هل ينتظر المواطن « مروراً سرياً» يحصي عليه تحركاته المرورية ويشعره أن عيناً «ساهرة» ترصده لتصطاده متلبساً وليس لتساعده وتقدم له العون؟!!
هذا أبسط سؤال يمكن أن نطرحه في مشروع «المرور السري» الذي بدأ العمل به مؤخراً، وإلا فإن هناك أسئلة كثيرة حول هذه الفكرة التي تثبت عجز إدارة المرور عن ايجاد الحلول المناسبة لاخطاء السير، كما يثبت «المرور السري» النتائج المتواضعة لحملات التوعية المرورية.
المرور السري في نظري «سقطة» في حق ادارة المرور باعتبارها فكرة قد لا تتناسب مع روح العصر واحترام «السائق الإنسان» كما أنها فكرة تلغي كون رجل المرور صديقاً للسائقين والعين الساهرة من أجله مثلما كان يروج البرنامج التلفزيوني العيون الساهرة في زمن مضى.
في الفترة الأخيرة.. بدأت ادارة المرور تمارس ضغوطا على المواطنين.. فعند الاشارة مثلاً.. لا تتنبأ بما سيفعله جندي المرور.. قد يحشر أنفسه في فتحة زجاج سيارتك ويقول: «اربط الحزام» وقد يحرر عليك قسيمة وقد يتجول في التقاطع مراقبا الجميع أما عند الحادث المروري فإن دوريات المرور لا تأتي إلا متأخرة.. وإذا أتت ركبت «المتصادمين» في الدورية وحشرتهم مع آخرين في المرتبة الخلفية وكأنهم من كبار المجرمين، وفي مكتب المرور يقول الضابط: «إما الكفيل أو السجن أو بطاقة التأمين»!!
بطاقة التأمين يمكن أن نقبلها أما الكفيل أو السجن.. فلا ندري ماذا نقول عنهما.. سوى قاتل الله البيروقراطية والأنظمة المرورية القديمة، وإلا فهل يعقل أن يبحث المواطن عن كفيل وهو معروف الاسم والهوية والعمل أو يدخل السجن بسبب تهشم «اصطب» أو «انطعاج» رفرف!!؟
|