لا أعتقد أن أحداً سمع بالفن الشعبي ولم يعرف أسطورة هذا الفن فهد بن سعيد، نعم أسطورة لأنه جمع جميع المتناقضات في عزفه الفريد على العود وفي ألحانه وفي سيطرته على قلوب جماهيره الغفيرة- وحتى انه من النادر أن تجد أحداً سمع لابن سعيد ويسمع لغيره - وأسطورة في توبته وفي حاله بعد التوبة..
عزيزي القارئ أعطني من وقتك دقائق معدودة أوضح لك هذه النقاط التي ذكرت وأنا أوضحها لك من تجربة وبكل مصداقية عن فهد بن سعيد: اشتهر فهد بن سعيد بالعزف على العود والأوتار في قمة شدها هذه الطريقة هي التي يتبعها الفنان عبادي الجوهر الذي سبق أن سألته جريدة عكاظ عام 1406ه هل يستمع للفن الشعبي؟ فأجاب أنه معجب بالفنان وحيد الجزيرة فهد بن سعيد واشتهر ب«خرش العود» أي أنه يجعل العود ينطق الأغنية وهو يضرب على الأوتار جميعاً وهذه تحتاج إلى خفة يد ودقة ومهارة عالية واشتهر بادخال نغمات من العود خارجة عن الأغنية في وسط الأغنية تركب وتكمل الأغنية حتى أنه يغني البيت بنغمة عزف ويعيده في نفس الأغنية بنغمة أخرى وجميع النغمتين بلحن واحد وشدة وتر واحدة وهذا ما جعل له أغاني يصعب اعادتها حتى ولو أعيدت بنفس اللحن لا تكون نفس الطريقة ومن ذلك: خلاص من حبكم يا زين عزلنا، وعافت النوم عيني، ألا يا لله عالم بحالي، نهايتك يوم تندم، ومرثية الملك فيصل ، لهنت يا رأس الرجاجيل لهنت، فيها ست ألحان في أغنية واحدة وعزف منقطع النظير.
واشتهر أنه غنى لكبار الشعراء الأمير عبدالله الفيصل، عشر سنين، خالد الفيصل، لهنت يا رأس الرجاجيل في أغنية الأمير خالد بن يزيد، محمد سعد الجنوبي، سعود بن دحيم ولد شاعر الملك عبدالعزيز المعروف ابن دحيم، راشد بن جعيثن، وعلي القحطاني، وغيرهم كثير، واشتهر بالألحان الفريدة التي يعرفها كل من سمع له واشتهر بغناء أبيات ظلت تردد كأمثال بين الناس منها: لا تسبق الأحداث ما فيه دعي، اثر الزمن يجري والناس ما يدرون، غرتك دنياك والعاذل بشوره، وش الله مكلفني بحب تاليه فراق، صحيح من يلفي بليا عزيمة لمن طواه الليل يرقد بلا فراش، المخاطر لو سلم مره عثر يجيبه الجلاب لو طال المسير، الموت حق وكل نفس تذوقه مير البلاء من ذاق موته ولا مات، واشتهر بأداء الموال الحزين جداً ..وفهد بن سعيد غنى في كل فن في الحزين والطربي النقازي والهادئ المائل للرومانسية والغريب أنه أبدع رغم عدم اهتمامه في التسجيل وخصوصاً بعد الاسطوانات وبالمناسبة بداياته كانت في 1376هـ حتى سنة 1406هـ التي اعتزل فيها الغناء وهو في قمة عطائه وكان سجل في الاذاعة ومن تقديم الفنان الكبير طارق عبدالحكيم أكثر من عشر اسطوانات في برنامج أغاني زمان كان هذا عام 1391هـ وكان قد صور في التلفزيون أكثر من أغنية وللمعلومية في سوريا وفي ساحة المرجة بدمشق هناك تسجيلات لا تزال تبيع أشرطة قديمة وصافية جداً مأخوذة من اسطوانات لفهد بن سعيد وفهد غنى في أندية النصر، الشعلة، الجبلين، الرياض، التعاون، الكوكب.
منتديات كازنوفا
|