ظل العالم تائهاً في متاهات واستنتاجات لفترة من الزمن لمعرفة القوة الخفية المسيطرة التي تعمل من وراء الستار في العالم وتحرك الأحداث لحل الكثير من الألغاز والأمور المهمة التي تحدث في العالم.
لكن استطاع شريب سبيريدوفيتش Cherep Spiridovich، وهو شخصية اسكندنافية نبيلة سليلة الامير روك Rurik الذي أسس أسرة حاكمة في نوفجورد
novgorod وأعطى روسيا اسمها، ان يجمع كل ما لديه من معلومات في كتاب
أسماه: «حكومة العالم السرية أو اليد الخفية The Secret World Goverment-or The Hid
den Hand» ساعد العالم كثيراً على تفسير هذا الغموض وفك الكثير من الألغاز.
يقول شيريب، ان كتابي وكل ما دون فيه «بوحي من الضمير» وجميع المعلومات دقيقة للغاية على درجة عالية من الصدق والأمانة، ويقول شريب لأن الكتاب في جله عن اليهود ويدون أحداثاً وحقائق عنهم، جاء بمجمله ضد اليهود.
يتحدث شيريب بقناعة كاملة بوجود هيئة يهودية لها صفة عالمية يتبعون نظاماً ديكتاتوريا استبداديا، ويعملون وفق خطة قديمة مرسومة للسيطرة على العالم.
فهم عبارة عن حكومة خفية تحكم بواسطة عملائها، ولا تتوانى عن قتل أو تحطيم كل مسؤول يحاول الخروج عن طاعتها، أو يقف حجر عثرة في سبيل تنفيذ مخططاتها، ولها من النفوذ ما يجعلها قادرة على ايصال أي «حقير» إلى الزعامة وقمة المسؤولية، وتحطيم أي زعيم وقائد حينما تشاء. وما يطرحه شيريب في كتابه يتطابق إلى حد كبير مع الكاتب ويليام غاي كار في كتابه «أحجار على رقعة الشطرنج». كما يتطابق مع الكثير من الكتاب الذين يؤكدون ان قيادة «الماسونية العالمية» هي عبارة عن حكومة سرية عالمية تتحكم في العالم، «من وراء الستار»، كما يؤكد الكاتب م. كونيد البنسلي (M. Copind, Albancelli) ان القوة الخفية التي تتحرك من خلف الماسونية هي الحكومة السرية للشعب اليهودي..
إن معظم هؤلاء الكتاب والمؤرخين يجمعون على فكرة منظمة سرية عالمية، قد يختلف بعضهم في اسمائها لكنهم يتفقون على هويتها ومنبعها وانتمائها وغايتها.
اخترع زعماء اليهود منذ قديم الزمان خرافة «شعب الله المختار» و«الوعد» ليحافظوا على وحدة اليهود ويقووا انتماءهم.
ويقول الأستاذ فؤاد فضول في كتابه «الماسونية، خلاصة الحضارة الكنعانية» كيف تسللت الصهيونية للماسونية ويخصص لذلك فصلاً كاملاً في كتابه.
كما نشر في عام 1964م مقالا في مجلة القوات المسلحة في القاهرة في العدد رقم 421 عندما احتفل في فلسطين المحتلة بوضع الحجر الأساسي لأكبر محفل ماسوني في العالم.
وتحدث في هذه المناسبة الحاخام الإسرائيلي قائلاً بالحرف الواحد: أيها الاخوة الماسون من كل بلاد العالم نحتفل اليوم بوضع الحجر الأساسي لأكبر محفل ماسوني في العالم وسيضيء الطريق أمام الماسونية لتحقيق أهدافها.
إننا جميعاً نعمل من أجل هدف واحد هو العودة بكل الشعوب إلى أول دين محترم أنزله الله على هذه الأرض وما عدا ذلك فهي أديان باطلة، وبمجهوداتكم سيتحطم الدين المسيحي والدين الإسلامي ويتخلص المسيحيون والمسلمون من معتقداتهم ويصل جميع البشر إلى نور الحق والحقيقة.. وفي عام 1967م تقدم المحفل الماسوني البريطاني بطلب إلى بلدية القدس لشراء المسجد الأقصى لإقامة هيكل سليمان مكانه.
فإسرائيل ليست وليدة الصدفة بل هي نتيجة تاريخ طويل من العمل الدؤوب لمخططات رهيبة تم تنفيذها على مراحل، يشكك بعض المفكرين والكتاب العرب في نظرية المؤامرة التي لم تعد نظرية غربية فقط بل يتبناها جميع شرفاء العالم حتى من الغربيين.
