ربما ان تحويل عنوان البرنامج الذي تبثه القناة الثالثة تحت عنوان «صافرة حكم» الى صافرة ورئيس سيكون الأنسب بعد ان وصلت الضغوط التي يتعرض لها هذا البرنامج الى قمتها باستبدال رأي القانون حول الالعاب التي تحدث في المباريات والاحداث المصاحبة لها إلى رأي رؤساء الاندية ورؤيتهم لهذه الاحداث.. فالبرنامج الناجح الذي ساهم في كشف التعصب والاحادية في الرأي الذي يمارسه بعض مسؤولي الاندية تحول بقدرة قادر الى برنامج يكرس هذه الرؤية ويدعم تجهيل الجماهير الرياضية بتفسير القانون وفق اهواء هؤلاء المسؤولين الذين هم العقبة الرئيسية امام تطور الحكام والتحكيم في المملكة.
فبدلاً من ان تستمع الجماهير الرياضية للرأي الصحيح المنطلق من قانون كرة القدم تحول الامر الى مواجهات وملاسنات لإقناع الجماهير بوجهة نظر معينة هي ضد تطور الكرة السعودية.
ففي كل البرامج المماثلة تستمع الجماهير الرياضية لرأي الحكم الدولي حول اداء الحكام في المباريات وقد تتفق مع هذا الرأي او تخالفه لكنه يظل هو الرأي القانوني رضي من رضي وغضب من غضب.
لكن البرنامج تحول الى منحنى آخر.. ولاسباب مجهولة بحيث باتت التصريحات الصحفية التي هي محل استهجان المتابعين تجد مكاناً للتواجد والمساهمة في تجهيل الجماهير الرياضية عبر هذا البرنامج.. فكيف تحولت فكرة وهدف هذا البرنامج ولمصلحة من؟! السؤال لا يملك الاجابة عليه سوى من يقف خلفه لكننا نتمنى ان يعود برنامج صافرة كما هو لايضاح الرأي القانوني تجاه الحكام وأدائهم وليس لأهداف اخرى!!
وداعاً ل«الثنيان»!
** من الصعب جداً ان نقول وداعاً للنجم الكبير يوسف الثنيان بعد سنوات طويلة قضاها في الملاعب لكنها الحقيقة التي يجب ان يعيها الثنيان نفسه والهلاليون جميعاً.. فلم يعد لدى الثنيان ما يقدمه وهو في هذه السن الذي شارف على الاربعين نقولها ونحن نعلم الحب الكبير الذي يكنه الجميع لهذا النجم الكبير نظير ما قدمه من تضحيات عديدة للكرة السعودية..
غير ان اعلان الثنيان استمراره الموسم القادم لاعباً هلالياً يجعلنا نشك ان ينفذ الثنيان قراره ويستمر في الملاعب لكنه وجد الطريقة الاسهل للتخفيف من وطأة مغادرته الملاعب وصعوبة تقبل الجماهير لذلك.. فعلى ارض الواقع ظل الثنيان خلال السنوات الاربع الماضية لاعباً هامشياً في صفوف الفريق الهلالي الذي حقق العديد من البطولات دون مساهمة فعلية للنجم المحبوب.. وباتت مغادرته الملاعب امراً محسوماً قبل ان يفاجئ الثنيان الجميع بنيته الاستمرار وشخصياً اعتقد ان الفيلسوف قدم كل ما يملك وأنهى مهمته مع الهلال حافلة بالعديد من الالقاب الشخصية والانجازات التي لن تنساها الذاكرة.. ولذلك فترك مكانه لأحد الشباب الجدد هو افضل قرار يتخذه النجم الرائع لمصلحته ومصلحة ناديه وزملائه وجماهيره.. فالهلال مقبل على مرحلة جديدة بدءاً من الموسم المقبل وهو احوج ما يكون لعناصر شابة تتسلَّم المهمة وتتولَّى قيادة الزعيم خلفاً لهذه الكوكبة من النجوم الذين لم ولن يتكرروا بسهولة..! ليغادر الثنيان مرفوع الرأس ليحتفظ بالحب الكبير من قبل جماهير الكرة السعودية على اختلاف ميولهم ليظل رمزاً ونموذجاً للموهبة الحقيقية التي انجبتها كرة الوطن خلال العشرين سنة الماضية.
القضاء على الدعيع!!
