من هناك حيث المرتفعات الخضراء والهواء الذي يعانق السحاب صبابة... فترى به هفيف نسائم مشبعة بالحب تشهر به لوحة أمام الجميع لوحة تقول ان الموهبة لا تنتحب أبداً..!؟ ولا ترضى ان تكون في أماكن أخرى يسلط عليها الضوء والدفء فقط!!
- من هناك يقبع نادي ضمك بخميس مشيط ولا أدري كيف استطاع الصفاقصي التونسي من تخطي كل الأزمنة.. وكل الحضارات والمسافات ليظفر بعناق الموهبة التي تربض خارج حدوده الاقليمية!!
- محسن السفياني ابن الخمسة والعشرين ربيعا.. أحد أبناء خميس مشيط ولاعب فريقها ضمك... هو نموذج حي لما نادينا به مراراً وتكراراً..
- فكتبنا نحن حتى كلت أقلامنا... ونادينا جميعاً حتى بحت أصواتنا... وخرجت في الأفق سحائب صيف شحت بالهطول.. فلا أحرفنا قرئت.. ولا أصواتنا سمعت!!
- ولعل رغبة الصفاقصي التونسي في ضم محسن السفياني وموافقة إدارة ناديه هو نموذج أيضاً للوعي الإداري الذي يدرك ان تطور رياضتنا ينطلق من مبدأ إتاحة الفرصة لا من ضعف أنديتنا التي تئن تحت وطأة الاتكالية والاهمال وعدم البحث المستميت عن الإبداع والمواهب.
- سينتقل ذلك المدافع الموهوب رسميا إلى صفوف الصفاقصي التونسي وسيترجم ذلك اننا تعثرنا في خطواتنا كثيرا ثم استفقنا وبدأنا من جديد في المحاولة لنظفر بأول هاوٍ سعودي يحترف في أفريقيا... ومن أين؟ من نادٍ يقبع في أندية الظل!!
- أتذكر جيداً أولئك الفئة التي ابتدأت ومضت نحو الامتاع ثم غادرت دون ان يكون لها بصمة عالمية رغم أحقيتها وكفاءتها.. وأؤمن أيضا كغيري ان الموهبة لا تعرف مقياسا أو منطقة بعينها أو أرضاً صلبة للنبوغ والابداع.
- عرفت أحد الفرق التي حققت انجازاً في الدرجة الثانية وعندما سألت أحد المهتمين في تلك المنطقة التي ينتمي إليها ذلك النادي وعن سر ابداع ذلك الفريق أجابني بأن إدارة النادي وأعضاء الشرف هم السبب في ما حققه فريقهم وذلك في جلب عدد لابأس به من لاعبي بعض المناطق البعيدة جدا تم اكتشافهم ونقل وظائفهم وتوفير السكن لهم والإمكانيات اللازمة لمشاركة الفريق ولعل ذلك كان له الدور الرئيسي في ماهو عليه الفريق الآن.. بمعنى انتقاء احتراف داخلي مقنن!! وأعتقد ان مايقوم به أولئك الفئة هو نوع من رسم لوحة جمالية (عنقاء) اتقانها يتطلب المزيد من الصبر والتمحور في البحث الجاد عن النجوم الذين يصنعون الأمل.
- وفي ظل انقراض ملاعب الأحياء التي كانت ذات يوم قريب تمثل (مفرخة) للمواهب والنجوم...
- فلماذا لايفعل دور (الكشّاف) في الأندية فلو يكون لكل نادٍ (كشّاف) في كل منطقة بحيث تكون مهمته البحث عن المواهب في منطقته التابع لها وابلاغ النادي الذي يتبع له عنها ومن ثم يتم عرض اللاعب المكتشف على لجنة من قبل النادي كما هي اللجنة المطبقة في (نادي الهلال) مثلا والتي تضم (منصور بشير والامام). وعند اقتناع اللجنة باللاعب يتم عرضه على مدرب الفريق الذي يحدد أمكانياته وحاجة النادي له من عدمها ليتم الاتفاق مع ناديه ان كان تابعاً لأحد الأندية أو الاتفاق معه ان كان لاعباً في الحواري بحيث يؤمن له الامكانيات اللازمة التي توفر له العطاء في بيئة صحية وجيدة لينخرط بعد ذلك في تدريبات فريقه الجديد بحسب درجته إن كان شبلاً أو شاباً أو ضمن الفريق الأول.
- ولعل دور (الكشّاف) في كل منطقة يتطلب منه جهدا ومتابعة بحيث وجب عليه مراقبة الأندية والحواري وكذلك ناشئي المدارس ليكون له مكافأة مجزية عن كل موهبة مثمرة أو حسب اتفاق النادي معه بمكافأة شهرية يستحقها لاسيما حين تكون به مواصفات معينة في تقييمه للمواهب. ولعل أيضاً في (مناديب) الصحف اليومية مثالا مقارباً لمندوبي المناطق أو (كشافي الأندية).
