يجب أن نقر ونعترف وكأننا مدانون في هذه القضية الاجتماعية التي أخذت تتعاظم يوماً بعد آخر.. تلك التي تتمثل بحالة الفقر التي شملتها تحولات «العولمة» فيما يبدو!!، فلم يعد الفقير بيناً، ولم تعد حالات الترف والغنى واضحة. إذ تداخلت المفاهيم وتداعت العديد من الرؤى فلم يعد لدينا تمييز بين من هم بحاجة للمساعدة ومن هم في غنى عن المقسوم والميسور الذي تجود به أيدي المؤسرين.
الأمر لا يخلو من طرافة حينما نتناول هذه الإشكالية ونحاول التعرف على أبرز ملامحها.. تلك التي تتم على هيئة سؤال يبحث عن إجابة.. (ما هو معيار الفقر؟ ومن هو المحتاج والمعوز؟).
ففي رحلة البحث عن إجابة لهذا السؤال الذي قلنا إن أمره يثير الدهشة والغرابة، فقد كنا في الماضي نرى الفقير الذي يتعفف ويتوارى خجلاً من أمر الصدقة ليقول بعضهم يرحمهم الله : «أعطها لفلان أو فلانة.. شف أبو فلان ضعيف وعنده عيال.. فلانة أرملة ولديها صغار..».. أما اليوم فقد اختفت رحمنا الله جميعاً تلك النبرة الصادقة، وحلت مكانها نبرة الإدعاء؛ لتسمع من يقول زيفاً: «هاتها يالأخو.. ترانا ضعوف..»؟!.
|