** لم يقدم لاعب لمنتخب وطنه كما قدم ابن الوطن البار محمد الدعيع.. نجم بحجم وأخلاق ومستوى هذا اللاعب الكبير تتمناه كل المنتخبات فهو ثروة تستحق المحافظة عليها ورعايتها والاستفادة منها الى اقصى درجة.. هذا هو الوضع الطبيعي فكما لدى انجلترا ديفيد سيمان «40 عاماً» ولدى المانيا اوليفر كان «36 عاماً» فإن لدى الكرة السعودية محمد الدعيع.. نعم الدعيع نجم لا يقل بأي حال من الاحوال عن نجومية وعالمية اكبر حارسين في العالم.. لكن تعاملنا مع موهبة بهذا الحجم لم يرتق للاسف للمستوى الذي بلغه الالمان والانجليز في تقدير حجم وأهمية حارسيهما الكبيرين.
نجمنا العملاق فرض نفسه سيداً وحارساً للقرن في القارة الآسيوية.. ونال من الالقاب وساهم بكل اخلاص وتضحية في انجازات سعودية هي الابرز في تاريخ كرتنا حتى الآن.. ولفرط حرصه وتميزه على منتخب بلاده اعلن بعد كأس العالم الاخيرة اعتزاله الدولي في قرار قاس جداً اتخذه الدعيع لأنه حمَّل نفسه ما لا تحتمل ونصب نفسه سبباً مباشراً للخسارة الكبيرة من المانيا 8/صفر.. وهو قرار انفعالي اتخذه وهو في ريعان الشباب حيث لم يتجاوز العملاق الآسيوي الـ31 عاماً لكنه فضَّل ترك المجال للآخرين لعل مصلحة الكرة السعودية تقتضي ذلك، لكن مباريات هذا الموسم اكدت ان الدعيع هو الابرز والافضل والاحق بحماية المرمى السعودي من خلال ما قدمه من مستوى كبير مع فريقه مؤخراً بعد تخلصه من كل الآثار السلبية للمشاركة السعودية في كأس العالم.
ورغم ان الدعيع كان قاسياً على نفسه وعلى جماهيره وعلى منتخب بلاده إلا اننا تعاملنا مع هذا القرار تعاملاً بارداً لا يليق بحجم ومكانة الدعيع وكأننا نبارك له هذا القرار.. فتم تجاهله واستدعاء حراس آخرين منهم من لا يقل عن الدعيع سوى بسنة او اثنتين.. وتركنا افضل الحراس الذين انجبتهم الكرة السعودية وهو في عز تألقه ونحن في امس الحاجة لجهوده..
فالدعيع الثروة الوطنية يجب ان يحافظ عليه وأن يستفاد من وجوده لأطول فترة ممكنة وأمامنا سيمان مثَّل منتخب بلاده في كأس العالم الاخيرة وهو في سن الاربعين وقبله الايطالي دينوزوف الذي قاد بلاده لكأس العالم عام 82م وهو في نفس هذه السن.. وهكذا هم الحراس يعمرون في الملاعب ويحافظ عليهم جيداً لأن الحارس الجيد عملة نادرة في كل ملاعب العالم..
لن اتحدث كثيراً او ادخل في متاهات الابعاد او الاعتزال او التجاهل لكنني اقول أنصفوا الدعيع وأنصفوا الكرة السعودية بوجود هذا الحارس في المرمى السعودي حتى يأتي من هو افضل منه!
لمسات
** بعد غد الخميس سيحسم الصراع على المربع.. لكن الترتيب ربما لن يختلف سوى في النهائي!
** ما حدث في برنامج صافرة الرئيس مخجل جداً للوعي وللفهم وللمصداقية.. فقد اختيرت اخطاء وهمية لم تؤثر على سير اللقاء لمصلحة احد الفريقين ولم تعرض اللقطات التي اخطأ بها الحكم لمصلحة الفريق الآخر وهي اخطاء تحدث في كل المباريات والاخطاء تحدث من الحكام مع وضد كل الفرق!!
** مؤسف جداً ان تخسر الكرة السعودية لاعباً بحجم موهبة عبيد الدوسري.. والسؤال كيف ترك ليتمادى حتى وصل لهذه الحال؟!
** مشجع نصراوي طالب ادارة ناديه بترك الحكام والبحث عن البطولات وتدعيم صفوف الفريق كما تفعل الاندية الاخرى فقالوا انه هلالي!!
|