* تحقيق- منار الحمدان
نحن على ابواب التصحيح الذي يتم في شؤون تعليم البنات سنوياً بالنسبة لشهادة الثانوية العامة، الذي عادة ما يتم في المبنى التابع للشؤون تعليم البنات بالقرب من شارع الوشم وطريق الملك فهد حيث يقع المبنى في الجانب الشرقي من الطريق.
في هذا التحقيق الذي اجرته الزميلة منار الحمدان من القسم النسوي في الجريدة تم تناول العقبات التي تواجهها المعلمات اثناء التصحيح ومقترحاتهن في ذلك حول هذا الموضوع المهم الذي يشكل عبئاً على الكثير من المعلمات نطالع التحقيق التالي..
معاملة الموجهات غير مرضية
كان لقاؤنا الأول مع المعلمة «ن.ش» وتقول إن عملية التصحيح لا تعتمد على معلمة كل عام وفي حالة اجتياز المعلمة القيام بالتصحيح بالنيابة عن زميلاتها لأي ظرف كتعاون منها وبرضاها فليس هناك معلمة بشكل سنوي تجبر دون زميلاتها.. والبعض من الزميلات يختار ذلك للاستفادة من الاجازة ومن المضايقات التي تواجهنا خلال اداء هذه المهمة ان بعض الموجهات نجد منهن معاملة غير مرضية بمجرد دخولنا.. واستعدادنا «وتصفيط العبايات وهن بسرعة بسرعة» هذا مع العلم بأننا على عجلة من أمرنا هذا بالرغم من عدم معرفتهن بنا فهم لا يعاملوننا كمعلمات ومن المضايقات ايضا التي نتعرض لها الازدحام الشديد فالجو حار شديد الحرارة بالرغم من وجود تكييف هذا بالاضافة للصعوبة التي نجدها لحظة الانصراف لمنازلنا.. ساعة ابحث فيها عن السائق فالسيارة تكون بعيدة لكثرة السيارات التي تقف امام البوابة.. واكرر ان التصحيح يكون بالدور كل سنة معلمة ولكن الموجهات البعض منهن يعاملن المعلمة وكأنها ليست لها خبرة في التدريس كما اننا نجد في عملية التصحيح اخذ الكثير من الوقت فكوننا نداوم من السابعة صباحاً حتى الثانية والنصف ومع الطريق والازدحام لنصل إلى المنزل في تمام الساعة الثالثة عصراً ونبدأ بالقيام باداء مسؤولياتنا في منازلنا منها تدريس أبنائنا ... والازدحام في المواقف لدرجة ان مواقف السيارات مزدحمة.. اذكر ان احدى المدرسات تقف في الشارع عند طريق الملك فهد حتى تأتيها سيارتها.
نريد دعم معنوي ومادي
كما تحدثت المعلمة «هـ .ن» عن سوء الموقع والتعامل من قبل الموجهات فتقول: الموقع سيئ للغاية ومتهالك اقترح ان يكون في الغرب مكتب للتصحيح وفي الشرق مكتب وكذلك الشمال والجنوب وكل معلمة يكون دوامها في الجهة القريبة او الاقرب لمنزلها هذا إلى جانب انه ليس هناك مكافآت مادية ولا معنوية ولله الحمد لديَّ موجهة رائعة.. فكون المعلمة تداوم في مدرستها وتساهم بعملها وتساعد زميلاتها لا تستطيع ان تشاهد الزميلات منهمكات دون مد يد العون وبعد ذلك تبذل قصارى جهدها خارج المدرسة في التصحيح وقد يكون مجهود بعض المعلمات يزيد عن بعضهن الاخر فبعض المجموعات تؤدي علمها بالتصحيح على تمهل وببطء ويتخلل الوقت بل اغلبه التحدث مع زميلاتهن وبالمقابل مجموعة اخرى سريعة وتؤدي عملها بشكل فوري واغلب بل كل وقتها في عمل.. والمؤسف بل المضايق في الأمر ان هذه المجموعة البطيئة الأولى سابقة الذكر - ياقي عملها تستلمه المجموعة السريعة والمخلصة ولذلك انا ارى ان في ذلك ظلم للمجموعة المثابرة السريعة فعلى سبيل المثال معلمات الدين واللغة العربية تكون لديهن كذا مادة قواعد، نحو، نقد بلاغة، علمي وأدبي والدين فقه، توحيد، تفسير حديث.