- وكأني بأبطال القوى حين انطلقوا من تلك المناطق المتوارية خلف السحاب يحفرون اسم بلدهم على صفائح الذهب العالمي وهم يشهرون للعالم أجمع ان الموهبة هي نتاج العمل الجاد الذي لايعرف الكلل أو الملل.
يسمع بها في الحراج ونراها بأم أعيننا
- في الرياض عاصمتنا الحبيبة تتخطى درجة الحرارة في وقت الظهيرة السبع والثلاثين درجة مئوية.
- فأنت معذور لو استعنت بمكيف بارد يقيك عرق الصيف الحار.
- ومعذور لو شغل المكيف إياه بالك واهتمامك وجعلك تغادر في كل اتجاه بحثا عن البرودة والراحة.
- ومعذور لو تركت مباراة فريقك المفضل واتجهت «للحراج» بغية الحصول على سعر مناسب وبرودة محتملة.
- ومعذور لو أوهمت الآخرين بأن (الحراج) يتزامن مع مباراة فريقك المرتقبة!!
- ومعذور.. ومعذور.. ومعذور أنت في كل ما حدث وما سيحدث لفريقك المفضل ولكن ما لن يعذرك أيها أحد هو أن تغادر لتشتري (الحطب) من (الحراج) أياه.. بدلا من التكييف لإذابة الجليد الذي يحيط بفريقك قرابة السبع سنوات!!
- حسناً فليفعل وليهمس له أحد الباعة بنتيجة المباراة!!
- أما نحن فسنحضر المباراة وسنراها بأم أعيننا لأننا نؤمن تماما بأن الحديث تذروه الرياح.. أما الفعل فسيبقى لأنه ما سيدونه التاريخ في طياته.
لأنه عبدالعزيز بن فهد
قال لهم إنكم ذوو كرم وعزة وما أنا إلا منكم ولكم... ثم عاد واستدار وأغدق الجميع بفائض كرمه وجوده ووفائه.
قالوا: لا غريب ان يكون ذلك هو عبدالعزيز بن فهد بن عبدالعزيز رجل الجود وابن الوطن ونجل الكرام.. ثم ودعوه وهم يرددون بيت المتنبي:
بأدنى ابتسام منك تحيا القرائح
وتقوي من الجسم الضعيف الجوارحُ
شعرة معاوية التي انقطعت
كان عساف العساف وهو ينطلق في كل اتجاه نحو ايصال رسالة وطنه قبل فريقه يسابق الوقت مازجاً عرقه بدموعه منادياً إلى درف دفة فريقه نحو الأمل الذي راود جماهيره طويلا وحين اصطدمت الدموع الممزوجة بالعرق في وجه الحقيقة تلاشى الأمل وفضل الانسحاب على البقاء..!!
ورغم كل ذلك سيبقى عساف العساف نموذجاً للإداري الناضج الوفي مع نفسه وجماهيره وستبقى الأندية الأخرى كبيرة هي الأخرى برجالها الأوفياء أمثال عساف وغيره من المخلصين.
- أتمنى ان يعي أولئك الدرس وأن (لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين).
بالإشارة
- أتمنى ان يكون التشكيل الوزاري الجديد هو دافع قوي لاهتمام الرئاسة العامة لرعاية الشباب بالرياضة الأم كرة القدم.
- أمواج الخليج تزلزل جبلي (أجا وسلمى) الذي سلب منه الصعود وهو الذي كان يبقيه بين فكيه لولا..!؟ أظن ان الخليج قد لوى الأعناق وأصاب المشاعر بلمحاته الفنية وبوفاء جماهيره الغفيرة.. نأمل لأبناء سيهات التوفيق في دوري الكبار.
- سيبقى برنامج صافرة مميزاً كتميز ضيوفه ومعضلاته رغم غضب الحاقدين الذين ينادون بإسقاطه.
- الثنيان هو ابن النادي العريق وصاحب الجماهيرية التي لا تقهر ولن يتأثر أبدا بدعوات الحاقدين الذين هم معروفون ليوسف جيدا فالنمر والهلال روحان في جسد واحد.
- يبدو ان خلافات الفريق الهابط بدأت تطفو لتصل عناوين الصحف!! أين تلك الألسن قبل الهبوط؟
- ما سيفعله الرائد في اللقاء المرتقب سينم بالتأكيد عن أحقيته بالبقاء أو الهبوط!؟
- أتمنى ان لايكون اجتماع التكريم الفيحاوي المرتقب محسوما بنتائجه مسبقا!؟ وأن تكون الدماء الجديدة هي عنوان الإدارة القادمة.
انادي:
الفرنسي جوليس سوبر فيل كتب ذات يوم مانصه: (يستطيع الرذاذ ان يحول الرايات إلى خرق مبللة).
أما أنت فتستطيع ان تنحت الصخر لتحفر اسمك هناك.. هناك.
|