* الرياض- حمود الوادي:
اختتمت يوم أمس الاثنين فعاليات ندوة«الرسالة الامنية ودور وسائل الاعلام» والتي اقيمت بكلية الملك فهد الامنية وعلى مدار يومين متتاليين بجلسة بعنوان «ماذا يريد الاعلاميون من رجال الامن» برئاسة الزميل عبدالوهاب الفايز من جريدة الشرق الأوسط قدم خلالها الدكتور فايز بن عبدالله الشهري ورقته والذي تحدث من خلالها عن «العمل الاعلامي: المسؤولية والرسالة».
تحدث فيها عن المؤسسات الصحافية التي ذكر انها وان كانت منظمات ربحية تتوقع الربح وتخشى الخسارة إلا انها في كل الاحوال مؤسسات اجتماعية تقوم بدور حيوي في مجال التنشئة الاجتماعية التثقيف والتوعية والترفيه.
ناهيك عن مهمتها في وظيفة الاخبار والاعلام.
واضاف بقوله: «تحدثنا في يوم أمس ونتحدث اليوم عن المعوقات والحلول، وبدَوْنا كفريقين فريق أمني وفريق للمؤسسات الإعلامية، وما أتمناه بعد أن استمعنا إلى أصوات بعضنا أن نتحدث اليوم، وما بعد اليوم كفريق واحد يؤدي مهمة واحدة، بأساليب متعددة.
مهمتنا- في هذا الظرف التاريخي أن نعلي من شأن الوطن وعندما أقول الوطن اعني به الكيان النقي البهي الذي يضمنا جميعا وبه ومعه نتسامى فوق ضعفنا كأشخاص ومصلحتنا الآنية كمؤسسات.
مهمة رجال الأمن- كما تعلمون- عصيبة تتطلب عملا يوميا يتعامل فيه رجل الأمن مع الوجه الآخر للمجتمع، الوجه الآخر للإنسان في اغلب الأحوال، ومهمتكم كإعلاميين مهمة شريفة وجليلة لأنكم تحملون أمانة الكلمة، وشرف إيصال الحقيقة، ووفقا لمفهوم الأمن الشامل فكلنا رجال امن وكلنا رجال الإعلام، ولا يمكن أن تتحقق لنا رفعة وطننا بصورة كاملة دون تكامل الجهود، وحسن النوايا، والارتفاع بالمهمة، والرسالة الأمنية، والإعلامية إلى ما يحقق الخير والحق والعدل.
وفي نطاق مسؤولية الإعلامي والأمني في ميدان العمل اسمحوا لي أن انثر بعض هذه الأسئلة ولا ادعي هنا شرف الإجابة وإنما أبعثرها أمامكم هموما سجلتها كراصد ومتابع ومتخصص- وأرجو أن اسمع التعليق والملاحظة:
* اولا: حقوق الفرد «المواطن» في ممارستنا الاعلامية من حيث:
- حماية حياته الخاصة من التطفل الإعلامي بدعوى السبق الصحفي أو الإثارة.
- حرمة الأسرار الشخصية والمعلومات بالنظر إلى طبيعة المجتمع.
- الحقوق المادية عند نشر القصص والصور الشخصية «لا يوجد صحيفة محلية واحدة تدفع للمواطن مقابل نشر قصته».
- من يحاسب الإعلامي؟
- حرمة الميت من حيث نشر الصور والأخبار.
- هل يمكن أن تطور المؤسسات الصحفية ما يسمى بميثاق الشرف الإعلامي يلتزم به العاملون؟
- ما هو الدور المأمول من هيئة الصحفيين في مجال تطوير المهنة؟
* ثانيا: في مجال التعاطي الإعلامي مع الشأن الأمني
- متى يصبح الحدث الجنائي قصة تستحق النشر في الصحيفة؟
- ما الاعتبارات التي يقدمها الإعلامي فوق كل اعتبار؟
- ما «حدود» الحرية؟ وما هي محددات أخلاقيات المهنة الصحفية؟
- الأمن مسؤولية، والإعلام رسالة، فكيف نرتقي بالرسالة إلى قامة المسؤولية، وكيف للمسؤول الأمني أن يدرك أهمية شرف تسهيل حركة الرسالة الإعلامية؟
- ماذا عن الصورة النمطية للصحفي «فضول»، لرجل الأمن «تسلط» هل يمكن تفكيك وإعادة تركيب الصورة؟
- «حق النقد مكفول» من يعي حدود الممكن والمستحيل في هذه المعادلة.
- الضمير الإنساني، الضمير المهني، ومن يلجم اندفاع المشاعر والعواطف الشخصية.
- «كلام جرايد» من المسؤول عن تعميم الأحكام ومن تقع على «كاهله» مهمة ترميم النتائج؟
- «الشرطة ورطة» مفهوم قديم وممارسات جديدة من يثبت العكس؟
- الانفتاح الإعلامي هل هذا ما نريد؟ من المؤثر ومن المتأثر؟ وكيف نستفيد؟
* مقاربات في حدود الرسالة والمسؤولية بين الإعلامي والأمني.
* هل هذا ما يريد «أن يقوله» الإعلاميون لرجال الأمن؟
- المعلومة، السريعة، الصحيحة، الشاملة، هي مطلبنا.
- قنوات اتصال سريعة، وحيوية.
- حسن الظن، والثقة المتبادلة.
- التقدير والاهتمام.
- الإطلاع والإحاطة بالجوانب المختلفة للعملية الأمنية.
- الإعلام وظيفة اجتماعية يحتاجها الوطن كحاجته للأمن.
- ما تحجبونه عنا يقوله غيرنا بل وبلونه وطعمه ورائحته!
