اطلعت على ما كتبه د. عبدالعزيز العمر عميد كلية المعلمين بالرياض بعدد الجزيرة «11168» في 25/2/1424هـ بزاوية الأسبوعية تحت عنوان «البقاء للأفضل» حقيقة سعدت وسررت بهذا الطرح المتميز الذي ركز على جانب مهم من جوانب التعليم وهي القيادات التربوية ولا أحد ينكر دور وأهمية القيادات التربوية سواء في وزارة المعارف نفسها أو عموم إدارات التعليم وكون القيادات التربوية تحتاج إلى عدد من الصفات والسمات أهمها القوة وسعة الأفق والأمانة والنزاهة ولذا حثنا الإسلام على اسناد الأعمال إلى أهله من ذوي الكفاءة والنزاهة كما قال تعالى {إنَّ خّيًرّ مّنٌ اسًتّأًجّرًتّ القّوٌيٍَ الأّمٌينٍ} أما إذا لعبت المحسوبية والعلاقة دورها في عملية اختيار القيادات فبكل تأكيد سوف يكون لها أثرها السلبي على واقع التعليم.
وأنا أتفق تماماً مع ما ذكره د. العمر حيال إطالة عمر القيادات التربوية في كثير من المواقع والمناصب لعشرات السنين وكأنها أصبحت ملكاً أو وظيفة محتكرة لا يمكن تخليصها منهم واستبدالهم بغيرهم إلا بنظام التقاعد ولأن ديمومة الكرسي وعدم تحريكه وتغييره هو كالماء الراكد الذي كلما طالت فترة ركوده أصبح أسن وانعدمت فائدته وصلاحيته وبقاء المسؤول في منصبه واحتكاره مدة طويلة يصاب بالملل والتشبع وينعكس على أداء العمل ويصيب الجهاز الذي يديره بالترهل والجمود واستمراريته في منصبه تكون أحد المعوقات أمام الدماء الشابة ذات الهمة والنشاط القادرة على الابداع وقتل للمواهب والعقول النيّرة ونحن في عصر تولد فيه معلومات وترحل أخرى وتستجد نظم وتندثر أخرى فهؤلاء الذين تقوقع على تلك المناصب ولم يرضوا بالتغيير والتبديل سبيلاً لتحسين واقع التعليم وعدم مسايرتهم لمتطلبات العصر ومستجداته الذي لا يعترف بالخامل والكسول وما يطرأ من تحديث وتجديد في نظم التعليم ومسلماته والذي يكون بمنأى عنها. ومع هذا لا نعرف سر بقاء تلك القيادات بتلك المناصب على الرغم من أنهم لم يقدموا ما يشفع لهم بالبقاء ولا يخلو الأمر من حالتين: إما أن تكون المحسوبية والعلاقات لها دورها أو التقارير الدورية التي تضخم انجازاتهم كما ذكرها العمر. وأنا أعتبر بقاء القيادة المنتهية الصلاحية في تلك المواقع سبباً من أسباب ضعف واقعنا التعليمي، وكلنا نؤمن بمبدأ التغيير والتجديد ونسعى دائماً لتحقيقه، فالانسان يحب أن يجدد ملبسه ومركبه ومسكنه وينوع أكله وشربه بل إن المسؤولين أنفسهم يحبون أن يجددوا مكاتبهم وأثاثه إذاً لماذا لا تجدد الكراسي وتغير القيادات وتستبدل بأخرى لديها من الحماس والطموح مما يجعلهم قادرين على الابداع والعطاء والانتاج مما يكون له أثره البالغ على واقعنا التعليمي ولماذا لا يفعّل القرار أو النظام الذي يحدد بقاء المسؤول في منصبه أربع سنوات ويكون قابلاً للتجديد.
ناصر بن عبدالعزيز الرابح/ مشرف تربوي بتعليم حائل
|