Monday 5th may,2003 11176العدد الأثنين 4 ,ربيع الاول 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

رؤية واقعية للمشكلات الزوجية رؤية واقعية للمشكلات الزوجية
عبدالله محمد العميريني/قاضي محكمة محافظة الأسياح بالقصيم

للمشكلات الزوجية آثار دينية واجتماعية وتربوية في الحاضر والمستقبل، والإسلام بتشريعه الحكيم المحكم يحرص كل الحرص على الحياة الزوجية للأسرة المسلمة وفي ذلك يأتي التأكيد منه صلى الله عليه وسلم بقوله:« إن إبليس يضع عرشه على الماء، ثم يبعث سراياه فأدناهم منه منزلة أعظمهم فتنة، يجيء أحدهم فيقول: قد فعلت كذا وكذا فيقول ما صنعت شيئاً، قال: ثم يجيء أحدهم فيقول: ما تركته حتى فرقت بينه وبين امرأته، قال: فيدنيه منه فيقول: نعم أنت» رواه مسلم.
هذا الحديث يدل على أن من أهم أهداف إبليس هو تفريق الأسرة المسلمة، فيفرح إبليس بهذا الفعل لأنه عمل عظيم نتج منه التفريق بين الزوجين.
ومن المشكلات الزوجية المعاصرة والتي وقفنا عليها من خلال عملنا في المحاكم الشرعية ولها تأثير في الحياة الزوجية:
1- عدم حسن العشرة:
فكثير من الأزواج لا يحسنون العشرة مع زوجاتهم، فيعاملونهن معاملة الأمة المملوكة، يتصرف بها كيف يشاء، وهذامفهوم مغلوط يخالف ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم في آخر حياته، وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة:«أوصيكم بالنساء خيراً» وقال صلى الله عليه وسلم :«خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي»، فبين هذا الحديث أن أفضل الرجال هم أفضلهم لنسائهم.
2- عدم اعطاء أي من الاثنين حقوق الآخر:
مثال ذلك عدم طاعة المرأة لزوجها، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول:« لو كنت آمراً أحداً أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها، لما له من حق عليها».
3- الاكثار من المطالبة بالنفقة بأكثر من حقها:
فترهق بذلك على الزوج، لأنها تريد أن تكون مثل الآخريات، حيث المال والذهب والملابس الكثيرة والتنزه المستمر وغيرها من الأمور، وهذا يشكل ارهاقاً للزوج يجعله ربما يتأفف، أو ربما يبلغ به الغضب أن يقول الكلمة التي تكرهها كل زوجة عاقلة رزينة تريد أن تستر على نفسها، وتعيش حياة زوجية فاضلة سعيدة.
4- ثناء الزوجة على بعض الأزواج:
كأزواج اخواتها وقريباتها ونحوهم، ومقارنة زوجها بهم، ففلانة زوجها منصبه كذا وله من المال كذا، واشترى لزوجته كذا، ونحو ذلك مما يجرح مشاعر الزوج ويلهب في قلبه الغيرة.
إن الزوجة الصالحة لا ترفع نظرها فوق مستوى زوجها، وترضى بما قسم الله لها، فليس المال أو المركز الاجتماعي هو كل شيء، وإنما العبرة بتوفيق الله أولاً ثم بالكفاف، والعفاف، وحسن العشرة،
وفي المقابل أيضاً تجد بعض الأزواج يجرح مشاعر زوجته بالثناء على بعض النساء من غير محارمه، أو الاشادة بحسن طبخهن ونحوه ومنهم من لا يتورع عن سؤال زوجته أن تصف له بعض النساء، فتصاب المسكينة بالغيرة مع حرمته شرعاً، ففي صحيح البخاري قوله عليه الصلاة والسلام:« لا تباشر المرأة المرأة، فتنعتها لزوجها كأنه ينظر إليها».
5- قلة المعرفة بالمسؤوليات والحقوق الزوجية:
وهذا يحدث في بداية الحياة الزوجية بسبب انتقال الرجل والمرأة من حياة العزوبية إلى الحياة الزوجية، وفي الغالب لا يكون الاثنان مهيأين لمسؤوليات الحياة الزوجية، فتمتلئ حياتهما بالفوضى في كل شيء وعدم تقدير حجم الاعباء الزوجية، فينشب الخلاف بينهما، والواجب على كل من الزوجين أن يثقف نفسه، ويسأل أهل الخبرة عن كيفية التعامل مع مسؤوليات الحياة الزوجية وواجبات كل طرف.
6- عدم التثبت بعد سماع الأخبار:
أخبار كثيرة يسمعها الزوج أو الزوجة تتعلق بأحدهما، فيقوم أحد الطرفين باتخاذ موقف ضد الآخر دونما تثبت، وتتغير طبيعته أو طبيعتها معه، دون أن يقوم أحد الطرفين بمصارحة الآخر، مما يسبب التفكك الذي لا تحمد عقباه.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved