قليلون قليلون جدا هم الذين ينكرون ذاتهم.. يجسدونها في وجدانهم كتلا متراكمة.. لايسمحون لخروجها، لتظهر للملأ صورة سيئة واضحة المعالم عن شخصية حاملها المهزوزة . هذا الكبت أو عدم السماح لاظهار هذه المشاعر الجياشة ناتج عن ما يعتمل في نفس الإنسان من الادراك والوعي والاخلاص للعمل المفيد البناء.
ليس غريبا أن نرى أي فرد من أفراد النادي يقدم استقالته مبديا أي ظرف من الظروف التي يرى أنها مقنعة ومجدية لتبرير ابتعاده عن النادي.
ليس غريبا هذا.. وانما الغريب ان نرى الإنسان اذا ابتعد عن النادي يحاربه، يهاجمه، يصب جام غضبه على تصرفات المسئولين في النادي.. يحب ان يتعثر.. ولا ينمو.. ولا يخطو خطوات العمل والنجاح.. خصوصا اذا كان الإنسان من الافراد المرموقين في ادارة النادي، فانه دائما يريد للنادي الانحطاط كي يشعر النادي بالفراغ الذي تركه هذا الانسان.. وان النادي قائم على أكتافه، فتبدأ اللهجة تأخذ طريقها الى اذنيه اللتين أعارها كل بارقة وشاردة.
وكل همسة.. ونبضة.. كي يتلذذ بكل ما يقال عن النادي من قبيح ومن تعثرات مرضيا بذلك وجدانه وشعوره اللذين هما أقرب للموت من الحياة، فتسيل تلك اللهجات المصطنعة أحيانا، والحقيقة أخرى، تسيل على قلبه سيلان الماء على الارض العطشانة.
رويدك صاحبي، فما هذا ضمير الاخلاص ولا ذلك شعار الرجولة، وصفات النبلاء.. ليست هذه صفات من يقدم ضريبة الوطن والمليك والمجتمع.. وليست هذه الشعارات الا فأسا يهدم ما بنيت وما أشلت من عزة ورفعة وسؤدد.. كثيرون كثيرون هم الماقتون لهم.
|