Monday 5th may,2003 11176العدد الأثنين 4 ,ربيع الاول 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

الرئة الثالثة الرئة الثالثة
برلمان العالم يعترف بـ «شورى» المملكة!
عبدالرحمن بن محمد السدحان

* قرأتُ وقائع اللقاء الجميل الذي عقدته صحيفة «الجزيرة» في عددها الصادر يوم الجمعة 9 صفر 1424هـ، مع سعادة الدكتور بندر بن محمد العيبان، عضو مجلس الشورى، استعرض فيه مشاركته ضمن فريق العمل المكلّف بمتابعة مشروع انضمام المملكة الى عضوية الاتحاد البرلماني الدولي، منذ أن بدأ فكرة قبل سنين في عهد معالي الشيخ محمد بن جبير، رئيس مجلس الشورى السابق، رحمه الله، حتى بلغ منتهاه قبل نحو شهر في عهد خَلفه الصَّالح، معالي الشيخ صالح بن حميد، ليتوج بقبول المملكة عضواً كامل العضوية في الاتحاد الدولي المشار اليه.
**
* وقد بذل الدكتور العيبان وزملاؤه الأخيار جهُوداً كبيرةً وموفقة، محلياً ودولياً، في محاولة لإقناع اعضاء الاتحاد المذكور بقبول عضوية المملكة، انطلاقاً من آلية العمل في مجلس الشورى، ومحتوى الطرح، ونتائج التجربة الشورية في بلادنا، وما شهده وسمعه واستقرأه عن كثب ممثلو العديد من البرلمانات الدولية عبر زياراتهم المتكررة الى المملكة، ومشاركة بعضهم حضُورياً في بعض جلسات المجلس ولجانه المتخصصة، الى جانب تراكم معرفي عريض أفرزته الزيارات التي نفذها مجلس الشورى الى عدد من دول العالم في الشرق والغرب عبر السنوات القليلة الماضية، وقد ثبت لدى الاتحاد ان التجربة الشورية في المملكة، رغم التباين في بعض الشكليّات والإجراءات، لا تقل كفاءةً ونضجاً وشفافية أداء عن كثير من برلمانات العالم الناجحة.
**
* من جهة أخرى، توقفت طويلاً عند أكثر من نقطة طرحها الدكتور بندر العيبان عبر حديثه المشار إليه، فقد ذكر ان المملكة فازت بإجماع كل الدول الأعضاء في الاتحاد الدولي، رغم معارضة اسرائيل، وهذا في تقديري نصر مزدوج:
أ- فانضمام المملكة الى هذا الاتحاد إنجاز كبير يحمدُ لكل من سعى من أجله، طرحاً وعناء ومتابعةً.
ب- واخفاق معارضة إسرائيل انجاز آخر وشرف يطرز قرار المنظمة الدولية، خاصةً ان اسرائيل لا تفتأ تروج في كل المحافل، مباشرة او عبر المتحمسين لها او المخدوعين بها، بأنها لا تُقهر!.
**
* وعلى صعيد آخر، أشار الدكتور العيبان الى ان انضمام المملكة الى الاتحاد البرلماني الدولي سيمنحها فرصة الدفاع عن القضايا التي تهمها، إسلامياً وعربياً، الى جانب التعريف بإنجازها الحضاري وموروثها القيمي الأصيل.
وأضيف الى هذا الرأي الصائب القول بأن للمملكة وزناً دولياً، لا يخفى على ذهن أي محلل لبيب، وانه بسبب ذلك، غدا لها حضور فاعل ومؤثر في كثير من الصعد الدولية، وانضمامها الى عضوية هذا الاتحاد مؤشر جديد يجسد هذا القول ويؤكده، رغم ان الوصول الى تلك العضوية لم يكن هيناً بمقاييس كثيرة، واستغرق من الجهد والوقت ما الله به عليم، والعبرة أولاً وآخراً بالإنجاز الذي تحقق.
* أخيراً أود ان اختتم هذه المداخلة القصيرة بما يلي:
أولاً: عجبتُ واستبدّ بي العجبُ ان يمّر نبأ انضمام المملكة الى الاتحاد البرلماني الدولي مرور الكرام إعلامياً، فلا نقرأ عنه تعليقاً، ولا نسمع اشارة تشيد به، سوى النزر القليل جداً، وكنتُ اتوقع الاحتفاء بهذه المناسبة الكبيرة عبر أكثر من وعاءٍ إعلامي رسمي وغير رسمي!
**
ثانياً: يبدو ان الحرب الخبيثة في العراق قد اختطفت الأنظار والاسماع والأفئدة، فلم يُعر كثيرون في هذه البلاد وسواها هذا النبأ المتزامن معها هماً ولا اهتماماً!.
**
ثالثاً: كنتُ وما برحتُ أتمنى على فريق مجلس الشورى الموقر الذي تابع الموضوع باسم المملكة ان يعقد لهذه الغاية مؤتمراً صحفياً مسموعاً ومرئياً ومقروءاً يشهر الموضوع بالحديث عنه والتعليق عليه، والردّ على ما قد يُطرح حوله من تساؤلات.
**
* رابعاً: ان الاعتراف البرلماني الدولي بالتجربة الشورية في المملكة يقرع اكثر من جرس في الداخل والخارج على حدّ سواء، عبر افئدة المشككين فيها او المتسائلين عنها.
نعم.. نطمعُ في مزيد من النضج والشمولية والشفافية العلنية لتجربتنا الشورية، كي يمارس المجلس دوره الحضاري والتنموي والرقابي على النحو المرجو منه، ورغم ذلك، فإني لعلى يقين ان في بلادنا مخزوناً من الإرادة والعزم والتفاؤل يحقق تلك النتيجة ويباركها بإذن الله.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved