* القاهرة - مكتب الجزيرة
شريف صالح - طه محمد:
اقامت جامعة القاهرة تحت قبة قاعة احتفالاتها الشهيرة لقاء فكريا مع الدكتور مصطفى الفقي رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشعب المصري، اداره الدكتور أحمد فؤاد باشا نائب رئيس الجامعة وقد تحدث الفقي عن الازمة العراقية والمستجدات على الساحة الاقليمية والصراع العربي الإسرائيلي.
قال ان وضع المجتمع الدولي سيئ مع هيمنة قوة واحدة بصورة سافرة، واعتبر ان ما يحدث هو رد فعل على احداث 11 سبتمبر وان العراق كانت أكثر المواقع المرشحة للضرب ردا على تلك الاحداث في رسالة واضحة للجميع بما في ذلك كوريا والصين كأن الأمريكان يقولون: نحن قادرون على ان نفعل ما نشاء مشيرا إلى ان ما يحدث في المنطقة يتم وفق الرؤية الإسرائيلية باعتبارها المحددة الاساسية للسياسة في الشرق الاوسط، فهي ترقب الامور وتشعر ان اللحظة باتت منا سبة للقضاء على كل القوى المعارضة لها، وكان الخوف من إيران والعراق اللتين تسعيان إلى امتلاك اسلحة الدمار الشامل في حين ان المطلب الإسرائيلي دائما الا يكون هناك اسلحة دمار شامل في ايدى قوات تعادي إسرائيل أو تفكر في معاداتها يوما ما.
ومن ثم فما يعنى إسرائيل ليس الاطاحة بصدام حسين - وهذا كان ممكنا عقب حرب الخليج الثانية ولكن ترك التدخل في الوقت المناسب لتحقيق اهداف إسرائيل بالدرجة الاولى المطلوب هو هدم قوة العراق لتكون إسرائيل اكثر الدول استفادة من احداث سبتمبر، فعلى سبيل المثال تراجع الدعم الدولي للفلسطينيين وكانت الصين من اكبر المساندين لكن بعد سبتمبر ونجاح باراك في ترويج انه اعطى للفلسطينيين ما لم يعطه احد، تغير الموقف الصيني في المقابل تصاعد ضرب الفلسطينيين ومحاولة القضاء على حزب الله.
دعا الفقي إلى تجاوز عقدة الشعور بالهوان والنظر فيما يمكن ان تمضى إليه المنطقة.
واكد ان أمريكا حتى الان لم تحقق اهدافها بالكامل وليس بالضرورة ان تكون اهدافا عسكرية فمثلا هي تريد خطابا اسلاميا جديدا «لطيفا وناعما» بدلا من الخطاب التقليدى.
واضاف انا لست ممن يعترفون بالمؤامرات لكن ما يحدث بالفعل مؤامرة لاستئناس وتدجين المنطقة وتحويلها بحيث تقبل ما يملى عليها ونفى ان تكون الطلبات للنظم فقط ولكنها للشعوب ولجميع المنظمات والمؤسسات وضرب مثلا بتوقيع النظام في مصر لمعاهدة السلام ومع ذلك بقي الشعب المصري في حالته القومية المعارضة لإسرائيل. أي لم يتغير النظام الشعبي ولا الخطاب الإعلامي ولا النظم التعليمية.. والاخطر هو محاولة التدخل في الخطاب الديني أيضاً وتفصيل نموذج إسلامي على الطراز التركي لا الإيراني.
وصف الفقي الوضع في العراق بأنه عبارة عن فسيفساء من الفوضى الضاربة والأوضاع المتردية وقال ان الاستعمار الفرنسي والا نجليزي في العهد الماضي كانا يقومان ببناء المدارس والجامعات في حين لم يقدم الأمريكان حتى الآن مواد الاغاثة الدولية للعراقيين، مشيراً إلى ان الوجود الأمريكي سوف يستمر لسنوات في العراق مع التقسيم الادارى له، وقال لا اجد تفسيراً لوجود جنرال أمريكي يحكم العراق مع انه شعب لا يعدم الكفاءات من بين ابنائه ولكن هذا يحقق هدفاً سيكولوجياً.
بالنسبة للقضية الفلسطينية اعتبر الفقي خارطة الطريق غير كافية لأنها لا تقدم امورا واضحة ومحددة التواريخ تحت مظلة دولية الأمريكية، ودعا إلى حل شامل وعادل للقضية فتعطى للفلسطينيين حقوقهم مقابل الترتيبات الأمنية وخضوع سلاح إسرائيل النووي للرقابة الدولية.
ورفض الفقي الاراء الداعية إلى الدخول في مواجهة مع الولايات المتحدة لمواجهة تلك المخططات وان المواجهة تأتي باجراء حركة اصلاح شاملة في المنطقة وتوسيع قاعدة الديمقراطية وتعميق الاحساس بحقوق الإنسان وتأكيد شخصية القانون والمضي في خطوات واسعة نحو اصلاح التعليم والحيلولة دون الازدواجية ودعا إلى وجود خطاب مصر واضح يقدم رؤية شاملة للمنطقة في تحقيق حل شامل وعادل للقضية الفلسطينية واستعرض د. الفقي قضية الوحدة العربية ومشاكل تحقيقها المتمثله في غياب عنصر الارداة وغياب المصارحه وان الأمور أصبحت حاليا في حاجه إلى تحقيق التجانس بين الدول العربية لمواجهة التحديات المختلفة.
واكد رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشعب في ختام محاضرته على ضروة ان يبحث العرب عن حلول غير تقليدية لمشاكلهم وان يتبنوا خطابا اصلاحيا ينبع من الداخل بدلا من ان نبقى اكثر دول العالم تخلفا ونعاني من ازدواج النظرة بين ما نقول وما نفعل. فاذا كنا خير امة اخرجت للناس فبالتأكيد ليس هذا الجيل غير العامل وغير المتفوق.
|