Monday 5th may,2003 11176العدد الأثنين 4 ,ربيع الاول 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

وعلامات وعلامات
«كتب ومؤلفون»..! «4»
عبدالفتاح أبومدين

والوقفة اليوم مع: «ضحى الإسلام».. وعن منهج الأستاذ العميد في النقد، فإن كاتب مقدمة أبحاث طه حسين، الدكتور شكري فيصل يقول عنه: «أما منهجه في النقد، فيلخصه هذان المبدآن:
1- المباعدة بين الناقد وبين هواه، فلا يظلم الصديق لصداقته، ولا الخصم لخصومته.
2- المباعدة بين الناقد وبين أهواء الناس، فلا يقول ما يرون وإنما مايعتقد أنه الحق الخالص، سواء أرضي الناس أم سخطوا، وسواء وافق رأيه هوى القراء أم انحرف عنه.
- هذه استقلالية الكاتب الحر الذي يقول ما يعتقد وما يرضيه، ولا يشغل نفسه بهوى الآخرين وتوجهاتهم.. يقول الدكتور شكري في ص -13- من مقدمته المطولة: «ولم ينس الدكتور طه أن يقول وهو يشبّه أحمد أمين حين انتدب لتأليف هذا الكتاب، وكأنه قد اتخذ لأمة المحارب»: وكان يزورني في كل اسبوع ومعه طائفة جميلة رائعة من الغنائم التي كان يكسبها في هذه الحرب الشاقة المتصلة، فأقاسمه سعادته بالظفر واغتباطه بالفوز»!
- ونمضي مع وقفات الدكتور شكري فيصل، من خلال مقدمته الثرة النابضة، وهي دراسة ممتعة في التأمل والدقة.. لنصل إلى مقدمة طه لكتاب «إحياء النحو».. يقول شكري فيصل: أما في كتاب «إحياء النحو»، فنحن أمام مقدمة من نوع آخر.. إنها مقدمة توشك ان تمثل ثروة هذه الازدواجية التي أشرت إليها، بين العناصر الذاتية وبين العناصر الموضوعية.. إنه لايتردد قط أن يتحدث في عدد من المرات، عن هذه الحيرة التي تنتابه بين الكتاب وبين صاحب الكتاب.. بل إن الخط الرئيسي الذي ينظم كل صفحات المقدمة، إنما هو هذا الخط الدائري الذي يبدأ من الكتاب إلى صاحبه، ثم يعود فيستدير مرة أخرى من صاحب الكتاب، ليتحدث عن الكتاب ذاته..»!
- ولاريب ان إعجاب الدكتور شكري فيصل بما قدم إليه، من آثار الأستاذ العميد، ليقدم عنه دراسة أديب واع، نتج عنه هذا السبح الأدبي والاستنتاجات البديعة التي نجدها أمامنا، فلا نمل مطالعتها والتوقف عندها، من خلال هذه الصفحات الطوال، وهي درس من الدروس.!
- يقول الدكتور شكري في ص «15»، وهو يتحدث عن مقدمة - إحياء النحو-: وإذاً فهو سيبدأ حديثه عن الكتاب، ولك ان تظن ذلك، ولكن الدكتور طه في براعة حديثه الآسر، في حلاوة عرضه المغري سيكذب ظنك، وسيطوف بك شوطا آخر، وهو يدور حول صاحب الكتاب، دون الكتاب نفسه، في تلوين أسلوبي جديد، يعتمد هذه المرة التوحيد بين الكتاب وصاحبه.. ولذلك لايلبث أن يتابع حديثه على هذا النحو: «ولكن صاحب الكتاب كما قلت ملائم أشد الملاءمة لكتابه، لانرى في الكتاب خصلة إلا وهي مستمدة من صاحبه نفسه، ملائمة لطبعه، مشتقة من مزاجه، فهو أبعد الناس عن التكلف، وأبغضهم للتصنع، وأشدهم ترفعاً عن الرياء»..!

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved