ربما عنوان مقالي يأخذ البعض بالتساؤل حول ما تعني هذه الكلمة.. والكثيرون يتوقفون عندها..
ربما أردت بموضوعي هذا شرح نقاط كثيرة حول ما أرمي إليه..
فقد حولنا نحن جميع مداركنا وحواسنا لأشياء ربما لا تثير الشفقة أو الرحمة وربما الرأفة، فالبعض يراها من منظور ضيق- وربما أكثر شيء يصب عليه الألم والعذاب، هو الحيوان الذي ألجمه خالقه فلا يستطيع أن يبوح أو يشكو، لكنه يبكي وهو يتعذب ويتألم، يبكي في داخله، ويشكو مثلما يشكو الإنسان، ولكن شكواه داخله.. وهو ذلك أنه يعذب بطرق شرسة وحشية، يمارسها الإنسان بأعنف ما يمكن وصفه، وهذه الصفات ندعو الله أن نكون نحن بني الإسلام بعيدين عنها كل البعد حتى في ذبحها، فقد تعامل بأمرّ ما يوصف..
وقد شاهدت نماذج من المواشي تزهق أرواحها بالصاعقة.. حتى تفارقها الروح، ومن ثم تسلخ، هذه الطرق التي حرمها ديننا الحنيف وحاشانا أن نستخدمها في سلوكنا الذي وجهنا بأفضل أسلوب حتى في التعامل مع الحيوانات.!
واليوم نرى الناس تدهس وتعذب وتريق دماء تلك الحيوانات الضعيفة التي ليس لها سبيل أو حيلة سوى الصمت، وأغلب هذه الفئة من البشر لا يملكون شيئا من عاطفة، لأنهم ألفوا العبث والفوضى.. فالكثيرون يزهقون أرواح الحيوانات الأليفة بلا رحمة وربما يجدون في ذلك متعة.! ومؤكد هم شريحة تحيا بلا ضمير.. وتناسوا أمر المرأة التي حبست الهرة.. فلا هي أطعمتها.. بل حبستها.. ولم تجعلها تأكل من خشاش الأرض.. فدخلت بذلك النار، كما جاء عن النبي عليه الصلاة والسلام، واليوم أصبح الإنسان مستبداً رغم ما توفر له من نعم وإمكانات، إلا أنه بات يقلق العصافير في أعشاشها، ويضر بصغارها.. ويذبح المواشي قبل أن يتأكد من حدة شفرته.! وأمور شتى يمارسها بسطوته، كما قرأت في بعض الصحف، فنحن قد منَّ الله علينا بنعمة الإسلام الذي يغرس في قلوبنا الرأفة والرحمة، تجاه الحيوانات التي خلقها الله وسخرها لنا، فلابد إذاً من أن نتعامل معها باللين والرأفة.. ونحن نستخدمها في أمور شتى.. فعلى الإنسان أن يكون ذا بصيرة ويرحم حتى يرحمه الله، وأن يخاف الله في الحيوانات فلا يقسو عليها ولا يعذبها ولا يحملها ما لا تطيق.!
وخبر نشر عن سباق الخيل الذي أقيم وسقط أحدهم من على ظهر «الحصان»، وكسر ساق الحصان، فقاموا بإعطائه جرعة من إبرة البنزين حتى ينهوا حياته.. ولم يستجب جسده فأعطوه ثانية.. وهو لازال يقاوم، وكانت الجرعة الثالثة التي قضت عليه وهو لايزال يتمسك بالحياة حتى آخر لحظة، فأين الرأفة مع هذا المخلوق الذي أنهوا حياته بهذه القسوة وبلا رحمة- أما كان من الأجدى أن تكون سبل أخرى أفضل وأرحم، بدلا من التعذيب وزهق روحه بالطريقة التعسفية.؟
لعل الكثيرين تناسوا أن هذه مخلوقات تشعر وتتألم وتعاني وتحتج وتمرض وتموت.! وفي الغالب أن هذه الشريحة نزعت من نفوسهم أسمى معاني الرأفة والرحمة نحو مخلوقات ضعيفة لا حول لها ولا قوة. وأكرر: من لا يرحم.. لا يُرحم.!
|