Monday 5th may,2003 11176العدد الأثنين 4 ,ربيع الاول 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

مباحثات باول في دمشق تعاملت مع أولويات مباحثات باول في دمشق تعاملت مع أولويات
تركيز أمريكي على تحريك العلاقات

*دمشق الجزيرة: عبد الكريم العفنان:
أوضح مصدر دبلوماسي غربي في دمشق أن واشنطن لن تقدم لسورية صورة نهائية للعلاقات بين البلدين وقال المصدر في حديث مع الجزيرة إن كولن باول، وزير الخارجية الأمريكي، قدَّم للمسؤولين السوريين طبيعة الوضع الاستراتيجي للمنطقة وما يترتب عنه من آليات سياسية، مبينا أنه رغم كافة التصريحات الأمريكية ضد سورية لكن لا توجد وضعية محددة للعلاقات بين البلدين، فاختصار زيارة باول إلى سورية ولبنان تبين حسب نفس المصدر رغبة الإدارة الأمريكية في رسم خارطة لعلاقاتها مع دمشق وبيروت، وذلك في إطار ما يمكن أن يوضع من ترتيبات لاستقرار المنطقة. وبين المصدر أن تركيز وزير الخارجية السوري في مؤتمره الصحفي أول أمس في بيروت على مسألة الحوار مع واشنطن، يعطي مؤشرات على أن دمشق تسعى إلى الاستفادة من المناخ الدولي والعربي الرافض للضغوط ضد سورية، لرفع سوية الحوار مع واشنطن بعد أن مرت العلاقات بين البلدين بمرحلة حرجة خلال الشهرين الماضيين.
وحول المطالب الأمريكية المتكررة من سورية ركز المصدر أن الولايات المتحدة لا تتوقع استجابة سريعة لهذه المطالب، وقال إن المباحثات بين البلدين تتم وفق أولويات تتحدد في:
- الموضوع العراقي والتعاون الإقليمي لدور الجوار الجغرافي لبغداد، فالولايات المتحدة تريد من سورية شكلا محددا من التعاون، حيث تتعامل الولايات المتحدة بشكل حذر مع كافة الدول المجاورة للعراق، وبين المصدر أن واشنطن تتعامل اليوم مع جملة من التعقيدات التي رافقت حربها ضد العراق. فمع نقل قاعدتها من السعودية إلى قطر، والمشاكل التي رافقت دخول قواتها من الحدود التركية إلى العراق.
إضافة للتوتر المزمن لعلاقاتها مع إيران تجعلها تعيد رسم خارطة هذه العلاقات من جديد، فرغم عدم ظهور نتائج كبيرة لعلاقات واشنطن مع دول الجوار الجغرافي، لكنها حسب نفس المصدر تريد استباق أي مشاكل جديدة.
- معالجة المسائل العالقة بشأن حزب الله اللبناني والمنظمات الفلسطينية الموجودة في دمشق، وهذا الموضوع حسب نفس المصدر لا تضع له الولايات المتحدة جدولا زمنيا صارما، وهذا ما أكدت عليه الاتصالات الأخيرة بين البلدين، حيث يركز كولن باول على معالجة هذه المسائل بغض النظر عن التعقيدات المرافقة لها.
واستبعد المصدر فتح مسار التسوية بين إسرائيل وسورية بشكل سريع، موضحا أن باول مهتم اليوم بخطة الطريق وإمكانية التعامل معها إقليميا، ثم يمكن أن تنطلق مسارات التسوية حيث لا تريد سورية أن يستخدم مسار التسوية الخاص بها للضغط على الفلسطينيين. واعتبر المصدر أن مباحثات باول في سورية ستشكل خطوة مبدئية لإزالة العديد من مصادر التوتر بين البلدين، خصوصا أن كلاً من واشنطن ودمشق استبقا هذه المباحثات ببوادر جيدة، فسورية التي أعربت عن ترحيبها بهذه الزيارة أكدت رغبتها بالسلام وبالتعاون على نطاق دولي من أجل هذا الموضوع، بينما أكدت الخارجية الأمريكية في تقريرها السنوي عن الإرهاب أن سورية أبدت تعاونا واضحا في هذا الأمر. وتوقع المصدر أن تعقب زيارة باول إلى دمشق وبيروت خطوات أخرى دبلوماسية، تهدف استكمال الحوار، مركزا على أن هناك اختلافا جوهريا بين المباحثات الحالية بين البلدين وأي حوار سابق للحرب على العراق، فهناك نقطتان:- الأولى: عدم سعي البلدين للوصول إلى تحديدات نهائية لخلافاتهما، بل التوصل إلى خطوات إجرائية تتعلق بمسألة العراق والتسوية.
الثانية: التعامل مع التوتر في سياسة البلدين وفق تحديد سلم للأولويات كما يحدث في مباحثات باول في دمشق، والتي ركزت على الموضوع العراقي بالدرجة الأولى. واعتبر المصدر أن هناك درجة عالية من الحساسية والتعقيد بين واشنطن ودمشق، ولكن القلق حول تدهور اكبر للوضع الإقليمي يدفع الولايات المتحدة إلى التركيز على تحقيق تقدم في خطواتها السياسية.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved