يفيد السلام كثيراً أن يختفي نهج الضغوط التي تنصبُّ على جانب دون الآخر، وقد رأينا عظم الضغوط الأمريكية على سوريا ولبنان في زيارة وزير الخارجية الأمريكي للبلدين بينما ظلت اسرائيل بمنأى عن أي تحرك على الرغم من أنها الطرف الأكثر تجاوزاً لمقتضيات السلام.
وتأخذ الضغوط الأمريكية شكلاً عاماً وتعكس تصوراً استراتيجياً للمنطقة يشمل الأوضاع من العراق إلى فلسطين وبقدر الاستجابة إلى المطالب الأمريكية تتحدد علاقة هذه الدولة أو تلك بواشنطن مع التلويح بالعصا بين كل مطلب وآخر.
غير أن هذه الصيغة من التعامل لا تنطبق على إسرائيل على الرغم من الجنوح الاسرائيلي باتجاه كل ما هو ضد السلام.
والتساؤل المشروع مع تكالب الضغوط على الدول العربية يتعلق بنوع المقابل الذي ستجنيه الدول العربية من استجابتها للمطالب الأمريكية.
وسيكون من الملائم رؤية نتائج من شأنها التشجيع على التعاطي بصورة إيجابية مع واشنطن.. ومن بين المرغوب رؤيته عربياً أن تتحرك اسرائيل خطوات باتجاه السلام العادل.. وسيكون من المفهوم إن أقدمت اسرائيل على ذلك أن لواشنطن يداً فيه.
وفي المقابل فإن استمرار تلك الضغوط دون نتائج على الأرض باتجاه السلام يعني أن المطالب ستتلاحق دون نهاية أو دون سقف محدد لها إلى الدرجة التي قد تهدد الأمن الوطني العربي إذا ظلت الضغوط تنطلق دائماً وفقاً للأهواء والسياسات الاسرائيلية وبما يخدم أهدافها في المقام الأول.
وهدف إسرائيل دائماً هو استخلاص أقصى ما يمكن من الجانب العربي إلى درجة الاستسلام لها تماماً دون إعطاء شيء في المقابل، وهذا أمر لن ترضى به دولة مهما تكالبت عليها الضغوط.
على أن المضي قدماً في مثل ذلك النهج من خلال استقلال إسرائيل للقوة الأمريكية الدبلوماسية والعسكرية يعني ذوبان الأهداف الأمريكية في كامل المخطط الاسرائيلي إلى الدرجة التي تضيع معها ملامح القوة العظمى لتصبح أسيرة سياسات مغامرة طائشة لعصابة من الصهاينة.
|