب والتآخي والوفاء. وفي زمن قد تنصهر النفس في بوتقة من الآلام.لم اتوقع ان هذا الحلم الذي ظللني في صغري سيكون هجيراً لي في كبري.. لم أتوقع أن يكون هذا الحلم بركاناً يمور ويغلي ثم يثور ليحطم ما بقي من أمل.. ليتركني بعد ذلك أشلاء.توقعته فيضاناً بلا ميعاد يسقي الأرض العطشى يرويها بأحرف خصبة تحمل في طياتها عوالم الأماني.. واذابه طوفان قد أغرق كل ما زرعته فأصبح هشيماً بلقعا.
يالخيبة الأمل.. لقد ضاع الحلم.. يقولون إن الليل لابد أن يتبعه نهار وشمس تشرق محلقة في الفضاء وأنا أرى أن تلك الشمس ما هي إلا كرة صفراء تمزق ما بقي فيّ من بقايا آمال وأحلام ومن ثم تختفي مهرولة في المساء لتعانق الأرجاء مختفية خلف ليل أسود بهيم أشد مكراً ودهاءً منها.أواه من هذه الحياة مختطفة الأحلام لقد أصبحت فيها طُعما يقتات به فعادت قوارب الأوجاع تبحر داخل ذاتي.إنني بفقد هذا الحلم استكانت الأوجاع داخلي فأبت أن تندمل وزُرعت بذور اليأس داخل أرضي القاحلة لتنمو بعد ذلك صفراء يابسة يائسة من الحياة كيأسي منها بعدها وبلحظات فقط أغرق في بحر من الدموع والألم وأوقع على اوراق الزمن بأحرف من هزيمة وبمداد من يأس لأعلن أن حلمي مفقود إلى الأبد ولن يستطيع أحد العثور عليه.. وطفقت أردد.