تولي حكومة خادم الحرمين الشريفين كل ما من شأنه رفعة هذا البلد وتحرص دوماً على كل أمر يفضي إلى راحة المواطن، والمتتبع لخطط التنمية يلاحظ القفزات الحضارية التي مرت بها المملكة في شتى المجالات وبنظرة مقارنة بين ماكنا عليه قبل ثلاثين عاماً ومانحن عليه الآن نلحظ جلياً الجهد الجبار الذي يوليه قادة هذا البلد ومسئولوه كل في مجال عمله وحتى لانكون منحازين لقطاع دون الآخر نرى أن جميع القطاعات تعمل في سعي حثيث للوصول إلى كل ماترنو إليه تلك القطاعات مستنيرة بتوجيهات خادم الحرمين الشريفين أطال الله عمره.
ولنأخذ مدينة الرياض مثالاً لاهتمامات الدولة وكأنموذج للمدن ذات التطور السريع والتي تعتبر المدينة الأولى في المملكة وكظاهرة فريدة لنشأة مدينة عالمية كبرى في نحو نصف قرن من الزمان والتي سجلت أعلى معدلات النمو والتطور. وإذا أمعنا النظر وجدنا أن من يقف وراء هذه الشواهد هو صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله فقبل ما يقرب من ثلاثين عاماً لم يكن هناك جهة منظمة لمواجهة متطلبات السيطرة على جوانب النمو السريع التي تشهدها مدينة الرياض فكان قرار مجلس الوزراء الموقر في 28/5/1394ه بإنشاء هيئة عليا تعنى بشؤون تطوير مدينة الرياض تحت مسمى (الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض) ويترأسها أمير منطقة الرياض حفظه الله وتضم نخبة من الخبراء في شتى المجالات، وأُنيط بهذه الهيئة مهمات عظيمة بحجم مدينة الرياض وقد تطورت هذه الهيئة منذ إنشائها ففي عام 1403ه أنشئ مركز المشاريع والتخطيط التابع لها وكلف بمهام كثيرة تبدأ من الدراسات والتخطيط مروراً برسم خطة عامة وموحدة لتوجيه تنفيذ البرامج والخدمات وإجراء دراسات عن استعمالات الأراضي في المدينة، والسكان، والأنشطة الاقتصادية، وشبكة النقل وحركة المرور والمعالم البيئية والطبيعية ومصادر التلوث البيئي وتلوث المياه وارتفاع منسوب المياه الأرضية هذا بالإضافة إلى مهام أخرى لا يتسع المجال لذكرها ويستطيع القارئ الكريم أن يجد تفصيلاً موسعاً لها على موقع الهيئة على الإنترنت. http:// WWW.alriyadh.gov.sa/Hayah.asp
ألا تلاحظ عزيزي القارئ الكم الهائل من المهام التي تتولاها الهيئة وعظم المسؤولية التي أُنيطت بها. أنا أدرك تماماً حجم التحديات التي تواجه الهيئة كما أنني أثق في قدرتها إن شاء الله ممثلة في رئيسها حفظه الله وجميع أعضاء هيئتها الإدارية على مواجهة تلك التحديات، وحتى نكون منصفين فمنذ إنشاء الهيئة ورغم الكثير من المعوقات إلا أننا نلحظ النتائج الإيجابية التي برزت واضحة تدل على أهمية دور الهيئة في التطوير، ولكن إذا سمح لي أن أستفسر عن جزء من مهام هذه الهيئة وهو تنسيق المشاريع الأساسية المعتمدة للمدينة، وإذا كانت الهيئة هي المفكر والمنسق لجميع برامج التنمية في مدينة الرياض يقودني ذلك إلى التساؤل لماذا نرى بعض شركات الخدمات وكأنها تعمل في استقلالية وما سبب غياب التنسيق إن جاز التعبير بين شركات الخدمات، ولعلي اضرب مثالاً للتوضيح، تقوم شركة من شركات الخدمات بأعمال سفلتة لشوارع أخرى قبل تنفيذ شبكة الصرف الصحي علماً بأن أعمال شبكة الصرف الصحي على مقربة منها، وتقوم الشركة المعنية بتخطيط الشوارع الرئيسية وتحديد المسارات وأماكن عبور المشاة بتنفيذ أعمالها دون النظر لاستكمال المرافق الخدمية الأخرى مما يؤدي إلى إتلاف ما تنفذه هذه الشركة من قبل شركات أخرى، كذلك تقوم شركة بتنفيذ أعمال ترصيف مؤقتة علماً بأنه لا يفصل عن تنفيذ الترصيف الدائم سوى أقل من شهرين. إن هذا لا يعني من بعيد أو قريب أن هناك قصوراً في بعض قطاعات الهيئة ولكني متأكد من أن الاخوة في الهيئة سيجدون الحلقة المفقودة التي ستكمل بإذن الله العقد، وما شدّني للكتابة إلا حرص نابع من محبة كبيرة أكنها لبلدي، وإني لأرجو أن يتسع صدر المسؤولين في الهيئة كما عودونا لتقبل هذه الاستفسارات والإجابة عن التساؤلات ولنا فيهم المثل الأعلى في تقبل الاقتراحات وتبني الأفكار الإيجابية والتي تفضي إلى مزيد من التطور، كما أرجو من العلي القدير أن يكون عوناً لنا ولهم وأن يوفقنا وإياهم للصالح من القول والعمل إنه ولي ذلك والقادر عليه وصلى الله على نبينا محمد.
|