السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..وبعد
حدود الوطن صفحة من صفحات الجزيرة الغراء هذه الصفحة التي تحمل في طياتها نبذة مختصرة، عن كل مدينة من مدن مملكتنا الحبيبة حرسها الله من بداية نشأتها حتى يومنا هذا.. وصفحة حدود الوطن.. في نبراس الصحف العربية الجزيرة الغراء كان لها الاثر الاكبر في نفوسنا يوم تعرفنا بشكل كبير على محافظات مناطق ربوع بلادي الغالية، من جنوبها وشمالها وشرقها وغربها.
وصفحة حدود الوطن اشبه بكتاب فاخر يحتوي عن تاريخ المملكة العربية السعودية منذ تأسيسها على يد صقر الجزيرة العربية الملك عبدالعزيز آل سعود طيب الله ثراه، الى عهد رائد نهضتنا المباركة الوالد الغالي خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله ورعاه وألبسه ثوب الصحة والعافية.
وكم كانت سعادتي غامرة، وانا اقرأ كل يوم عن مدينة من مدن وطني الحبيب وما يتبعها من قرى وهجر، هذا عن التحدث بماضيها العريق وحاضرها الزاهر.. معللاً ذلك بما تشتهر به كل مدينة عن الاخرى سواءً في الزراعة والتجارة والصناعة وهلم جرا..؟
وفي يوم الجمعة المباركة السادس عشر من شهر صفر لعام الف واربعمائة واربعة وعشرين من الهجرة النبوية الشريفة، قرأت عن محافظة الدرعية يوم تحدث عنها الاخ الفاضل حميد الحربي وفقه الله بايجاز مفصل عن تاريخ محافظة الدرعية العريق، هذا عن بعض من الصور لاثارها الباقية التي تدل دلالة على عراقتها واصالتها الباقية حتى يومنا هذا..
ومن هذه الصور، شد انتباهي صورة لبيت العالم العلامة مجدد الدعوة الإسلامية شيخ الإسلام الإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله، هذا العالم الذي كان له الاثر الاكبر بعد الله في إزالة البدع والخرافات والخزعبلات التي ظهرت بين الناس في شبه الجزيرة العربية آنذاك.. ولا اريد ان اتحدث كثيراً عن حياة واعمال الشيخ الدعوية رحمه الله رحمة واسعة..
ولكن.. عن بيته الظاهر في العدد المذكور سلفاً، الذي يأمل اهالي المحافظة ان يكون متحفاً.. حيث اضم صوتي مع صوت اهالي محافظة الدرعية ان يكون بيت الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله متحفاً، وذلك لما لهذا الشيخ الجليل من مكانة عظيمة.
كيف لا.. وعلمه الغزير دون في الكتب والمجلدات الفاخرة مضيفاً إلى ذلك ما حظي به من احترام وتقدير من لدن مؤسس البلاد وموحدها الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه، لمكانته العلمية، ناهيك عمن تخرج على يديه رحمه الله من اصحاب الفضيلة العلماء والمشايخ الاجلاء الاحياء منهم والاموات ممن حملوا من بعده راية العلم والتعليم في الفقه والشريعة لتبصير اخوانهم المسلمين في امور دينهم ودنياهم.
فمن هذا المنطلق.. وجب ان يعاد ترميمه والمحافظة عليه اسوة بغيره من البيوت والقصور القديمة المنتشرة في بعض مدن ومحافظات مناطق مملكتنا الحبيبة، كقصر المصمك بالرياض وقصر شبرا بالطائف وبيت البسام في محافظة عنيزة وغيرها من الآثار القديمة.
وعن بيت الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله اناشد وعبر عزيزتي الجزيرة الغراء سمو محافظ محافظة الدرعية حفظه الله ورعاه، ان يولي هذا البيت بالتعاون مع هيئة الآثار والمتاحف بوزارة المعارف كل الاهتمام.
حيث لا يخفى على سموه الكريم حفظه الله ما لهذه الآثار من اهمية، خاصة للاجيال القادمة كي يتعرفوا على ماضي الآباء والاجداد، وما كانوا عليه في الماضي من العيش الزهيد الذي لم يمنعهم من طلب العلم وتعليمه والدعوة الى الله بالحكمة والموعظة الحسنة والمجادلة بالتي هي احسن وفق الله الجميع لما فيه الخير والسداد.
عبدالعزيز بن عبدالله الجبيلان
القصيم/عنيزة
|