Tuesday 6th may,2003 11177العدد الثلاثاء 5 ,ربيع الاول 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

لا وعود ملموسة بشأن عودة الجولان لا وعود ملموسة بشأن عودة الجولان
سوريا بين المطالب الأمريكية والحقائق الإقليمية

* دمشق القاهرة بقلم هانز دانه د ب أ:
قبل وقت قصير من زيارته لسوريا يوم السبت، تحدث وزير الخارجية الأمريكي كولن باول عما أسماه «ديناميكية استراتيجية جديدة» في الشرق الأوسط عقب سقوط نظام حكم الرئيس العراقي صدام حسين.
ولا شك في أن دمشق تقف عند مفترق طرق في الوقت الذي تشهد فيه الخريطة السياسية للمنطقة تغيرات جذرية، فبخلاف حدودها القصيرة مع لبنان غربا، فإن سوريا مطوقة من قبل حلفاء للولايات المتحدة - تركيا والأردن وإسرائيل - ومن المتوقع أن تتولى الحكم في آخر دولة جارة لها وهي العراق حكومة موالية للأمريكيين قبل وقت ليس ببعيد.
وذكرت تعليقات صحفية أن سوريا لم تكن بحاجة إلى تصريح لباول لتدرك التغيرات الاقليمية والدولية الأخيرة، فتكفي نظرة سريعة على الخريطة لادراك أن هناك قوات أمريكية متمركزة على الحدود السورية.
ومع ذلك، فإن سوريا لها دور رئيسي في كل بند من بنود الأجندة الأمريكية الخاصة بالمنطقة - من الحرب على الإرهاب وتنفيذ خطة جديدة للسلام في الشرق الأوسط إلى استقرار العراق بعد الحرب.
وكانت حرب الخليج التي اندلعت قبل 12 عاما لتحرير الكويت القوة الدافعة وراء عقد مؤتمر مدريد للسلام وعملية السلام التي أعقبت ذلك في الشرق الأوسط. وتأمل الإدارة الأمريكية أن يسفر سقوط صدام عن هبوب ريح تحولات مماثلة في المنطقة تعطي دفعة للحرب على ما تسميه الإرهاب ولاستقرار الشرق الأوسط، ودعا باول سوريا ولبنان إلى وقف دعمهما لحزب الله، وتسع منظمات فلسطينية أخرى، وتوجد أسماء بعض هذه المنظمات بما في ذلك حزب الله على القائمة الأمريكية الشهيرة بالمنظمات المحظورة.
ويرى وزير الخارجية السوري فاروق الشرع أن حزب الله حزب لبناني وأنه مسألة متروكة للحكومة اللبنانية.
وتقول وكالة الأنباء الألمانية إن الولايات المتحدة يمكن أن تواجه سيناريو كابوس إذا تمكن حزب الله من إيجاد موطئ قدم له جنوبي العراق الذي تقطنه أغلبية شيعية ثم الانطلاق في شن حرب على قوات التحالف في هذا البلد.
وقالت الوكالة إنه قبيل زيارة باول لها، بادرت سوريا إلى إغلاق مكاتب ثلاث جماعات فلسطينية، غير أن باول يريد من دمشق أن تفعل أكثر من ذلك، ويعمل باول حاليا على الترويج لخطة سلام جديدة للشرق الأوسط تتصور إقامة دولة فلسطينية مستقلة بحلول عام 2005.
وأبدت سوريا ولبنان تحفظات محدودة على تلك الخطة، وتطالب سوريا باستعادة مرتفعات الجولان التي تحتلها إسرائيل منذ عام 1967وتخشى من أن تجد نفسها وحيدة في مواجهة إسرائيل عندما تظهر للوجود دولة فلسطينية في الوقت الذي ترتبط فيه إسرائيل بمعاهدتي سلام مع جارتي سوريا العربيتين مصر والأردن.
ولا تتضمن خطة السلام الجديدة أي بنود بشأن التعامل مع مسألة اللاجئين الفلسطينيين، وهي قضية رئيسية بالنسبة لسوريا وكذلك للبنان الذي يعتبر 350 ألف فلسطيني يعيشون في مخيمات للاجئين على أراضيه عاملا لزعزعة الاستقرار به منذ زمن بعيد.
وقال باول، دون خوض في التفاصيل، إن أي «مشكلات عالقة» بين إسرائيل ولبنان وسوريا سيتم تسويتها.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved