* واشنطن بغداد الوكالات:
ذكرت مجلة «نيوزويك» في عددها الأخير أن رئيس المؤتمر الوطني العراقي أحمد الجلبي يمتلك 25 طنا من وثائق الاستخبارات العراقية توجه بعض منها اتهامات إلى العائلة المالكة في الأردن.
وقال الجلبي للمجلة «إنها وثائق مربكة فعلا»، ملمحا إلى أن بعضا منها يتعلق بالعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني.
وأضاف الجلبي أن الملك عبدالله الذي تسلم العرش في 1999 «قلق من علاقاته مع صدام (حسين)، وهو قلق مما يمكن أن يحصل»، وامتنع عن تقديم مزيد من التفاصيل.
وقد أنشأ أحمد الجلبي امبراطورية مصرفية في الأردن في الثمانينات ثم أفلست، فبعد إفلاس بنك انترا في 1989، حكمت عليه محكمة عسكرية أردنية في 1992 بالسجن 22 عاما بتهمة الاختلاس واستغلال النفوذ.
لكن الجلبي يتهم صدام حسين بالتآمر عليه عندما كان قريبا من الأردن، ومن محمد سعيد النابلسي الذي كان حاكما للبنك المركزي الأردني.
ويعتبر الجلبي الأوفر حظا لدى وزارة الدفاع الأمريكية والكونغرس الأمريكي لحكم العراق بعد تشكيل حكومة عراقية انتقالية.
وأكد الجلبي الموجود في بغداد منذ 16 نيسان/ابريل أنه ليس «مرشحا لأي منصب في الحكومة العراقية الانتقالية» وأن دوره يقضي ب«المساعدة في إعادة إعمار العراق».
من جهة أخرى، أكد رئيس المؤتمر الوطني العراقي أحمد الجلبي حرصه على قيام العراق بدور فاعل في جامعة الدول العربية والاحتفاظ بعلاقات طيبة مع الدول المجاورة.
وأعلن أحمد الجلبي في حديث لموفد وكالة أنباء الشرق الأوسط في بغداد أنه يرتبط بعلاقات طيبة مع إيران وتركيا وأنه حصل على تعهدات من طهران بعدم التدخل في الشؤون العراقية.
وأضاف لقد أكدت إيران لنا أنها مع ما يختاره الشعب العراقي فهي تؤيد قيام نظام ديمقراطي في العراق.. وأعتقد أنها ستلتزم بذلك فهي الآن يهمها ألا يكون العراق مقرا أو ممرا للتآمر عليها ونحن نضمن لها ذلك.
وشدد الجلبي على حرصه على إجراء حوار مع الدول العربية غير أنه طالب هذه الدول بالمبادرة بالاتصال بالقوى الفاعلة حاليا في بغداد لتوضيح موقفها حيال الأوضاع الراهنة بالعراق.
ووجّه رئيس المؤتمر الوطني العراقي الذي يحظى بدعم أمريكي كبير اتهاما مبطنا إلى الدول العربية بدعم نظام الرئيس العراقي السابق صدام حسين والاستخفاف بالمعارضة العراقية في الخارج.. وقال ينبغي على الدول العربية أن تصلح مواقفها من الشعب العراقي بعد أن ساندت صدام فنحن نريد أن نكون جزءا من الجامعة العربية وأن تكون علاقاتنا بجيران العراق على أحسن وجه.
وعن تناقض موقفه المتشدد حيال الدول العربية واتهامه لها بغض الطرف عن جرائم النظام العراقي السابق مقارنة بموقفه من الولايات المتحدة على الرغم من صلاتها السابقة بالحكومة العراقية في حقبة الثمانينات.. قال الجلبي الذي يحمل الجنسية الأمريكية إن الولايات المتحدة خذلت الشعب العراقي أعوام 91 و95 و96 كما خذلته عندما لم تقم بمحاكمة صدام لكنها أصلحت موقفها وجاء الرئيس الأمريكي جورج بوش ليتبنى كافة مواقف الشعب العراقي ضد نظام صدام في خطابه التاريخي أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم الثانى عشر من سبتمبر عام 2002، وهو أمر لم تفعله أي دولة عربية.
وحول الدور المستقبلي للولايات المتحدة في العراق قال الجلبي إن أمريكا تتحمل مسؤولية حماية العراق وسلامته الإقليمية ونعتقد أنها ستقوم بهذه المهمة بشكل جدي.
وأضاف.. يجب على الأمريكيين أن يبقوا في العراق حتى يتم اختيار أول حكومة عن طريق الانتخابات، لكن ينبغي أن يخرجوا من المدن في أسرع وقت ممكن.
وفيما يتعلق بإمكانية إقامة قواعد عسكرية أمريكية بالعراق ذكر الجلبي أن هذا أمر تقره حكومة العراق المنتخبة بناء على حاجتها، فقد ترى توقيع معاهدة دفاع مشترك مع أمريكا تؤمن لها وجود قواعد أمريكية في العراق، وهذا خيار الحكومة العراقية المنتخبة وليس أي طرف آخر.وبالنسبة لتأثير قرار الرئيس الأمريكي جورج بوش بتعيين بول بريمر المحسوب على وزارة الخارجية حاكما للعراق بدلا من الجنرال المتقاعد جاي جارنر الذي ينتمي لوزارة الدفاع الامريكية البنتاجون التي تعد من أشد المؤيدين للجلبي في الإدارة الأمريكية.. قال إن بريمر يرتبط رأسا بوزير الدفاع دونالد رامسفيلد كما أنه بالأساس لا يوجد دعم أمريكي لنا بل إننا نحصل على تأييد كبير من الشعب العراقي.. على حد قوله.وفيما يتعلق بتصوره للفترة القادمة في العراق.. قال زعيم المؤتمر الوطني العراقي أحمد الجلبي إن هذا التصور يتضمن تشكيل حكومة عراقية انتقالية من قبل المجلس العراقي الانتقالي الذي يتم اختياره عن طريق التصويت الديمقراطي على أن تمارس تلك الحكومة سلطاتها حسب دستور مؤقت لحين صياغة دستور عراقي دائم من قبل لجنة من القانونيين والدستوريين والتشريعيين تعرض مشروع الدستور ليناقش في المجلس الوطني الانتقالي أو على صفحات الجرائد ووسائل الإعلام لإبداء الآراء وبعد أن يقره المجلس التأسيسي يطرح للاستفتاء فإذا أقره الشعب العراقي تجرى على أساسه الانتخابات وتقام الحكومة الدائمة.
|