* الرياض - منصور البراك:
في ظل الزيادة الهائلة في اعداد الطلاب وما ينشأ عن ذلك من ظهور شرائح مختلفة منهم داخل حجرات الفصول تتفاوت في مستويات الفهم والوعي بحسب عوامل مختلفة منها ضعف السمع وصعوبة النطق وضعف الرؤية وغيرها وما يحدث عن ذلك من فروقات فردية شاسعة بين الطلاب في التحصيل الدراسي واستيعاب المادة العلمية، توصلت الأبحاث والدراسات العلمية الى ضرورة تشخيص مثل هذه الحالات والوقوف على سبل علاجها وكيفية دمج هؤلاء الطلاب مع زملائهم من خلال التربية الخاصة التي تخصصت في هذه الحالات فتأسس عن طريقها المعاهد والبرامج التي تعنى بهم وتقدم لهم الخدمة، ومن تلك المعاهد والمؤسسات مركز السمع والنطق بشرق الرياض الذي نشأ لخدمة ذوي الاحتياجات الخاصة في العوق السمعي وجميع العلاقات التي تحتاج الى فحص سمع ونطق وقياس ذكاء وعمل قوالب للسماعات ومضى على إنشائه 16 عاماً واستقل عن معهد الأمل في عام 1419هـ.
ومن جهته يقول مدير المركز عبدالله بن ابراهيم الحميسان ان المركز يخدم جميع ذوي الاحتياجات الخاصة من العوق السمعي والفكري والمكفوفين والإعاقة المزدوجة لتحديد المكان المناسب لها مضيفاً انه يقوم بعملية التأهيل طاقم من المؤهلين طبيب للسمعيات ومدرب النطق والاخصائي النفسي لتحديد مسار الطالب.
وأشار مدير المركز الى انه تم استقبال 7085 حالة من عام 1419هـ الى عام 1422هـ حيث تقوم المدارس التي تتعاون مع المركز بتحويل الطلاب الذين يشكون بأن لديهم ضعفا في السمع او عيوب النطق لعيادات المركز الذي يضم وحدة التدخل المبكر ووحدة المعلم المتجول ووحدة فحص السمع ووحدة تدريب النطق ووحدة الفحص النفسي ووحدة معمل القوالب وورشة الصيانة.
وبيّن الحميسان ان المركز يستقبل الطلاب على فترتين صباحية ومسائية وتقوم الخطة على توجيه الطلاب الى المسارات التي يصنفون على ضوئها عن طريق تقييم السمع والنطق ثم يوجهون للدراسة في احد المسارات التالية: معهد الصم او معهد التربية الفكرية او المدارس التي يوجد بها برامج تربية خاصة «دمج» او يحول الطالب للتعليم العام.
أما اذا كان الطفل اقل من سن دخول المدرسة فيعمل له برنامج تدخل مبكر داخل المركز وايضاً يعمل المركز جلسات تعليمية مسائية لطلاب التعليم العام الذين لديهم صعوبات نطق حيث يستعين المركز بمعلمي تدريبات النطق الموجودين في مدينة الرياض حيث يمارسون نشاطهم المسائي داخل المركز الذي يقع في شرق الرياض داخل معهد الصم شارع احمد بن حنبل.
الأستاذ محمد نصار إخصائي النطق بالمركز اوضح انه يمكن تقديم الخدمة للمريض في المركز منذ الطفولة المبكرة «5 ،2» سنة عن طريق برنامج التدخل المبكر وحتى كبار السن في حالات الحبسة الكلامية في البرنامج المسائي الذي يكثر فيمن عمره 60 سنة فأكثر مضيفاً ان العلاج يعتمد على نوعية وشدة الاضطراب النطقي وكذلك مدى استجابة الطالب والأسرة وتعاونهم مع الاخصائي في تنفيذ الخطة العلاجية علما بأن كل حالة من الحالات السابقة التي يمكن للمركز التعامل معها لها اسلوبها الخاص في العلاج والتدريب النطقي وحول كيفية تعرف ولي أمر الطالب او المعلم على الطالب الذي يحتاج للمركز .
وأشار الى انه يحدث اذا شعر المعلم او ولي أمره انه لا يستجيب للنداء الأول او الطالب الذي يلاحظ عليه معلمه ان مستواه الدراسي متذبذب وبشكل واضح، والطالب الذي يعاني من زكام ورشوحات متكررة والطالب الذي يشكو من اذنيه باستمرار او الذي يعاني من خنف ولو كان بسيطا والطالب الذي يعاني من تلعثم ولو كان بسيطا وسرحان الطالب العشوائي وضعف تركيزه الملحوظ واضطراب مخارج الأصوات لدى الطالب وصعوبات القراءة والكتابة غير الاعتيادية والطالب الذي يعاني من اختلال في التناسق البصري اليدوي والطالب أو الابن الانعزالي الذي يحاول الانغلاق على نفسه.
ومن جانبه ذكر طبيب السمع بالمركز الدكتور اسامة رمضان ان انواع العوق التي يستطيع المركز التعامل معها هي الاعاقة السمعية من تاريخ الولادة عن طريق وصف المعينات السمعية المناسبة وتدريب الأب والأم على طريقة التعامل مع المعين السمعي وهو ما يعرف بتأهيل عائلي مشيراً الى ان الإعاقة السمعية تنقسم الى قسمين اعاقة سمعية نتيجة اصابة العصب السمعي الأذن الداخلية وإعاقة سمعية نتيجة اصابة الاذن الوسطى او الخارجية وإعاقة كلامية نتيجة الاصابة بالإعاقة السمعية.
وبيّن الدكتور رمضان ان المركز تمكن من علاج حالات التدخل المبكر المبني على التشخيص المبكر للحالة من سنتين عن طريق توصيف المعينات السمعية المناسبة وعمل برنامج تأهيلي خاص بالطفل وذويه وحالات ضعف السمع وهي فئة مهمة جداً حيث انها توجد في المدارس العادية ولذلك لها برنامج خاص يتم وضعه من قبلنا مع استمرارية متابعته من المدرسة وعمل دورات تدريبية لتعليم المعلم كيفية التعامل مع ضعيف السمع والأجهزة المصاحبة له وايضا عمل توصيات خاصة بالمراكز كالتوصية باستبدال اجهزة التكييف الشبك بالجهاز «اسبيليت» حيث نسبة الضوضاء المنبعثة من التكييف الشباك تسبب نوعاً من التغطية والشوشرة على سمع الطالب الذي يستخدم المعين السمعي.
|