صحيح أن التغيير في العراق أوجد حقائق جديدة ينبغي التعامل معها وفق سياسات جديدة وهو الأمر الذي تركز عليه الادارة الأمريكية في تعاملها مع دول المنطقة وفي هذا الاطار كانت زيارة وزير الخارجية الأمريكي لسوريا ولبنان.
غير أن الصحيح أيضاً أنه ليست الدول العربية وحدها معنية بالتغيير الذي ينبغي أن يطال الجميع بما فيها تلك المتعاملة بصورة واسعة مع المنطقة واسرائيل.
فقد تأخر كثيراً حل القضية الفلسطينية، وطالما أن الإدارة الأمريكية تنظر إلى الأوضاع الجديدة بعد حرب العراق على أنها تستوجب سياسات جديدة موائمة فإن الحسم ينبغي أن يكون ركناً أساسياً في الاستراتيجية الجديدة للمنطقة، وأكثر جهة قادرة على الحسم هي الولايات المتحدة، باعتبار أنها تمسك بكل أوراق الأزمة وأنها قادرة على الضغط على كل الأطراف.
أما إذا استمرت واشنطن تنهج ذات السياسات الموالية لإسرائيل فإنه من الصعب تصديق ما تقول به عن رؤى استراتيجية جديدة.
ويفيد كثيراً أن تقدر واشنطن ما يعتمل في النفوس بهذه المنطقة من إحساس بالغبن إزاء سياسات الكيل بمكيالين وما تغدقه على إسرائيل المعتدية من سياسات تسعى لحمايتها من كل انتقاد دولي على الرغم من كل الاعتداءات التي تنفذها بحق الشعب الفلسطيني.
إن الجميع يشعرون بالحاجة إلى التغيير وليس الولايات المتحدة فقط، ولكن لأن واشنطن هي التي تروِّج لهذا التغيير، فإنه ينبغي عليها أن تبدأ بنفسها وتنكبَّ على معالجة هادئة وعادلة للقضية الفلسطينية تأخذ بعين الاعتبار حقوق الأطراف كافة، ويومها ستجد ان الدول العربية ستقدر كثيراً هذا النهج وستكون في الصفوف الأمامية المنادية بالتغيير نحو أجواء إيجابية تسود دول المنطقة وتحكم العلاقات بينها.
|