|
«بوش يكذب وصدام يكذب» بهذه العبارة بدأ أحد العراقيين حديثه لمراسل قناة الجزيرة في شمال العراق، صرخ بها ولسانه يتكئ - قهراً - على كل حرف من حروفها، يداه حائرتان، ووجنتاه ترتجفان، وعيناه متوهجتان، ثم غابت عن الكاميرا لتلتقي آخرين، وماهي الا برهة قصيرة لتعود اليه الكاميرا من جديد، فإذا اللسان لم يعد ذاك اللسان، والصوت لا يكاد يسمع، ويداه كأنما لا تقويان على الحركة، نظراته لا تتجه للكاميرا وإنما إلى الأرض، كما المنكسر، وفجأة يتمكن من رفع يده اليمنى إلى عينيه ليمسح دمعاته التي نفرت منهما لتسيل على خديه، ثم تمر لحظة صمت، لحظة القهر، بل هي لحظة الذل والخزي والمهانة، تمالك الرجل نفسه، وحبس باقي دموعه، ووضع كفه اليمنى على اليسرى، وقال بصوت خافت تغلبه حشرجة البكاء:« الاجنبي يرفع ملابس نسائنا ويلمس اجسادهن»، كلمات قاتلة ادهشت المصور الذي انتقل بالكاميرا نحو المراسل فإذا بنظراته تتجه إلى الارض كأنما هي تتساءل: أين المعتصم؟ اين نخوة المسلمين؟ |
[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة] |