فمؤلف هذا الكتاب شيريب من أحد هؤلاء الذين يجزمون بنظرية المؤامرة.
ما دام بيننا من لم يصاب بفقدان الذاكرة بعد وما دام بيننا من لم يتعرض لغسيل المخ بعد.. نعم المؤامرة.. المؤامرة.
إن تاريخ الأمة العربية والإسلامية مؤامرات تلو الأخرى منذ بداية الترويج لشعارات القومية التي كانت تغذيها الأيادي الخفية لتفكك أكبر امبراطورية إسلامية شاهدها العالم ممتدة من الجزيرة العربية إلى إسبانيا لثمانية قرون كما وصل الإسلام إلى الصين.
ولم تترك المؤامرات أمتنا إلى يومنا هذا. إلى حد وصلت فيه أقطار الأمة الإسلامية إلى حالة من التفكك والتباعد يندى لها ويدمى قلوب أبنائها.
فاليهود اشتهروا بتنظيم الحركات السرية وكانوا وراء كل فتنة في التاريخ، لذلك نجدهم يحقدون على كل أمة وعلى كل حكومة قوية ظهرت في التاريخ.
فعندما كان الإسلام قوياً انتشر اليهود يزرعون الفتنة، ويبذرون الفرقة، حتى غدوا وراء معظم الحركات السرية والمذهبية التي شذت عن الإسلام.
واليوم قطعت الصهيونية العالمية شوطاً كبيراً من مخططاتها وجاءت إسرائيل مولودا غير شرعي للتآمر الدولي على الحق العربي، فكما يقول الدكتور ناحم غولدمان في محاضرة له عام 1947م في مونتريال بكندا، نشرتها جريدة «الاتحاد العربي» في مونتريال عدد 12/53 عام 1953م ان اليهود لم يختاروا فلسطين لمعناها التوراتي بل لأن فلسطين هي ملتقى طرق أوروبا وآسيا وافريقيا، ولأن فلسطين تشكل في الواقع نقطة الارتكاز الحقيقية لكل قوى العالم، ولأنها المركز الاستراتيجي العسكري للسيطرة على العالم.
ورغم كل مظاهر القوة لدى دولة إسرائيل فإنها ما زالت تعيش على المساعدات الخارجية ولو انقطعت تلك المساعدات لانهارت تلقائيا وفقدت جميع مقومات وجودها.
ويقول شيريب، إن العقائد التلمودية اليهودية وعدم أحقية إسرائيل في أرض العرب وقلة عدد اليهود في العالم ولو اجتمعوا، وكون دولتهم قامت وما زالت على المساعدات الخارجية إلى جانب الكثير من العوامل الأخرى الكافية لانهيار هذا الكيان غير الشرعي والدخيل على المنطقة العربية لكن الانهيار لن يحدث تلقائياً.. لأن الدول الكبرى ما زالت تصر على موقفها من الكيان الإسرائيلي لضمان مصالحها في المنطقة.
ويقول شيريب: إن إسرائيل تحمل شعار «علي وعلى أعدائي يا رب» ولا مانع لديها من جر العالم كله إلى حرب عالمية لا تبقي أخضر ولا يابسا.
والدول الكبرى تحت شعار التوازن الدولي تترك العرب وإسرائيل يصفون حساباتهم منفردين.
ويقول شيريب في كتابه تحت عنوان «نهاية إسرائيل»: إن قوة العرب الذاتية أكبر من كل التصور رغم جميع مظاهر الضياع السائدة، فمتى استغلوا طاقتهم المبعثرة فالتفوق حليفهم فلدى العرب من العلماء والمهندسين والأطباء والمخترعين والضباط والمتخصصين و.. أضعاف ما عند اليهود.وإن كان يظن العالم ان العرب عاطفيون وان العاطفة تعتبر نقطة ضعف، فالعاطفة سلاح ذو حدين فكما يتصف أصحابها بالتسرع وطيبة القلب ويبدو سحطيين في مناقشتهم للأمور فهم بالمقابل يجودون بالغالي والنفيس ويقدمون أرواحهم رخيصة في سبيل ما يؤمنون به ويثأرون لكرامتهم كما لم يثأر أحد من قبل.
فلو وظفت طاقات الأمة العربية في المعركة وتوحدت جيوشهم وقدمت الكفاءات وصنعوا السلاح بدلاً من استجدائه وفرضوا الشروط على مجلس الأمن بدلاً من الندب والشجب وجمعوا اقتصادهم لأزالوا إسرائيل وأصبحوا سادة العالم كما كانوا..
فمتى يبدأ العرب في تحقيق ذلك؟؟؟؟
ص.ب 4584 جدة 21421/فاكس: 6066701-02
|