فليس هناك مجال للمقارنة بالمواد الاخرى ولذلك ارى او بمعنى أصح اقترح ان تقسم المعلمات الى مجموعات كل مجموعة تمسك مادة تفسير تبذل كل مجهودها لتصحيح مادة واحدة وعندما تنتهي من هذه المادة ينتهي تكليفها ويوزع عدد محدد على مادة محددة حتى تكون التكلفة والعمل سواء بين جميع المعلمات اما بالنسبة لمكافأة خمسة الايام في الاجازة لم تحدد وقتها المديرة لكونها متعاونة معنا وتمنياتها أن تكون ايام العودة على اساس جمعة المعلمات لكن الموجهة الإدارية اصرت على ان تكون فترة محددة واكرر ما ذكرته سابقاً انه ليس هناك دعم معنوي أو مادي.. الامر لا يتوقف على تصحيح لمدينة الرياض فحسب بل يمتد لتصحيح قرى بالاضافة لتصحيح المدارس الاهلية، والمدارس الخاصة ففي الشركات ولدى الكثير من الموظفين والمديرين أن يأخذ الموظف فترة خمس دقائق ونحن المعلمات اثناء التصحيح نجد صعوبة الخروج حتى لو كان لدورة المياه اعز الله الجميع فالمبنى اساساً متهالك والبوابات عددها بوابتان وهي مزدحمة بالاف المعلمات.. سيارتك متى تصلين لها؟ مسافة تسيرها المعلمة حتى تصل لسيارتها.. المواقف مزدحمة بشكل يصعب وصفه.. الكراسي ايضاً متهالكة.. الارجل تتعب لمجرد الجلوس عليها، ولا ننكر ان بعض الموجهات «الحديثات» بالتوجيه سلوكهن وتعاملهن راقٍ فبالرغم من اني لا اتذكر اني تأخرت في يوم ما الا ان الاستقبال سيئ للغاية وحينما نخرج لا نجد كراسي خارجية فالجلوس على الارض، هذا إلى جانب الازدحام الشديد على القهوة والشاي.. لِمَ لا تكون المعلمة التي تقيم في مكان يكون في الجهة نفسها للاشراف، فعلى سبيل المثال انا من المعلمات اللواتي يقمن في الشمال لِمَ لا يكون في الشمال مكتب للاشراف يكون هو مقر تصحيحي والتي تقيم في الجنوب لها مكتب للاشراف في الجنوب وهكذا كل معلمة في الجهة التي تقيم بها يكون بها النسق نفسه، وبُعدُ المكان يشكل صعوبة واحراجاً للمعلمة ففي وقت الصباح قبل قدومي لعملي نستغرق فترة لتوصيل ابنائنا الطلبة والطالبات وبعد ذلك نتيجة لمقر الاشراف وهذا امر محرج ومتعب في الوقت نفسه .
الازدحام يشكل عقبة في المواقف
واضافت الاخت هالة معلمة ان المواقف مزدحمة بالسيارات بصورة عجيبة لدرجة ان هذا الازدحام شكل لي عقبة وطلب مني زوجي ان انتظره بعيداً عن المواقف وكم اجد صعوبة وتعباً ومشقة مع درجة الحرارة العالية لحظة خروجي بعد انتهاء الدوام لدرجة اني اسير على اقدامي مسافة وانتظره في هذا الجو الحار واكون مرهقة ومتعبة.. وحتى لحظة عبوري هذه المواقف اجد عناء ومشقة.
مسؤولينا كأمهات تتطلب جهداً ثانياً
أما المعلمة هيام فترى ان فترة التصحيح كلها متاعب ولكن الاصعب من ذلك في موقع المكتب وبالتالي يحقق لنا الموقع صعوبة في سلب الوقت لكوني اماً وزوجة ومنزلي يخلو من الخادمة.
