Tuesday 6th may,2003 11177العدد الثلاثاء 5 ,ربيع الاول 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

كاتب فرنسي: كاتب فرنسي:
نستطيع انتقاد النظام في بلادنا ولا نقدر على فعل ذلك مع إسرائيل

* باريس أ ش أ:
أثار كتاب صدر حديثا في باريس بعنوان (هل من المسموح انتقاد إسرائيل) للباحث والاكاديمي الفرنسي الشهير باسكال بونيفاس سجالا كبيرا في فرنسا نظرا لأنتقاده اللاذع لمنع حرية التعبير عندما يتعلق الامر بدولة إسرائيل وسياستها الظالمة ضد الشعب الفلسطيني الاعزل.
ويستهل باسكال بونيفاس كتابه بسؤال يقول (هل يحق لنا ان ننتقد إسرائيل) ويجيب على الفور(نعم بالطبع) غير أن المؤلف سرعان ما يؤكد أن هذا الكلام إن صح على المستوى النظري فهو على مستوى الممارسة أكثر تعقيدا بكثير بل إن الانتقاد قد يؤدي إلى مخاطر عديدة على من يتجاسر ويفعل ذلك.
يقول بونيفاس نستطيع اليوم في فرنسا أن ننتقد بدون أى مجازفة الحكومة والدستور وأن نتهم رئيس الجمهورية أو رئيس الوزراء بأي أتهامات حتى أنه بأمكاننا أن نطالب بتغيير النظام القائم واستبداله بنظام أخر متشدد.
ويتابع الكاتب في كتابه الذي نشرته دور نشر روبير لافرون أنه في مجال أخر وضمن صراع الافكار دائما يمكننا أن ندين بصورة سلبية حكومات الدول الاخرى كلها في الشرق أو الغرب.. لكن هناك دولة واحدة فقط في العالم يكفي ان تنتقد حكومتها حتى توجه اليك أصابع الاتهام بمعاداة السامية وتنتقدك بالعنصرية المقنعة وهذه الدولة هي دولة إسرائيل.
ويضيف بونيفاس قائلا انه من غير الممكن الاستمرار في انكار حقوق الفلسطينيين باسم الدفاع عن امن إسرائيل.
ويلاحظ مولف الكتاب الفرنسي من جهة ثانية أنه اذا كانت الجالية اليهودية الامريكية في أغلبيتها العظمى تشكل كتلة واحدة متراصة حول شارون فإن المسألة ليست محسومة بهذا الشكل في دول أخرى من العالم حيث المواقف أكثر تنوعا. كما يلاحظ بونيفاس أن عددا من المثقفين المويدين للسلام ولقيام دولة فلسطينية الى جانب دولة إسرائيل يتبنون في الوقت ذاته مواقف لا تنسجم مع هذا التطلع فهم لا يوجهون أي أنتقاد لسياسة شارون بل انهم يتخذون مواقف لاتفصلهم عن اكثر المتشددين في حزب الليكود0
و في هذا الاطار يسمي المؤلف عدداً من المثقفين والاعلاميين الفرنسيين الذين يتمتعون بسلطة اعلامية كبيرة في فرنسا ومنهم الفيلسوف ألان فيلكنكروت.
ولا يتوقف المؤلف عند هذا الحد بل يوجه الاتهام الى الوسائل الاعلاميةالتى تكيل بمكيالين ويسميها بأسمائها ليستخلص قائلاً أنه يمكننا ان نفهم ذلك عندما يتعلق الامر بصحيفة تنطق باسم جالية أو طائفة محددة وليس باسم صحيفة تعد من الصحف المرجعية الكبرى في فرنسا.
ويعتبر بونيفاس أن الضغوط التى تمارس ضد الاعلاميين والكتاب في فرنسا تمارس أيضا وبشكل دموي أكبر أحيانا داخل إسرائيل والاراضي المحتلة ليخلص إلى القول ان حرية الاعلام في هذه المنطقة في العالم وحق السجال والتعبير عن حرية الرأى في فرنسا حول اسرائيل أصبحت اليوم من التحديات الديمقراطية الكبرى التي ينبغي مواجهتها وكسب معركتها.
و لا يكتفي المؤلف باسكال بونيفاس في كتابه الجديد الذي يضاف الى كتبه الثلاثين بأنتقاد السياسة الإسرائيلية وانما يرصد أيضا ردود فعل مختلفة حول النزاع الفلسطيني الإسرائيلي وكيفية معالجته في الوسائل الاعلامية الفرنسية.. بل يمعن كذلك في تحليل هذه المواقف والردود مستندا الى عدد كبير من المراجع والكتب والتصريحات والمقالات الصحفية.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved