تعقيباً على ماكتبه الأخ عبدالله القبلان بعنوان: خفضوا سن التقاعد.. بتاريخ 23/1/1424هـ.
الحقيقة إن دعوة الأخ عبدالله معقولة ومقبولة ويا ليت ولي الأمر يأمر بدراسة هذا الموضوع لما فيه من المنافع العامة والخاصة وعلى رأسها.. إنه الآن يوجد لدينا بطالة متعلمة يخشى عليها من التلف والإتلاف فهؤلاء ثروة منهم الجامعي ومنهم المهني ومنهم من لم يستطع إكمال دراسته بعد الثانوية إما لظروف عائلية أولعدم قبوله في الجامعة لتدني مجموعه أو لعدم قدرته على مواصلة المشوار التعليمي والعدد ليس بقليل ولو أن حكومتنا الرشيدة أهدت إلى موظفيها كبار السن خمس سنوات فقط وأحالت على التقاعد من أكمل «35» سنة براتب الأربعين سنة وهي لمرة واحدة قد لا تتكرر لأحسنت من الجهتين: كرمت أولئك وهم محل للتكريم لخدماتهم السابقة وانتشلت هولاء من بند العطالة حيث توفرت لهم وظائف أولئك المتقاعدين فيالها من مكرمة لاسيما وأن مصلحة التقاعد لن تخسر شيئاً لأنه كما قال الأخ عبدالله: كثير ممن أحيلوا معه على التقاعد توفوا.. والغالب أن أبناءهم كبار ولا شك أنهم أصبحوا يعملون سواءً لدى الحكومة أو لدى القطاع الخاص وبالتالي ما يتبقى من استحقاقاتهم التقاعدية أصبح من حق مؤسسة التقاعد.. وأجزم أن تقاعد المتوفين«الذي أصبح من حق المؤسسة» سيغطي تلك السنوات الخمس مرتين أو أكثر وولي الأمر حفظه الله قريب من فعل الخير في كل زمان ومكان.. والحقيقة كما قال الأخ عبدالله إن نظام التقاعد أكل عليه الدهر وشرب عمره يزيد عن نصف القرن ولا يزال كما هو.. بينما الظروف أصبحت مهيأة والدواعي متوفرة لدراسة هذا النظام وتعديله كما يجب أن يكون.. ولا شك أنه بالنظر إلى أنظمة التقاعد لدى بعض الدول سواء أوروبية أو آسيوية أو أمريكية تدعونا إلى إعادة النظر في هذا النظام ونحن أولى بتحسين التقاعد لآبائنا وأجدادنا.
والحقيقة المتقاعدون ومن سيتقاعد يجب أن يكون له وضع خاص في جميع الإدارات الحكومية وخاصة المستشفيات.. أي تكون لهم الأولوية والتكريم والخدمة المسبقة لأنهم أصبحوا في سن التقاعد الفعلي عن الحياة ضعف في البصر والسمع والمشي وقلة في شهية الأكل.. وها هم بحاجة إلى سائق وقائد ومعين و.. و.. فهل نبدأ بتكريم المتقاعد فعلياً لا تكريم حفل ووداع ومنعه من دخول وزارته أو إدارته وسحب بطاقة دخوله.. نتمنى على ولي الأمر حفظه الله النظر إلى هذه الفئة بعين العطف ونرجو أن يكون لمجلس الشورى دراسة في هذا الموضوع.. وفق الله الجميع لكل خير.
صالح العبدالرحمن التويجري
|