يبدو أن الحياة اليومية المعقدة من حولنا، طالت جميع التفاصيل والشؤون ، بحيث بات من المتعذر مقاربتها بنفس الشكل البسيط والبدائي الأول.
ولعل من الأمور التي طالها تطور المدني والتنظيم المكرس لخدمة الأهداف، هو العمل الخيري لدينا.
فبعد أن كان عبارة عن مجموعة من الهبات العينية التي تبعث للمحتاجين بصورة دورية ومتعرضة للتوقف والتأخير نتيجة لأي أمر طارئ إضافة إلى أن هذه الهبات لابد ان تولد روح التواكل والكسل والانكسار لدى المتلقين وتبقيهم في نطاق اليد السفلى المتلقية وليست الباذلة بما في ذلك من تكريس لمجتمع طبقي نخبوي يظل فيه الفقير في حالة تسول دائمة، ولعل من أنبل الطروحات التي ظهرت على الساحة المحلية لدينا هو ما طرحه سمو ولي العهد (لمحاربة الفقر)، وماتلا ذلك من تنظيمات وطرق تنظم هذه الدعوة لتجعلها تصب في قنواتها المتوخاة التي اعتقد من أهمها، هي تأهيل الفقراء، ومساعدتهم في تجاوز كبوتهم وأدراجهم كقوة مدربة في سوق العمل المنتج. بدل ان يظلوا في حالة تسول أبدي في خانة اليد السفلى.
وقد بعثت لي مؤخراً مؤسستان خيريتان عدداً من أنشطتهما الخيرية المتطورة، أحببت أن اشيد بها في زاويتي هذه لما يحتويان من برامج خيرية متطورة ومهمة الأولى هي:
(جمعية البر بجدة) بعثت لي بنشرتها التي بعنوان (معا) وهي تحتوي على أهم البرامج الرئيسية التي تقوم بها هذه الجمعية منها:
إقامة دور ومؤسسات اجتماعية لايواء ورعاية الصغار من الأيتام وذوي الظروف الخاصة والمسنين والعجزة.
إقامة دورات تدريبية تخدم المستفيدين من الجمعية.
إصلاح ذات البين والدلالة على الزواج.
الرعاية الصحية للمحتاجين.
القيام بالبحوث والدراسات الاجتماعية وتقديم خدمات الارشاد والتوعية وعقد الندوات والمحاضرات بالتعاون مع الجهات المختصة.
والثانية هي: مؤسسة الأميرة العنود الخيرية:-
التي تحوي مركز الأميرة العنود لتحفيظ القرآن ، ومركز الأميرة العنود لشئون المعاقات.
ومركز الأميرة العنود احد المراكز التي تحتوي على اثني عشر صفا لتعليم القرآن بمستوياتها المختلفة، ويحتوي على (600) طالبة، ومركز تدريب للحاسب الآلي، فضلاً عن نشاط الجمعية الذي يشتمل على تقديم برامج وندوات متخصصة في إدارة الحياة الزوجية بنجاح ورعاية الأطفال والتفكير الإيجابي نحو المجتمع، كما يقدم المركز خدمة الإرشاد الأسري خاصة تلك الاستشارات المتعلقة بحالات الطلاق، كما يخطط المركز لإصدار سلسلة من الكتيبات ذات العلاقة بنشاطه، لنشر الوعي بأهمية الحياة الأسرية.
هذه بعض من الأنشطة المتميزة والمتطورة التي تتبناها كل من هاتين الجمعيتين اللتين تظهران شكلاً جديداً وعصرياً وفعالاً للعمل الخيري، يتجاوز (كيس رز وصندوق شاي وكيس سكر) وفي أمان الله.
| 
