* جوهانسبورغ أ ف ب:
أعرب رئيس جنوب إفريقيا السابق نلسون مانديلا عن عميق حزنه لوفاة والتر سيسولو الأمين العام الأسبق للمؤتمر الوطني الإفريقي والذي رافقه طوال 62 عاما في حياة صعبة منها 26 عاما أمضياها معاً في السجن.
وقد تولَّى والتر سيسولو منصب الأمين العام للمؤتمر الوطني الإفريقي من 1949 إلى 1954 قبل حظره، ورافق في السجن طوال 26 عاما نلسون مانديلا الذي أصبح أول رئيس أسود لجمهورية جنوب إفريقيا.
وقال أول أمس الاثنين نجله ماكس سيسولو المدير العام لمصنع «دينيل» للأسلحة لوكالة الأنباء الجنوب إفريقية إن والتر سيسولو توفي في منزله في جوهانسبورغ في حضور زوجته ألبرتينا «ما».
وأعلن الأمين العام للمؤتمر الوطني الإفريقي كغاليما موتلانت «كان قد ذهب لتوه إلى المستشفى لإجراء فحوصات وعاد إلى منزله وما لبث أن توفي في حضور زوجته»، ولم يحدد السبب الدقيق لوفاة سيسولو الذي تدهورت حالته الصحية منذ حوالي أربع سنوات.
وأعرب الرئيس الجنوب إفريقي السابق نلسون مانديلا (84 عاما) الصديق الحميم لسيسولو منذ أكثر من نصف قرن والذي كان يتناول معه الغداء بصورة منتظمة حتى الأشهر الأخيرة، عن حزنه العميق في بيان صدر مساء الاثنين الماضي، وقال إن«جزءا مني قد مضى».
وأضاف «أشعر أن والتر قد استحوذ علي».
وقال مانديلا أيضاً «التقينا للمرة الأولى في 1941م، وخلال السنوات الـ62 الأخيرة، التحمت حياة كل منا بحياة الآخر، لقد تقاسمنا فرح الحياة والألم، وتقاسمنا معا الأفكار وأخذنا على نفسينا عهودا مشتركة، جنباً إلى جنب سرنا في وادي الموت يضمد كل منا جراح الآخر ويتكئ كل منا على كتف الآخر عندما كان الإرهاق يشل حركة أقدامنا، ومعاً تذوقنا متعة الحرية».
وكان سيسولو واحدا من قادة رابطة الشبان في المؤتمر الوطني الإفريقي في اربعينات وخمسينات القرن الماضي التي تشكلت منها قيادة الحزب ثم رفعت لواء الكفاح من أجل الحرية مع مانديلا واوليفر تامبو وجوفان مبيكي والد الرئيس الحالي ثابو مبيكي.
وبعد وفاة تامبو الرئيس السابق للمؤتمر الوطني الإفريقي في المنفى عن 75 عاما في 1993، ومبيكي عن 91 عاما في 2001 الذي كان أيضاً سجينا في روبن ايلاند، فان وفاة سيسولو تعني الأفول التدريجي لجيل قاد السود في جنوب إفريقيا طوال 40 عاما عبر أسوأ ظروف التمييز العنصري حتى الحرية، وتترك مانديلا «يتيما».
|