الحرص على المظهر الحسن أمر مرغوب ومطلوب والكل يبحث عنه ولكن المبالغة فيه خطر. كثيراً ما نتساءل هل هذه الثورة التجميلية في صحافتنا وعياداتنا أمر إيجابي أم لا؟
أعتقد أنه إيجابي إذا كان التشخيص والعلاج هو على أساس علمي مدروس.
أما إذا كان المنطلق هو تجاري كما نشاهد في كثير من الأماكن وللأسف فهو أمر سلبي.
لعل هذه مقدمة لحالة بدأت تنتشر بين بعض المرضى وهي اعتقاد المريض أنه يعاني من تشوه في وجهه والحقيقة أنه لا يعاني وهذا ما يسمى بالديسمورفزم.
يأتي المريض ويقول إنني أعاني من بقعة بنية في وجهي وإذا ما تم فحصه بدقة وعناية يتضح أنه لا يعاني من ذلك.
ويعتقد بعض الأطباء أنه بأمانته سوف يريح المريض ويوفر عليه كثير من العلاجات والمصاريف، وإذا بالمريض يغضب ويقول: يعني تكذبني يا دكتور. وأحياناً يحدث جدل لا طائل منه، ينتهي المريض في عيادة أخرى وهكذا حتى «يطيح» بطبيب لا ينقصه إلا الأمانة الطبية ويقول له نعم أن هناك بقعة بنية وأنت تحتاج إلى علاج بالليزر أو التقشير.
عند ذلك يرتاح المريض ويقول «إيه هذا هو الدكتور».
إن هذه الحالات قليلة ولله الحمد، ولكن من ابتلي بعيادته بمثل هؤلاء المرضى أنصحه ألا يخل بأمانته من أجل المريض ولا بد من الإطاحة بهذا المرض وهو «ديسمورفزم» ومعالجته بحسب الحالة حتى لو أضطر إلى إحالته إلى الطبيب النفسي.
* استشاري طب وجراحة الجلد والعلاج بالليزر
|