فمسؤولياتي التي تنتظرني في المنزل تحتاج لوقت طويل.. تدريس الابناء ومساعدتهم في مذاكرتهم للامتحان هذا الى جانب اعداد الوجبة وما يتبع ذلك من اعمال المنزل سواء في التنظيف أم غيره فكون منزلي يبعد عن موقع الدوام فذلك كما ذكرت مسبقاً يسلب من وقتي الذي لا يسعفني.
التعامل سيئ والموقع أسوأ
كما ابدت المعلمة «ع.ك» شكواها من تعامل الموجهات الذي سبب لها مضايقات في محيط عملها وتقول كوني أم ومعلمة من فترة وذات خبرة ولله الحمد لست طفلة اجد من بعض الموجهات لحظة استقبالنا ما يسبب لنا الضيق سواء انا او باقي الزميلات يستعجلوننا بطريقة استفزازية على الرغم من كوني حريصة على اداء عملي وعدم تفويت اي لحظة ومع ذلك تستعجلني البعض من الموجهات بطريقة غريبة مع العلم بأنني على عجلة لحظة دخولي مجرد شلح العباءة وتصفيطها واعادتها في مكانها المعتاد هذا إلى جانب بعد الموقع الذي نداوم به فهو بعيد عن مواقعنا ناهيك عن البوابتين اللتين يزدحم بهما الكثير والكثير من المعلمات والاعظم من ذلك مواقف السيارات التي تتكدس بها السيارات باعداد كبيرة جداً فلو كان في كل جهة مكتب للاشراف والتصحيح كان الوضع افضل من هذا المجال.
نحتاج للدعم مقابل المجهود
وعن المطالبة بالدعم المادي مقابل هذا المجهود قالت المعلمة «ص.ش» بالنسبة لعملية التصحيح ليست كل عام على معلمة معينة فالامر يتسلسل بالدور كل عام على معلمة وفي بعض الاحيان معلمة ما تطلب بإرادتها عمل ذلك للحصول على اجازة لكن نطالب نحن المعلمات وبصفتي احداهن بمقابل مادي مقابل هذا المجهود« مبلغ خاص مقابل عملية التصحيح ففي ذلك تجد المعلمة مشقة وعناء وجهداً ومسافة.
لا يتوفر الفطور!
المعلمة «ل.ن.ك» تقول قد ينتهي وقت وجبة الفطور احياناً وتضطر المعلمة ان تبقى ساعات تزيد على سبع ساعات دون ان تأكل على الرغم من انها تعمل بشكل متواصل حتى بعض الوجبات الخفيفة قد نواجه صعوبة في الحصول عليها ناهيكم عن الجو النفسي المشحون بالموجهات دائماً ما يكررن الطلبات دون أدنى مراعاة لحالة المعلمة النفسية التي تترك منزلها وزوجها وابناءها لاكثر من سبع ساعات يومياً لتتفرغ للتصحيح وفي مقابل هذا لاتجد سوى مدة خمسة ايام فقط في فترة عودة المعلمات التي لا يوجد في المدرسة أي طالبات أو عمل حتى بل تلزم جميع المعلمات بالحضور إلى مبنى المدرسة دون حاجة لذلك.
الشوارع مزدحمة!!
المعلمة «س.هـ.ع» تقول: انني أقف في درجة حرارة تزيد على 45 درجة مئوية لاكثر من ساعة بانتظار زوجي الذي لا يستطيع الوصول إلى الموقع بالسهولة المطلوبة نتيجة للازدحام الشديد الذي يحصل في الشوارع الداخلية ولكني كي اقضي على هذه المشكلة لابد ان اسير مسافة طويلة لكي أصل إلى شارع الوشم مقابل مبنى الدفاع المدني الذي يخف فيه الازدحام واقف هناك بانتظار زوجي في الشارع واعتقد ان مشهداً مثل هذا لا يرضي أبداً المسؤولين في شؤون تعليم البنات ولن يرضوه لبناتهم.
|