- الإعلام «حرية ولا قيود» العالم يتغير من حولنا.
- هل القمع وتكميم الأفواه مهمة أمنية.
- رجل الإعلام يمارس مهمته الإعلامية وهو معني بها أولا.
- الإعلام «الصحافة» هي السلطة الرابعة.
وقد طالب العديد من الاعلاميين خلال مداخلاتهم باعطاء الضوء الاخضر لرجال الاعلام لتأدية واجباتهم.
كما تحدث الزميل منصور عثمان اثناء هذه الندوة عن اشكالية الضباط التنفيذين في الميدان مطالباً بعقد حلقات نقاش بين هؤلاء الضباط وقادات الامن مشيراً الى ان الاعلام بحاجة إلى حرية تامة في نقل المعلومة وان الاحداث الامنية هي اخبار مثيرة، ولا يمكن ان تنقل معلومة او خبر مثير بلغة باردة.
بعد ذلك جاءت مداخلة مدير عام كلية الملك فهد الامنية اللواء عبدالرحمن الفدا قال فيها: في الواقع ان كلاً منا وصل الى قناعة تامة ان الاعلام اكسجين ضابط للحياة ولا اعتقد ان أي انسان يجهل هذه الحقيقة ونحن في هذا نتمنى ان تكون هناك استراتيجيات مدروسة بين رجال الامن والاعلام بمختلف تخصصاتهم واتمنى ان تكون هذه الندوة انطلاقة لعمل إعلامي وأمني.
بعد ذلك عقدت الجلسة الختامية برئاسة الزميل سليمان العصيمي- جريدة الرياض- قدمت من خلالها بعض المقترحات والآراءالمطروحة من قبل المشاركين في هذه الندوة والذين تجاوز عددهم الاربعين، من مختلف القطاعات الامنية والاعلامية.
ثم اختتمت هذه الجلسة بكلمة لمدير عام الكلية اللواء عبدالرحمن الفدا شكر من خلالها كل المشاركين في هذه الندوة وأكد أن الجميع يجب أن يعملوا بجد واخلاص ويشاركوا في مثل هذه الهموم متمنياً في نهاية كلمته ان تكون هذه الندوة قد حققت ولو جزءا بسيطا من التطلعات والامال المرجوة.
ومن ثم رافق الاعضاء المشاركين في هذه الندوة اللواء الفدا في جولة ميدانية شملت العديد من مرافق الكلية والقاعات الدراسية منها المتحف الخاص بالكلية والذي يشتمل على الاهتمام بتاريخ الكلية منذ إنشائها إلى هذا اليوم.
بالاضافة إلى المختبر الجنائي ومختبر البصمات ومعمل اللغة الانجليزية ومعمل القرآن الكريم ومركز تقنيات المعلومات الذي يشتمل على استديو تلفزيوني متكامل بكافة التجهيزات والذي سيفتتح قريباً وكذلك الجناح الخاص بالمخدرات.
* بعد ذلك كونت لجنة لصياغة التوصيات مكونة من كل من: الزميل منصور عثمان، الزميل عبدالوهاب الفايز والزميل سليمان العقيلي والعقيد أيمن عبدالحميد، والمقدم علي الهزاني، والمقدم عبدالعزيز الثنيان مدير العلاقات العامة بكلية الملك فهد الأمنية، أحمد الغامدي من الجوازات.
* مسودة توصيات حلقة النقاش
«الرسالة الأمنية ودور وسائل الإعلام»
1- تشكيل فريق عمل يتكون من مديري تحرير الصحف المحلية، ومسؤولي العلاقات العامة في الأجهزة الأمنية لاقتراح مشروع استراتيجية وطنية للتعامل مع القضايا الأمنية وتسهيل عملية التواصل بين المؤسسات الإعلامية، تمهيدا لعرضها في لقاء تعد له كلية الملك فهد الأمنية يجمع قيادات العمل الإعلامي والأمني في المملكة.
2- تطوير مفهوم الإعلام الأمني لدى رجال الأمن العاملين في إدارات العلاقات عامة من خلال:
- الاستفادة من خريجي أقسام الاعلام للعمل في هذه الإدارات.
- عقد دورات تدريبية متخصصة في الإعلام الأمني.
- إقرار مادة الإعلام الأمني ضمن مناهج التعليم في المؤسسات التعليمية الأمنية.
3- تطوير مفهوم الصحافة الأمنية في الصحف المحلية من خلال:
- تأهيل بعض الصحفيين للعمل كمحررين أمنيين.
- عقد دورات تدريبية للصحفيين في مجال الإعلام الأمني.
- إصدار بطاقات خاصة للمحررين الأمنيين لتسهيل تواصلهم مع المؤسسات الأمنية.
4- إنشاء مركز إعلامي امني متخصص يتولى إدارته والعمل فيه نخبة مؤهلة من رجال الأمن المتخصصين في الإعلام، يتولى تزويد وسائل الإعلام بالمعلومات حول مختلف القضايا الأمنية، وتنظيم الزيارات والمقابلات الإعلامية مع القيادات الأمنية.
5- تعزيز التعاون مع هيئة الصحفيين السعوديين في مجال تطوير مفهوم الصحافة الأمنية، والاستعانة بالكوادر الإعلامية المؤهلة في الجمعية السعودية للإعلام والاتصال لإجراء الدراسات والبحوث في مجال الإعلام الأمني.
6- الاستفادة من تقنيات الاتصال الحديثة «الانترنت، الرسائل القصيرة» في مجال التواصل بين المؤسسات الإعلامية والأمنية.
7- عقد لقاءات دورية بين مديري تحرير الصحف المحلية ومسؤولي العلاقات العامة في الأجهزة الأمنية.
|