صدرت إشارات كثيرة من واشنطن لطمأنة إسرائيل بشأن خارطة الطريق كما أن مبعوثاً أمريكياً التقى وزير خارجيتها حول هذه الخطة بينما رفع قرابة أربعمائة نائب من مجلسي النواب والشيوخ الأمريكيين رسائل إلى البيت الأبيض تحذر من الضغط على إسرائيل من أجل تمرير خارطة الطريق.
ومع كل تلك الضمانات لم توافق إسرائيل حتى الآن على خطة السلام الجديدة بينما أبدى الفلسطينيون استعداداً كاملاً للتعامل معها أملاً في الوصول إلى هدف الدولة الفلسطينية، وهم في سبيل ذلك استجابوا لسلسلة من المطالب الأمريكية والإسرائيلية من أجل تعديل خارطة الطريق بحيث تجردها من كل عنصر لا يتفق مع مرئياتها ومع طموحاتها التوسعية وهي تفعل ذلك تكون وكأنها تقتل ببطء هذه الخطة للسلام.
ومع ذلك فإن إسرائيل ستظل بمنأى عن أي إجراء عقابي أو ضغوط على الرغم من أنها تتصدى لإرادة دولية في السلام وتقوض جهداً شاركت فيه الولايات المتحدة وأوروبا والأمم المتحدة وروسيا.
وستظل المبادرات الجديدة ترد سواء من هذه الجهات الأربع أو من غيرها.. وسيحمل الجديد دائماً تنازلاً لإسرائيل بينما يدفع بإملاءات وتهديدات جديدة إلى الفلسطينيين.
فهناك دائماً من يراعي مصلحة إسرائيل وفي كل خطة جديدة يتم وبعناية دراسة النقاط التي اعترضت عليها إسرائيل في الخطة السابقة ومن ثم يجري مواءمة النصوص الجديدة مع مرئيات إسرائيل.
وفي الجانب الفلسطيني الذي قبل التعامل مع خارطة الطريق فإنه يفعل ذلك دون أن تشير الخارطة إلى أوضاع ملايين اللاجئين، بل اكتفى بوعود في هذا الصدد.. ومن الوعود التي سمعها الفلسطينيون مؤخراً ما نقله إليهم المبعوث الأمريكي وليام بيرنز على لسان الرئيس الأمريكي جورج بوش من «التزامه التحرك بقوة ونشاط باتجاه تحقيق رؤية الدولتين: فلسطين وإسرائيل من خلال خارطة الطريق كنقطة بداية وانطلاق».
وتبقى الضغوط والتهديدات من نصيب الفلسطينيين بينما تنهال التطمينات على إسرائيل بأنها ستظل بمنأى عن أي ضغوط، ولهذا فإنها تفضل أن تظل الأوضاع على ما هي عليه دون أن تكلف نفسها عناء الاشتباك مع مؤيديها إن هي تخلت عن التمسك بالمستوطنات.
|