وصلني كتاب «عندما يبكي القمر» للكاتبة الأستاذة حليمة مظفر، وهو نصوص قدمتها الكاتبة في اطار نثري عفوي، ومزجت الواقع بشيء من الخيال، فجاءت بمصداقية وعمق التجربة، وأضفى الابداع روحاً عالياً، رغم حالات الشجن التي انتابت كاتبتنا، فقد غمست قلمها في محبرة الأنين، وسطرت حروفها ومعانيها المتلاطمة على صفحات الأيام..!
فلغتها جاءت جزلة، ومعانيها واضحة رصينة، رغم صرخات الألم العالية.
إذ تقول في نص «قطرة ندى»..
أنا أغنية حزن.. لحنتها الأيام..
وحروف قصيدة .. نثرتها الأحلام..
أنا قافية شاعر.. احتار فيها قلبه..
ودمعة طفل.. مات.. أبواه..
أنا لحظة عمر.. أنهتها الأقدار..
وصفحة كتاب.. بللتها الأمطار..
أنا وتر قديم..
مزقته أظفر فنان..
أنا يا من تقرؤوني..
قطرة ندى..
جفت بعد طول انتظار..
ونقطة حبر على ورقة عذراء..
هذا العطاء المغلف بالإبداع، وتلك الروح الوثابة داخلها وصدق التعبير العفوي.. وتلك الموهبة التي أتمنى ألا تخبو في زمن الخوف والاستسلام! إنها عبرت عن قضية انسان في كيان نقي شديد الوضوح والصفاء، وما يتجرعه من ويلات النفس..!
نتمنى أن نرى للكاتبة المتألقة بحسها العالي، عطاءات متجددة في نصوص أخرى ممزوجة بالفرح والتفاؤل. وإن كنا في زمن، جفت فيه الحياة، وغام الأفق!
وهذه دعوة لكاتباتنا لتقديم نصوص أخرى بعمق كتاب «عندما يبكي القمر»، وتبني قضايا هامة وعميقة في مجتمعنا، وأن نفسح لها مساحة، لتقديم مزيد من المحاولات المترعة.. لنقدم للأدب السعودي نماذج نفخر بها.. وتثري ثقافتنا.. في زمن غلبت على النفس الأهواء وغاب عن جوهرها الإبداع!
وبات من الضروري أن نقرأ ونتعرف على أقلام واعدة، كسرت حاجز التردد.. ونهضت بثقافة الحاضر، وهي امتداد لمستقبل وضاء!
|