* واشنطن بقلم: كريستينا دونتس د ب أ:
قال وزير الدفاع الألماني بيتر شتروك إنه يعتقد أن مسألة إصلاح جسور العلاقات بين ألمانيا والولايات المتحدة لن تستغرق وقتا طويلا.
وأعرب شتروك عن اعتقاده أيضا أن إعادة العلاقات الثنائية إلى طبيعتها تبدو أمراً بسيطا.
ولدى سؤاله كيف يعتزم تحسين العلاقات بين واشنطن وبرلين والتي وصلت إلى أسوأ مستوى لها في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية بسبب الغزو العسكري الذي قادته الولايات المتحدة للعراق قال شتروك إنه يشعر بالتفاؤل حيال ذلك لأن الأمر برمته لن يعدو كونه عملية لتنقية الأجواء التي تعكر صفوها بين البلدين.
وقال شتروك قبيل اجتماعه مع وزير الدفاع الأمريكي دونالد رامسفيلد في واشنطن يوم الاثنين «أعتقد أن بوسعنا إنجاز مهمة تحسين العلاقات بيننا في خمس دقائق، فقد تفجر خلاف بين بلدينا حول المشكلة العراقية، وعلينا أن ننسي هذا الخلاف لتعود العلاقات إلي طبيعتها».
وبعد الاجتماع الذي استغرق 40 دقيقة قال شتروك إن الجهود الرامية إلى تحسين العلاقات أحرزت تقدما جيدا، ومع هذا لم يتم الإعلان عن شيء جوهري فيما عدا أن ألمانيا ستشرع في خفض عدد الجنود المكلفين بحراسة المنشآت الأمريكية في ألمانيا.
ولأن من المعروف عن شتروك ورامسفيلد اتباعهما للنهج المباشر في معالجة المشكلات فإنه من الممكن للمسؤولين تنحية خلافات الماضي جانبا، بيد أن خبراء الدفاع يقولون إن عملية المكاشفة بين حكومتي البلدين سوف تستغرق بعض الوقت لكي تحرز نجاحا، بل إن البعض قال إن العلاقات الألمانية- الأمريكية لن تعود أبدا إلي سابق عهدها طالما بقي الرئيس الأمريكي جورج بوش والمستشار الألماني جيرهارد شرودر في الحكم.
وتأتي زيارة شتروك إلى واشنطن قبل الزيارة التي من المقرر أن يقوم بها لألمانيا وزير الخارجية الأمريكي كولين باول وقبل الاجتماع المتوقع بين بوش وشرودر في قمة مجموعة الثماني في حزيران/يونيو المقبل في مدينة افيان بفرنسا.
وتعد زيارة شتروك بمثابة طريقة يمكن لبرلين أن تقيس من خلالها الخطوات التي يتعين اتخاذها لإيجاد قاسم مشترك مع القوة العظمى الوحيدة في العالم.
وكان شتروك واثقا من قدرته على أن يفعل ذلك على الرغم من زيارته الصعبة إلى الولايات المتحدة.
وقال «ليس لدي ثمة سبب على الإطلاق يدعوني لجلب هدايا إلي الولايات المتحدة» وهو ما يعني قطع الطريق على التكهنات بأن برلين قد تقدم تنازلات إلي واشنطن.
ومع هذا قالت مصادر حكومية إن شتروك وهو عضو في الحزب الاشتراكي الديمقراطي الذي يتزعمه شرودر لابد أن يكون في جعبته شيء يقدمه إلى واشنطن، وإلا كما قال مسؤولون لما كان رامسفيلد قد دعاه للقاء شخصي وكان يمكن ببساطة أن يتشاور معه لفترة قصيرة خلال الاجتماع غير الرسمي لحلف الناتو حول التعاون مع أوكرانيا.
وقال رامسفيلد من جانبه: إن ألمانيا وفرنسا وروسيا وهي الدول التي عارضت الحرب قد تضطلع بدور في تعزيز الجهود الأمنية في العراق.
وقالت برلين إن تفويضا من الأمم المتحدة شرط لازم لنشر القوات بيد أن واشنطن تعارض مثل هذا التفويض.
ولعل ما زاد من حدة الخلاف بين البلدين أنه كان من المتوقع أن يتحدث شتروك مع رامسفيلد عن تأسيس وحدة دفاعية للاتحاد الأوروبي وهي الفكرة التي اقترحتها ألمانيا وفرنسا وبلجيكا ولوكسمبورج، بيد أن بريطانيا والولايات المتحدة عارضتا هذا الاقتراح وقالتا إن من شأنه تقسيم الاتحاد الأوروبي، وتردد أن البنتاجون قد رفض هذه الخطط بشدة.
|