خلف أسوار المدينة..
كم صريع قد تردّى..
لا يغسل، لا يكفن،
لا يشيّع في بهاء،
لا يوارى في الثرى،
كم صريع للهوى..
لا.. ولا.. ولا ..
لا تحاول أن تراه..
إنه فوق الفضاء..
يشدو بعبرات حزينة:
«آهـ ما أقسى المدينة».
***
مدينة الأوهام..
في رغبة الطريق..
بنشوة الظلام،
برقصة مجنونة..
في مأتم الغرام،
بطعنة الأيام..
تموت أفراخ اليمام،
وتُخطف السكينة.
مدينة الأوهام..
زهورها تموت فوق الأرصفة..
في طلب للأرغفة،
سرادق العزاء فيها..
يقبل التهاني،
والحب فيها يُرجم..
بحجارة عمياء قدت من جبل..
تشع منه المعرفة.
***
مدينة الأوهام
تحت أستار القبيلة..
شارع، ليل، مصابيح، عيون،
ورموز الكره فيها يعبرون،
يرددون:
«ويلٌ دعاة العشق،
جمع الفاسقين..
سحقاً لمن لا ينتهون»
وغادة نبيلة على الطريق..
ترنو لذاك العاشق المسكين..
في الجانب العتيق،
وباسم الحب يرسمون،
يكتبون، ينشدون..
دونما وسيلة.
***
مدينة الأوهام..
في شوارعها المضيئة..
عطر وابتسامات ألق،
هاته الأرقام طارت..
في قصاصات ورق،
وفي الأزقة الحزينة..
يموت صدق الحب جوعا..
ويشبع الأرق،
في الأزقة..
ذاك نهر من عرق..
حار فيه السندباد،
صار يرهبه الغرق.
إيه يا «نيرون» لو..
يوماً أتيت مدينتي..
لما نجوت من الحرق.
فهد العبدالله
|